بنغازي 28 نوفمبر 2017(وال)-كشفت زيارة أجرتها وكالة الأنباء الليبية إلى مركز إيواء قنفودة غربي بنغازي التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية عن وجود مهاجرين غير شرعيين تجاهلت سفارات دولهم التواصل معهم لإيجاد الحلول القانونية لهم.
وفي السياق قال رئيس فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بنغازي “توكرة-المقرون” الرائد أحمد العرفي إن عدة دول أفريقية لا تتعامل بجدية مع ملف الهجرة غير الشرعية خاصة في شرق ليبيا.
وأضاف “إننا نجد صعوبة في التعامل مع مهاجري الجنسيات (صعبة الترحيل) كما نسميها نحن وهي جنسيات دول القرن الأفريقي (الصومال-ارتريا –أثيوبيا) وجنسيات أفريقيا الوسطى وهم (غانا-نيجيريا)”.
وأكد أن سفارات هذه الدول غير متعاونة بالكامل وليس لها وجود في المنطقة الشرقية لتسوية أوضاع مهاجريها غير الشرعيين.
وأضاف “بالنسبة للجنسيتين السودانية والمصرية يوجد القليل من التعاون خاصة من قبل الجمهورية المصرية لقرب حدودها مع ليبيا”.
وقال “في العادة يتم ترحيل المهاجرين المصابين بأمراض معدية أو الذين لا يملكون أوراق ثبوتية ترحيل طوعي ويتم تسليمهم إلى السلطات المصرية”.
وبيّن الورفلي أن حاملي الجنسية التشادية موجودون بأعداد كبيرة داخل مركز الإيواء خاصة بعد تدهور الدينار الليبي أمام العملة الخاصة بدولة تشاد”.
وقال “أصحبوا يسلمون أنفسهم إلينا لكي يتم ترحيلهم إلى بلدانهم،حيث يجب له أن يملك تصريح صادر من قبلنا لكي يستطيع العبور من المنطقة الجنوبية الشرقية”.
وفي سياق تصاعد توجيه النقد إلى ليبيا بشأن أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وما يصاحبها من نقاشات مستفيضة على مستوى عالمي هذه الأيام قال العرفي ” إن على جميع الدول خاصة دول “المنشأ” الأفريقية ودول “الوجهة” الأوروبية والوقوف معنا ودعمنا بدل أن توجه الانتقادات فقط”.
وأدرف “أن الهجرة غير الشرعية وباء أصابنا كليبيين بعد أن تم انتهاك حدود دولتنا وعدم السيطرة عليها”.
وحتى يوم أمس الإثنين يوجد في مركز إيواء قنفودة (50) مهاجرًا غير شرعي من دول السودان وتشاد ونيجيريا ومصر.
وبشأن هؤلاء المهاجرين قال العرفي “هؤلاء لديهم مشاكل في الإجراءات التي دخلوا بها إلى ليبيا سواء الإجراءات الثبوتية أو إجراءات الإقامة”.
وأضاف “اليوم تم ترحيل الأشخاص الذين تجاوزت مدة بقائهم هنا الحد الأقصى”.
ولا تقتصر ظاهرة الهجرة غير الشرعية على دول العبور وحدها إنما يمتد مجالها إلى نطاق إقليمي أوسع ولذلك يجب أن تكون مسؤولية الحد منها وعلاج ما يصاحبها مشتركة.
وفي الحالة التي بدت فيها ليبيا عاجزة عن وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إليها من عدة دول أفريقية وعربية لضعف الإمكانيات يجب أن يكون هناك تعاونا قويا من دول “المنشأ” و “العبور” و “الوجهة”.
وفي حديث لوكالة الأنباء الليبية قال “كوكو دايفيد” وهو مهاجر غير الشرعي من دولة نيجيريا إنه دخل إلى ليبيا عام 2014 بواسطة المهربين عبر تشاد وبعدها إلى الكفرة في أقصى جنوب شرق ليبيا.
وأضاف “بعد هذه الرحلة الطويلة وصلت إلى بنغازي وعملت في “سلخانة” لكن تم إلقاء القبض عليّ بعد أن تم الكشف أن جواز سفري (مزور)”.
وقال “بعد إحالتي إلى مقر إيواء قنفودة تم إجراء فحص طبي وعند ظهور النتائج اتضح أنني مصاب بداء الوباء الكبدي”.
وبسؤاله عن حسن المعاملة من قبل أفراد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، أكد المهاجر النيجري أن المعاملة هنا ممتازة والمكان جيد جدًا من حيث المبيت والأكل والشرب.
وأكد أيضًا أثناء حديثه أنه لم يتلق أية زيارة من قبل السفارة النيجرية أو أي مبعوث منها.
وقال “إنها لا تتواصل معنا ولا تهتم لأمرنا بتاتًا”.
أما “محمد خميس الشارب” وهو مهاجر من دولة تشاد (مواليد 1995) فقال “دخلت إلى ليبيا في عام 2013 ووصلت إلى بنغازي عن طريق سبها بإجراءات رسمية وعند انتهاء مدة الإقامة المصرح لي بها لم أجددها وتم إلقاء القبض عليّ وإحالتي إلى مركز إيواء قنفوذة”.
وأضاف “أنا في انتظار نتائج الفحوصات الطبية التي أجريت لي”.
وبشأن تواصل سفارة دولة تشاد معه قال الشارب “لم يأت أحد من السفارة ليسهل علينا الإجراءات أو حتى للاطمئنان علينا ومن أتى إلينا هم مجرد جاليات تشادية تحاول النصب والاحتيال علينا فقط”.
من جانبه كشف مدير المكتب الإعلامي في مركز إيواء قنفودة الملازم أمجد الورفلي أن عديد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم ترحيلهم إلى المركز مصابين بالأمراض السارية مثل (الإيدز) و (الوباء الكبدي).
وقال الورفلي إن المركز استقبل مطلع الأسبوع الجاري (30) مهاجرًا غير شرعي خلال حملة تفتيشية واسعة في سوق بودزيرة من قبل دوريات مكافحة الظواهر السلبية التابعة لغرفة تأمين بنغازي .
وأكد الورفلي أن عدد المصابين بتلك الأمراض بلغ (12) شخصًا،لافتا إلى أنه تم إجراء الفحوصات الكاملة للمهاجرين الذين تم استلامهم من قبل أفراد الغرفة الأمنية المشتركة .
وأضاف أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة حيال كل المهاجرين وترحيلهم إلى بلدانهم قريبا.
إلى ذلك كشف الورفلي إن عدد من رحلوا منذ بداية العام 2017 الجاري من قبل المركز التابع لمكافحة الهجرة غير الشرعية بنغازي إلى بلدانهم بلغ (4918) وجميعهم من الجنسيات (المصرية – السودانية- التشادية – النيجيرية – الأثيوبية – السورية – اليمنية – الغانية – الصومالية).
وقال الورفلي إن المركز رحّل خلال هذا العام (261) مهاجرا في شهر يناير و(198) في شهر فبراير و (394) في شهر مارس و (688) في شهر أبريل و (1135) في شهر مايو و (400) في شهر يونيو و (240) في شهر يوليو و(564) في شهر أغسطس.
وأضاف أن في شهر سبتمبر تم ترحيل (244) و(351) شهر أكتوبر و (443) حتى يوم17 نوفمبر الجاري.(وال-بنغازي) ع ط/ ف خ