صبراتة 30 نوفمبر 2017(وال)- اختتمت في مركب تليل السياحي في مدينة صبراتة الندوة العلمية حول ” ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتداعياتها على المجتمع الليبي والدولي وأفق الحل”.
وتناولت الندوة التي عقدت على مدى يومين متتاليين العديد من المحاور، والجوانب الرئيسة التي على أساسها عرضت البحوث وأوراق العمل لعدد من المشاركين.
وكان من أبرز الجوانب الهامة في الندوة الجانب القانوني لظاهرة الهجرة غير الشرعية والجانب الشرعي،وأيضا الجانب الإنساني والاقتصادي والاجتماعي،والصحي والإعلامي.
وشاركت جمعية الهلال الأحمر الليبي في هذه الندوة من خلال رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي د.أسامة الفاضلي،والسيد مدير الهلال الأحمر الليبي فرع صبراته د.الهادي الزواغي،والناطق الرسمي للجمعية مدير مكتب رئيس الجمعية السيد. محمد المصراتي،وحضور عدد من شباب الهلال الأحمر الذين شاركوا في التنظيم.
ونوه في كلمته التي ألقيت باسم الجمعية الدكتور أسامة الفاضلي،على دور الهلال الأحمر في التعامل مع آثار ظاهرة الهجرة غير النظامية،وعن المجهودات الإنسانية التي يقوم بها الهلال الأحمر الليبى،وبالتعاون مع السلطات المحلية في إنقاذ وإسعاف،وتقديم الدعم النفسي للناجين،وأيضا أنشطة إنسانية أخرى متواصلة بعد نقلهم إلى مراكز خاصة بإيوائهم.
وأشار الفاضلي إلى التحديات التي تواجه فرق إدارة الرفات بالجمعية في الوصول للجثث،وخاصة عندما تصطدم بتضاريس جبلية تطل على البحر،أو تكون الجثة ملقاة على شواطئ بعيدة،في ظل عدم توفر الإمكانيات من سيارات دفع رباعي للوصول لتلك الشواطئ.
وأكد الفاضلي على أن الجمعية ” لن تتوقف عن عملها الدؤوب للوصول لتلك الجثث،ولكننا نتدبر أمورنا بدعم من متعاونين مع الجمعية “.
وأوضح أن الهلال الأحمر يقوم باستقبال الناجين بالأغطية والمياه،ويقدم لهم الدعم النفسي، كما يجتهد الهلال في لم شمل الأسر التي فرقتها الأمواج، بعد أن ظنوا أن لا لقاء سيجمعهم.
وواصل رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي د.أسامة الفاضلي استعراض عمل جمعية الهلال الأحمر الليبي في سبيل تقديم العون للمهاجرين غير الشرعيين قائلا” نعمل على تنظيم زيارات لتلك المراكز بهدف تقديم المساندة الممكنة لتحسين الظروف المعيشية والتخفيف من الآثار الصحية، والنفسية التي يعانى منها الكثير من المهاجرين، وخاصة النساء والأطفال منهم باعتبارهم الفئات الأشد ضعفا،والعمل على إعادة ربط الأواصر العائلية،لما لهذا العمل من أثر إيجابي على متلقيه
وتابع الفاضلي قائلا: نعمل في الهلال على إجراء الكشف الطبي، وتوفير مستلزمات النظافة الشخصية،وتوفير الأغطية والملابس،وتوفير الحليب للأطفال ومستلزمات الأمهات والأطفال بالإضافة لتسهيل تبادل الرسائل العائلية،وتوفير بعض الأدوية ونقل الحالات المحتاجة إلى المستشفيات.”
وأكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي الفاضلي،على التعاون الوثيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر،والتي تعتبر الشريك الأساسي للجمعية.
وبين الفاضلي أن اللجنة الدولية توفر لنا التدريب والاستشارة لدعم جهود فرق إدارة الجثامين ورفع قدراتهم،وذلك من خلال العديد من لقاءات العمل،بالإضافة لتزويد الهلال بأكياس الجثامين، ومعدات إدارة الرفات، ومعدات الحماية الشخصية الخاصة بالفرق،وتقديم المساعدات الغذائية وغيرها للمهاجرين.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي أيضا “نتعاون مع منظمة الهجرة الدولية في القيام بترحيل هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم بالتنسيق مع السلطات المحلية وسفاراتهم في ليبيا.
وأكد على أن الهلال الأحمر الليبي يعمل في هذا الإطار الإنساني،وهو مساعد للسلطات المحلية التي يجب أن تكون متواجدة في كل مراحل التعامل مع الجثة،وأنه يقوم بهذا العمل تحت شرعية وإشراف الدولة،وخاصة في الجانب القانوني والجنائي.
وفي ختام كلمته شكر رئيس الجمعية العمومية للهلال الأحمر الليبي د.أسامة الفاضلي جامعة صبراته على هذه الاستضافة لهذه الندوة ووصفها بالقيمة،لما احتوته من بحوث ومحاور هامة حول هذه الظاهرة.
ودعا الفاضلي الحضور للتطوع في الهلال الأحمر الليبي مؤكدا على أن هذه الجمعية أهلية إنسانية وعلى الجميع دعم مناشطها الخيرية،مؤكدا على أن باب التطوع مفتوح لكل مواطن أو مقيم على الأراضي الليبية ليكون عنصرا فعالا فيها أين كانت جنسيته أو ديانته،وقال شعارنا أسرة واحدة وهكذا نعمل.
وفي ختام كلمة الفاضلي تم عرض فيديو يوضح مناشط الجمعية حول معالجة آثار هذه ظاهرة الهجرة غير الشرعية،كما فتح باب النقاش للإجابة على أسئلة واستفسارات الحضور.
وتم خلال الندوة توزيع بحث متكامل حول مناشط الجمعية وتفاصيل عملها، واهتمام الحركة الدولية للصليب الأحمر،والهلال الأحمر حول موضوع الهجرة والدور الهام ونظرة الحركة الدولية حول هذه الظاهرة.
تجدر الإشارة أن جمعية الهلال الأحمر الليبي تستعد منذ فترة لموضوع الهجرة غير النظامية فقد شهد عام 2009م أكبر تدريب ميداني لحالات الإنقاذ والإغاثة في حالات الكوارث استمرت لأسبوع،وأجريت خلاله مناورات لإنقاذ المهاجرين في عرض البحر وعلى الشواطئ، وشاركت فيه عدة جمعيات وطنية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا،وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
كما تملك الجمعية حاليا 22 فريقا لانتشال الجثث والتعامل معها موزعة هذه الفرق على أغلب التراب الليبي، أعضاء هده الفرق من الجنسين من الشباب الليبي.
يشار إلى أن ندوة ” ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتداعياتها على المجتمع الليبي والدولي وأفق الحل” جاءت تحت إشراف وتنظيم مكتب التعاون الدولي بجامعة صبراتة، بالتعاون مع منظمة المتوسط للهجرة والإغاثة بليبيا،والمركز الوطني للبحوث الطبية،وبرعاية المجلس البلدي صبراتة، والمجلس البلدي صرمان والمجلس البلدي الزاوية.(وال – صبراتة) س ع / ع م