بنغازي 13 ديسمبر 2017(وال)- وقفت وكالة الأنباء الليبية على ما يعانيه قسم الأورام في مركز بنغازي الطبي، وما يعانيه المرضى جراء عدم توفر العلاج، وأيضا للتعرف على بعض أسباب الإصابة بالمرض وأنواعه، وسبل الوقاية والعلاج، وهل من إحصائيات متوفرة لدى قسم الأورام .
والتقينا أخصائية الأورام في مركز بنغازي الطبي، الدكتورة رحاب شمبش، التي قالت، إن قسم الأورام من أقدم الأقسام التي أنشئت في مدينة بنغازي في الثمانينات، وبدأ في مستشفى الجمهورية، أما بداية عمل القسم في مركز بنغازي الطبي، كانت عام 2010م.
وبينت شمبش، أن قسم الأورام يختص ويغطي خدماته للمنطقة الشرقية بالكامل، ولايوجد مركز ثاني يعالج حالات الأورام الخبيثة بالكيماوي.
وتابعت للآسف ليس لدينا سجلات لمعرفة إحصائية لحالات الأورام السنوية، حيث إن السجل الوحيد الذي كان موجود في سنة 2002 إلى 2005 والذي أعده الدكتور مفيد المستيري كما كان عبارة عن سجل يركز على عدد الحالات المصابة بالأورام، وعدد الوفيات من المرض، وللأسف لم يهتم أحد بوضع إحصائية بعد ذلك.
وعن أنواع السرطان المنتشر عند النساء والرجال، قالت الدكتورة رحاب إنه في عام 2005م كان أكثر نوع سرطان منتشر عند النساء هو سرطان الثدي، ويليه سرطان القولون، وأما عند الرجال ينتشر سرطان الرئة ويليه سرطان القولون، وبينت أن السبب الرئيسي في وفيات النساء كان سرطان الثدي، ووفيات الرجال بسرطان الرئة.
وعن النسبة السنوية للوفيات ، ذكرت شمبش بأن هناك ازدياد سنويا في عدد الوفيات بسبب السرطان، ولكن كما ذكرت سابقا للأسف لا يوجد إحصائيات دقيقه بالنسب المئوية والأرقام. ولكن هذا المرض في انتشار وتزايد ملحوظ، وأحد أسباب انتشار الوفيات إن معظم المصابين بالأورام الذين تلقوا علاجهم بالخارج بعد ظروف التي مرت بها ليبيا في 5 سنوات الماضية عادوا لتلقى علاجهم هنا.
وعن المشاكل التي تعوق عمل القسم، أعربت أن من أكبر المشاكل التي تواجه القسم إن عدد الحالات أكثر من الطاقة استيعاب القسم، وعدد الأطباء قليل جداً فمنذ 10 سنوات لم يحدث أي زيادة في عدد الأطباء.
وواصلت، أخصائية الأورام في مركز بنغازي الطبي، الدكتورة رحاب شمبش حديثها قائلة لــ “وال” إنه ومن ضمن المشاكل التي يعاني منها القسم أيضا النقص الحاد في الأدوية “العلاج الكيماوي” وقلة الإمكانيات، وهذا الأمر لا يقتصر على قسم الأورام فقط بل جميع أقسام الأمراض المزمنة.
وتابعت الدكتورة رحاب قولها إن زيادة الحالات واكتشافها تكون في مراحل متأخرة جدا وهذا يعود للإهمال الصحي، ونلاحظ ازدياد حالات مرض السرطان ولكن من دون إحصائيات.
واستشهدت شمبش بدراسة طبية علمية أجريت في ألمانيا تتوقع إن حالات الأورام ستزداد في 2020 بشكل كبير، وهذا يرجع لعدة أسباب تغير في أسلوب الحياة، تغير في الخلايا البشرية، وأيضا التدخين هو سبب رئيسي في الإصابة بأورام الرئة لدى الرجال بشكل كبير.
وقالت الدكتورة رحاب لا نستطيع بعد معرفة من أكثر نسبة لإصابتهم بمرض السرطان سواء كان من رجال أو نساء فلا يوجد إحصائيات دقيقة توضح ذلك.
وعن اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي و سرطان الرئة مبكرا ، كشفت عن أن الإصابة بمرض سرطان الثدي يمكن علاجه لولا تأخر الكشف المبكر، حيث إن معظم النساء تأتي لتلقي العلاج في المراحل المتأخرة بعد انتشار السرطان بشكل ملحوظ، في حين تستطيع المرأة تفادي المرض واكتشافه مبكرا بمجرد حدوث أي تغيرات أو ألم في الثدي عندها يجب الإسراع إلى الجهة المتخصصة والكشف المبكر.
أما عن سرطان الرئة قالت للآسف الشديد نشاهد الآن نسبة كبيرة من المدخنين هم أطفال صغار في سن الثامنة أو تسع سنوات، والتدخين من أخطر الآفات المسببة لأورام الفم، والرئة والبلعوم الأنفي، وبالطبع كل ما كانت ممارسة عادة التدخين في سن أصغر كلما تسارع في التغير في الخلايا السليمة إلى خلايا خبيثة، ولذا يؤدي لانتشار سرطان الرئة في سن مبكر فننصح الأمهات بمراقبة أبنائهم، وعدم السماح لهم بالتدخين حفاظا على سلامتهم.
وفيما يتعلق بالأورام العضوية، وسرطان الدم ودرجة الخطورة، قالت رحاب بإنه لا يستطيع أحد تمييز خطورة سرطان الدم، عن الأورام الصلبة أو العضوية، والسبب في ذلك يعود لاختلاف أساليب العلاج، واختلاف خلايا الأورام فهناك أورام تستجيب للعلاج وهناك أورام لا تفعل فحتى أورام الدم نفسها تختلف وتنقسم إلى عدة أنواع، كما تختلف مراحل العلاج من شخص لأخر فجميع الأورام تختلف، فمثلا سرطان الرئة تختلف أساليب علاجه من رئة إلى أخرى، ولهذا السبب لا نستطيع مقارنة حالة بحالة أخرى مع اختلاف مكان الورم.
وتابعت، أخصائية الأورام في مركز بنغازي الطبي، قولها أن أخطر ورم خبيث هو ورم البنكرياس ونسبة الشفاء فيه ضعيفة جداً، وللتفصيل والتوضيح قسمت الدكتورة مراحل الخبيث إلى 4 مراحل مشيرة إلى أن الورم في مرحلته الأولى، والثانية يكون قابل للشفاء، أما الخطورة تكمن في المرحلة الرابعة فهنا يكون الورم منتشر بشكل كبير، و لايكون هناك استجابة للجرعات والجراحة لن تجدي.
وأردفت أن من واجبنا أن نكون صريحين مع المرضى بشأن مرضهم وفي حالة دخول السرطان في المرحلة الأخيرة نعطي الجرعات لزيادة نسبة الحياة بقدر المستطاع.
وللوقوف على معاناة مرضى السرطان التقينا مع بعض المترددين على القسم لمعرفة معاناتهم مع السرطان، وبداية كانت مع المواطن محمد صالح العبدلي، الذي تحدث عن معاناته مع الورم قائلا: بإنه يعاني من سرطان في القولون وقام بإجراء عملية في الأردن عام 2015 لإزالة القولون ليتفاجأ بعد ذلك بوصول المرض إلى الكبد وهو في المرحلة الثانية.
وتابع، العبدلي بأنه لا يتلقى العلاج الآن، فقط علاج بالمسكنات وذلك لعدم توفر الجرعات، وبنبرة حزن شديد قال بإنه قد سافر إلى مصر، وتونس، والأردن ولكن دون جدوى.
والتقينا مع حالة أخرى من حالات مرضى السرطان إسماعيل محمد، الذي يبلغ من العمر 44 سنه وهو من مدينة البيضاء، و قد وصل مرضه إلى المرحلة الرابعة، وقال إن بداية ظهور أعراض سرطان القولون بدأت بظهور دماء مع البراز والتقيؤ بشكل مستمر بعد ذلك تم إجراء عملية استئصال جزء من القولون، وقال إسماعيل أن جرعة الكيماوي باهظة الثمن، وقد كلفته 2500 دينار، وأن الجرعة يشتريها المريض بنفسه وغير متوفرة في المستشفى.(وال- بنغازي) غ إ / س ع/ ع م