واشنطن 18 ديسمبر 2017 (وال) – أعلن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي لا تتضمن ضربات استباقية،وواشنطن تترك لنفسها حق حماية مصالحها.
وقال المسؤول ردا على سؤال حول ما إذا كانت الإستراتيجية تتيح إمكانية شن ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية “نحن لم نستخدم مصطلح “استباقي” في الإستراتيجية،لكن نشير إلى أننا سندافع عن مصالحنا وقيمنا ضد أي تهديد”.
وتركز إستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب،الجديدة حول الأمن القومي على أربعة ملفات رئيسة هي: حماية الأراضي الأميركية، وزيادة القوة التجارية الأميركية، وضمان السلام من خلال القوة، إضافة إلى توسيع النفوذ الأميركي في العالم.
ويجري العمل على الإستراتيجية الجديدة منذ تعيين الجنرال هربرت ماكماستر مستشارا للأمن القومي في مارس الماضي، وهي تأخذ في عين الاعتبار الأخطار والتهديدات المتأتية من أسلحة كوريا الشمالية النووية، والإرهاب الدولي، وسياسة إيران، والنفوذ المتزايد للصين، ودور روسيا.
وأعلن المسؤول الرفيع في الإدارة الأمريكية أن مصطلح “الدول التحريفية” الذي يستخدم في الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي يعود إلى روسيا والصين.
وقال للصحفيين إن مصطلح “الدول التحريفية” يخص البلدان التي تحاول تغيير الوضع الراهن،والكثيرون يوافقون أن غزو روسيا لأوكرانيا وجورجيا هو نشاط لتغيير الوضع الراهن في أوروبا إلى اتجاه غير إيجابي.
وسيعلن ترامب تفاصيل إستراتيجية الأمن القومي الجديدة مساء اليوم الإثنين 18 ديسمبر.
يذكر أن إستراتيجية الأمن القومي الأمريكية التي من المقرر أن تنشر اليوم الإثنين،تسمى في عداد التهديدات التي يمكن أن تواجهها الإدارة الأمريكية،تهديد الدول المارقة و”المراجعين” والمنظمات الإرهابية الدولية .
وقال مسؤول أمريكي ” قمنا بتسمية العديد من المجموعات الكبرى التي تتحدانا،الأولى بينها هي القوى المراجعة التي ترغب في خلق عالم لا يتوافق بالضرورة مع مصالحنا وقيمنا،والثانية هي الأنظمة المارقة التي تهدد جيرانها بأسلحة الدمار الشامل، وتزعزع استقرار المناطق ذات الأهمية الحاسمة،والثالثة هي التهديدات عبر الوطنية ونشر الكراهية والتحريض على العنف ضد الأبرياء”
ووفقا له فإن الولايات المتحدة تعتزم مراعاة مبدأ “أمريكا في المقام الأول” ولكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة سوف تعمل بمفردها بل على العكس، فإنها ستتعاون مع حلفائها في مختلف الأمور التي تؤثر على مصالحها الحيوية.
وفي وقت سابق أعلنت تقارير أن الإستراتيجية الحالية تتناسب مع قائمة الوثائق المماثلة الأخرى،بما في ذلك العقيدة العسكرية وإستراتيجية الأمن الاقتصادي في الولايات المتحدة،وعملت وزارة الخارجية والبنتاغون ووزارة المالية والعديد من الإدارات الأخرى على إعداد الوثيقة العامة.
وقال البيت الأبيض “إن إستراتيجية الأمن القومي ستشمل أربع نقاط رئيسة،هي المصالح الوطنية الحيوية،حماية الأمريكيين ورفاهيتهم،الدفاع عن السلام بالقوة وتعزيز النفوذ الأمريكي”.
وذكر البيت الأبيض أن الإستراتيجية الجديدة ستصف المصالح العالمية الحيوية للولايات المتحدة وإطار التعاون “بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل” مع الشركاء الدوليين.
ومن المتوقع أن تتضمن الإستراتيجية الجديدة، رؤية شاملة للمخاطر التي تهدد الولايات المتحدة، بما في ذلك الأولويات المحلية (حماية الحدود الأمريكية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة) وجدول الأعمال الاقتصادي، فضلا عن الجانب العسكري، بما في ذلك تحديث القوات النووية الأمريكية، والحماية من التهديدات العسكرية المباشرة، التي تعتبر واشنطن أن كوريا الشمالية في طليعتها.
وكما هو متوقع ستظهر إيران وروسيا أيضا وربما الصين في قائمة التهديدات المحتملة للولايات المتحدة.
وكان مسؤولون أمريكيون قد اعتبروا في وقت سابق روسيا “قوة مراجعة” مدعيين أن موسكو تسعى إلى إعادة النظر في الوضع القائم في العلاقات الدولية،واتهموها بالتدخل في شؤون الدول المجاورة بما فيها أوكرانيا وجورجيا.
وترفض روسيا هذه الاتهامات وتعلن أنها ملتزمة التزاما راسخا بالقانون الدولي.
وعشية نشر الإستراتيجية،اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر روسيا بـ”أنشطة تخريبية خفية” ضد الولايات المتحدة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أن بلاده لا تشارك في أنشطة تخريبية ضد الولايات المتحدة،وأن هذا البيان لا يستند إلى معرفة عميقة ومعلومات دقيقة.(وال – واشنطن) ع م