جنيف 19 ديسمبر 2017 (وال) _ أكد تقرير ” الرصد العالمي لعام 2017″ حول تتبع التغطية الصحية الشاملة , الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية و البنك الدولي مؤخرا أن أكثر من نصف سكان العالم لا يحصلون على الخدمات الطبية الأساسية .
وأطلقت المنظمتان، من خلال التقرير الذي نشرت نتائجه يوم 13 ديسمبر الجاري، جرس إنذار مدو، مؤكدتان أن أكثر من مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، ولا تُتاح لعدد 200 مليون امرأة فرص كافية للحصول على خدمات تنظيم الأسرة وصحة الأم.
وأكد التقرير أنه يوجد تفاوت كبير في مستوى الحصول على الرعاية الصحية الأولية ، إذ لا تحصل سوى 17% من الأمهات في عمر الخمسين من الفئات الأشد فقرا والأسر المقيمة في البلدان ذات الدخل المنخفض و المتوسط ، على 6 من الخدمات الطبية الأساسية السبعة، في حين يحصل عليها نحو ثلاثة أرباع الأسر من نفس الشريحة العمرية الأغنى.
وأوضح التقرير أن النفقات الصحية تمثل كارثة مالية مقلقة على ميزانيات الأسر محدودة الدخل، إذ تدفع هذه النفقات نحو 100 مليون شخص سنويا للوقوع في “الفقر المدقع” ممن يعيشون على 1.90 دولار أو أقل للفرد في اليوم .
وينضم حوالي 180 مليون نسمة سنويا إلى صفوف الفقراء باستخدام حد قدره 3.10 دولار للفرد في اليوم، وينفق أكثر من 800 مليون شخص، وفق ذات التقرير، ما لا يقل عن 10% من ميزانيات أسرهم لنفقات الرعاية الصحية، وهو رقم يتزايد بنسبة 3% سنويا منذ عام 2000.
وتكمن خطورة هذه الأرقام، حسب التقرير، في أنها تخفي مآسي الأفراد والأسر و المظالم التي تقوم عليها على غرار عدم تلقي الرضع اللقحات التي يحتاجونها مما يتسبب في موتهم لاحقا بسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو يعرضهم للتقزم أو إلى المعاناة من التدهور الدائم في الأداء الحركي، وعدم حصول المراهقات الحوامل على خدمات تنظيم الأسرة، وتعكر الحالة الصحية للأمهات بعد الولادة بسبب النزيف لعدم توفر مشتقات نقل الدم .
ويوضح هذا التقرير أن التغطية الصحية الشاملة لا تعني فقط التمتع بصحة أفضل بل أيضا القضاء على الفقر المدقع الذي يعد الهدف الرئيسي لأهداف التنمية المستدامة .
يشار إلى أن عدد من يعيشون في فقر مدقع قد انخفض منذ عام 2000، وأن نسبة الفقراء الذين يفتقدون نفقات الرعاية الصحية، قد تضاعفت تقريبا من 8% إلى 15%، بحسب التقرير.
واعتبر تقرير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن التغطية الصحية الشاملة هي أكثر من مجرد ضرورة أخلاقية، وأنها تعد أحد عوامل التوازن الاجتماعي القوي و التي تسهم بشدة في تحقيق الاستقرار والترابط , كما أنها تلبي التطلع المتزايد نحو تحقيق الصحة الجيدة للناس في جميع أنحاء العالم. (وال_جنيف)أ ج/ أ د