دمشق 19 ديسمبر 2017 (وال) – وجه رئيس النظام السوري بشار الأسد الإثنين انتقادات حادة إلى دولة فرنسا التي اتهمها بـ”دعم الإرهاب”، معتبراً أنه “لا يحق لها التحدث عن السلام” في بلاده، على خلفية مواقف عدة صدرت من باريس اتهمت دمشق بعرقلة جهود تسوية النزاع.
وقال الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عقب لقائه وفداً روسياً في دمشق “فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سوريا ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن”.
وسبق اتهام فرنسا بالإرهاب اتهام الأسد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل المجموعات الكردية عصبها الرئيس والتي تسيطر على مساحات واسعة في شمال وشمال شرق سوريا بـ”الخيانة”.
وقال الأسد في تصريحات صحفية عقب استقباله وفدا حكوميا اقتصاديا روسيا: “إننا حين نتحدث عن تسمية الأكراد ففي الواقع هم ليسوا أكرادا فقط بل مختلف الشرائح في المنطقة الشرقية المساهمة معهم وبغض النظر عن التسمية فكل من يعمل لصالح الأجنبي خصوصا القيادة الأمريكية ضد جيشه وشعبه هو خائن بكل بساطة”، وأضاف: “هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين”.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الأسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري بعدما باتت أولوية باريس محاربة التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا.
واعتبر الأسد أن الفرنسيين “ليسوا فى موقع أو موقف يقيم مؤتمراً يفترض بأنه مؤتمر للسلام” مشدداً على أن “من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسا”.
وتأتي تصريحات الأسد غداة اعتبار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن “المطلوب إذن التحدث إلى بشار ومن يمثلونه”، مشدداً على أن هذا لن يعفيه “من أن يحاسب على جرائمه أمام شعبه، أمام القضاء الدولي”.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان على دور فرنسا منذ الأيام الأولى لتشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال لودربان للصحافيين خلال زيارته واشنطن “السيد بشار الاسد حقا لا يبدو في موقع قوة لإثبات موقف سياسي طالما انه لا يزال يعتمد على ايران وروسيا”، واضاف ان النظام السوري لا “دروس” لديه ليعطيها لباريس ، وتابع “انه التحالف الذي مهد الطريق للنصر”.
وأسف المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس لـ”اضاعة فرصة ذهبية”، منتقداًً رفض الحكومة السورية التحاور مع المعارضة.
وتعول دمشق على مؤتمر حوار سوري تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي في الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعده، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية وقوى غربية محاولة “التفاف” على مسار جنيف.
وقال الأسد في تصريحاته الاثنين “في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات. الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها”.
وعلى غرار جولات التفاوض السابقة، اصطدمت الجولة الأخيرة بتباين وجهات النظر إزاء مصير الأسد. إذ تتمسك المعارضة في مواقفها المعلنة، رغم الضغوط الدولية عليها، بتنحيه مع بدء الانتقال السياسي، فيما ترفض دمشق خوض أي مفاوضات مباشرة ما لم يتم التخلي عن هذا المطلب. (وال – دمشق) ع م