واشنطن 19 ديسمبر 2017 (وال) – أعلن البيت الأبيض الإثنين تأجيل زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس المثيرة للجدل إلى منطقة الشرق الأوسط وسط الاحتجاجات المستمرة على قرار واشنطن المتعلق بالقدس واستعداد الإدارة الأميركية للتصويت الحاسم على القانون الضريبي الجديد.
وكان من المقرر أن تبدأ زيارة بنس إلى مصر وإسرائيل الثلاثاء، لكن تم تأخيرها إلى منتصف يناير المقبل ما يسمح لبنس بالبقاء في واشنطن في حال كان هناك حاجة لصوته في مجلس الشيوخ لإقرار إصلاحات الرئيس دونالد ترامب الضريبية.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن “التصويت على القانون الضريبي لا يزال في وضع جيد، لكننا لا نريد القيام باي مجازفات مهما كانت”.
وينص الدستور الأميركي على أن لنائب الرئيس الحق في التصويت في مجلس الشيوخ في حال كان هناك تعادل في الأصوات.
وأدت عودة السناتور جون ماكين إلى أريزونا لمتابعة علاجه من مرض السرطان إلى ترك الجمهوريين بغالبية ضئيلة جدا في مجلس الشيوخ لدفع التشريع المتعلق بالإصلاح الضريبي إلى خط النهاية.
ومع فشله في تخطي العديد من العوائق التشريعية لإقرار خططه، بات هذا القانون بالنسبة إلى ترامب مفتاحا رئيسيا لتأمين دعم قاعدته الشعبية والسياسيين المترددين.
واضاف المسؤول “هناك بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ من الواضح انه لن يكون بإمكانهم المشاركة في التصويت، ونائب الرئيس يشعر انه من المهم بالنسبة آلية أن يكون موجودا هنا من اجل أكبر خفض ضرائب في التاريخ”.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب على حزمة التشريعات الضريبية الثلاثاء، يليه تصويت مجلس الشيوخ في ساعة متأخرة الثلاثاء أو في وقت مبكر الأربعاء.
نفى مسؤولون أن يكون الدافع وراء تأجيل زيارة بنس موجة التظاهرات الغاضبة التي تلت إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مسؤول “المسألة تتعلق بأكبر اقتطاعات ضريبية في التاريخ الأميركي (وضرورة) أن يكون نائب الرئيس وكل الفريق هنا”.
وأضاف مسؤول آخر كبير في البيت الأبيض نافيا أن تكون موجة الاحتجاجات سببا لإرجاء الزيارة، “ذلك مستغرب كوننا سنتوجه إلى المنطقة خلال أسبوعين أو ثلاثة”.
وتعهد ترامب أيضا في 6 ديسمبر بنقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس، في قرار تاريخي طوي فيه صفحة عقود من السياسة الأميركية.
وأدي هذا الإعلان إلى سلسلة من التظاهرات الغاضبة وإلغاء مسؤولين فلسطينيين ومسلمين وأقباط لاجتماعاتهم مع نائب الرئيس الذي اختصر زيارته إلى ثلاثة أيام.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة فتح إلى التظاهر احتجاجا على زيارة بنس، وأعلن مستشاره انه “لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأميركي في فلسطين”.
وتواصلت تداعيات القرار الأميركي الاثنين مع استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدت واشنطن معزولة تماما دوليا بعد ان صوت باقي الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار.
وكانت مصر قدمت مشروع القرار الخاص بالقدس. وكان مقررا أن يصل بنس الأربعاء إلى القاهرة لمحادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وخلال زيارته لإسرائيل كان من المقرر أن يلقي بنس كلمة أمام الكنيست ويزور حائط المبكى (البراق) ويلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.
وقال المسؤول “الآن علينا أن ننظر إلى يناير وربما تكون الرحلة أوسع نطاقا، سنزور بالتأكيد مصر وإسرائيل لكن ربما نضيف دولا أخرى”. (وال – واشنطن) ع م