طبرق 12 يناير 2018 (وال)- طالب الناشط السياسي الليبي الدكتور سعد مفتاح العكر، السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت باحترام بريطانيا للسيادة الليبية، وعدم التدخل في شؤون الداخلية واحترام إرادة الشعب الليبي .
هذا وجاء ذلك في كلمة للناشط السياسي سعد مفتاح العكر خلال لقاء السفير البريطاني لدى ليبيا الثلاثاء بفندق دار السلام في بلدية طبرق .
وفيما يلي نص كلمة الناشط السياسي سعد مفتاح العكر :
“أرحب بحضرتك سيادة السفير، وأرحب بالسادة الحضور جميعاً :
(أنا سعيد جدًا بهذا اللقاء، وسعادتي بلغت عنان السماء لأنني لدي عدة رسائل أريد أن أوجهها للملكة المتحدة باعتباركم سفيراً لها .. أتحدث بأسمي وممثلاً عن فئة الشباب، وعن الطلبة في الجامعات، وكذلك أعضاء هيأة التدريس” .
يا سيادة السفير :
“نحن لم نتعود أن نتحدث أمام ضِيوفنا، فهذا موروث ثقافي واجتماعي، لكن الآن أريد أن استثني من هذه القاعدة، ضرورة أن أتحدث معك بدون مجاملة أو مُحاباة، فمكرهاً أخاك لا بطل، وأنتم من أكرهتمونا على ذلك .. لن أقول كلاماً مجتراً أو كلاماً مبتذلاً أو ألقي كلاماً على عواهنه، فالحديث بلا معنى سفاهة” .
رسائل الثلاثة :
“ولكن هذه ثلاثة رسائل أوجهها لحضرتك، وهذا اللقاء بالنسبة لي كان مفاجئ ولم أعد له، بل أبلغت قبله بساعة، وبالتالي الكلام سيكون من القلب إلى القلب .
“أول رسالة لسيادتكم باعتباركم سفيراً للملكة المتحدة، وأنتم تعرفون تمام المعرفة التقاليد الدبلوماسية، فإذا تجاوزها أحد السفراء، فيعتبر قد انتهك سيادة الدولة؛ أنتم يا سيادة السفير ضربتم بالفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة عرض الحائط، وضربتم بالفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة عرض الحائط، بل تجاوزتم كافة الحدود بانتهاككم للسيادة الليبية، والتدخل في صنع القرار الليبي بشكل سافر، إن أردت أن أهذب الفاظي لا يكمن أن نقبله” .
يا سعادة السفير :
“زمن الوصايا قد ولى، وزمن المندوب السامي البريطاني قد ولى، وقد ولى بالنار والدم؛ دفعنا ثمن ذلك دماء ولا زال باستطاعتنا تقديمها إلى الآن .
وعليه …
“نحن لا نتمنى، بل نطلب من سيادتكم احترام السيادة الليبية، إذا أنتم قابلتم سفراء أو قابلتم ممثلين عن الشعب الليبي، أو قابلتم ما يُعرف بالمجلس الرئاسي غير الدستوري وأصبح رهينة لكم، فهذا ما لن نقبله إطلاقاً، فنحن موجودين على هذه الأرض – لا نقبل – أي نوع من التدخل، سواء كان تدخل إعلامي أو تدخل سياسي أو تدخل عسكري أو تدخل اقتصادي، فنحن لدينا من الخبرة والإدراك والاستطاعة والمهارة، لمعرفة جدود كل سفير وكل مندوب عن أي دولة” .
الرسالة الثانية والثالث سأوجهها إلى المملكة المتحدة :
“أولها : أنتم من دعمتم القرار رقم 1973برفقة فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، انطلاقاً من مبدأ جديد في الأمم المتحدة ألا وهو مبدأ مسؤولية الحماية، مبدأ مسؤولية الحماية يقوم على ثلاثة ركائز : أول ركيزة ألا وهي ركيزة الوقاية، وثاني ركيزة التدخل العسكري، وبالفعل قد تدخلتم عسكرياً لأنكم قد قلتم بأن شروط التدخل قد حدثت في ليبيا ألا وهي القضية العادلة، مجلس الأمن قد طلب منا التدخل الملاذ الأخير، الاحتمالات المعقولة، النية السليمة” .
“قد قلتم بأننا نحن لدينا النية السليمة لحماية المدنيين في ليبيا، والواقع يقول غير ذلك، بعد التدخل كان من المفترض أن فَعّلتُم العنصر الثالث الذي بُني عليه مبدأ مسؤولية الحماية، ألا وهو إعادة البناء، بل بالعكس تركتم القضاء وتركتم الاقتصاد، وتركتم إعداد جيش يحمي الشعب، بل أيضاً وأزيد على ذلك، قد دعمتم جماعات ومليشيات ودعمتم أحزاباً نحن نرفضها رفضاً قاطعاً، سواء عن طريق القضاء في مصر، أو عن طريق الاحتجاجات الشعبية، بل حسمنا معها النتيجة، وأنتم حسمتموها من قبلنا عندما قلتم لما يتعلق الأمر بالأمن القومي فلا تحدثوني عن حقوق الإنسان” .
“نحن نريد من جانبكم أن تعلموا جيداً بأن هذه الجماعات التي تعتبر بريطانيا مرتعاً لها، بدأً من جماعة الإخوان المسلمين، مروراً بالجماعة الاسلامية المقاتلة وتنظيم القاعدة، وختاماً بتنظيم داعش الذي نضم عمليات داخل بريطانيا، وبالتالي هذه بضاعتكم وردت إليكم، والبضاعة الفاسدة تعود إلى بلد المنشأ” .
“ثالثاً : والأهم والأخير يجب أن تعلموا نحن ندعم القوات المسلحة بشكل مطلق، ولا رهان في ليبيا إلا على القوات المسلحة، أي رهان على أي جواد آخر يعتبر رهان خاسر، أنتم تراهنون على الديمقراطية، والديمقراطية تحتاج الى أساس” .
“عندما نريد أن نبني منزلا أو بيتاً نريد قواعد، هل يُعقل أن تتحدثون عن ديمقراطية ؟، وعن انتخابات ؟، في ظل وجود سلاح في يد ميليشيات لا تحتكم إلى صناديق الاقتراع، بل تحتكم إلى صناديق الذخيرة” .
“هذا أمر مرفوض، ونحن لا نقبل أي إملاءات، وهل يُعقل بأن ممثل الأمم المتحدة غسان سلامة، وهو ممثل لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، أن يأمرنا أمراً بالانتخابات ؟، وهذا أمر لا نقبله كنخب وكمثقفين، وليس كساسة ارتهنوا للعمالة الخارجية” .
“حتى لا أطيل عليكم أو أسهب أو أطنب، هذه رسالة أود أن أوجهها لحضرتكم لكي تصل إلى بريطانيا :
“ملوك الطوائف قد قسموا الأندلس إلى 22 دولة، فانهارت الأندلس، وأنتم في اتفاقية (سايكس بيكو) قسمتمونا إلى ما فوق 20 دولة، فانهار اتحاد الدول العربية بسببكم والإسلامية، رغم إننا وطنن كبير؛ لكن معظم دوله باتت قزميه، رغم أننا أقوياء؛ لكن معظم أقطاب وطننا العربي تحت التهديد، رغم أننا أغنياء؛ لكن معظم الدول الإسلامية فقيرة، واليوم تُريدون تقسيم الشعوب العربية إلى أكثر من 20 أو 22 طائفة، وهذا لن يحدث؛ وهذا لن نقبله، وكما قال الرئيس أنور السادات : في خطاب 16 أكتوبر عام 1973 في العبور العظيم الذي يُعتبر درس، الرهان على القاعدة، والرهانُ على الشعب، وطالما كان التحدي كبيراً هنا سنرى قيمة الشعوب وعظمتها” .
وفي ختام الكلمة قال الناشط السياسي الليبي الدكتور سعد مفتاح العكر “نحن نؤكد من حاربنا إيطاليا طيلة 20 عاماً، لم يكن لدينا لا دبابة ولا أحدث الطائرات، فقط كنا نملك حصان وبندقية، والحمد لله اليوم ننعم فوق أرضنا، ونحن أحرار – ولازلنا – نناضل حتى لا يقال فينا “نعم الأجداد وبئس ما خلفوا ” . (وال- طبرق) ع م/ ر ت