بنغازي 16 يناير2018(وال)-تعتبر المكتبات في الجامعات من أهم المرافق التي تسعى لخدمة أكبر عدد من المستفيدين،فهي غذاء الروح للجامعات ووجهها المشرق وقلبها النابض ودونها لا يمكن أن تكتمل العملية التعليمية ولا تتحقق أهدافها،إلا أن الأمر اختلف في مكتبة كلية الإعلام جامعة بنغازي التي تشهد كل يوم ارتفاع معدلات عزوف الطلبة عنها بسبب المشكلات التي يواجهونها فيها وعدم وجود المناخ الدراسي السليم،مما أدى بهم إلى تفضّيل المذاكرة في القاعات الدراسية الفارغة.
يقول الطالب أيمن بن غزي “إن أسباب عزوف طلبة الكلية عن التواجد في المكتبة كثيرة من بينها الفهم الخاطئ من قبل القائمين على المكتبة على أنها مجرد عهدة في حوزتهم،وأنهم مسؤولون عنها وهنا أصبحت المكتبة مستودعا للكتب، وبذلك تعطلت المهمة التي يجب أن تقوم بها في العملية التعليمية.”
وأضاف “إنها تعاني من مشكلات عدة،أبرزها صغر المساحة وافتقاد الخدمات الضرورية،وقلة توافر أمناء المكتبات لإرشاد الطلبة،إضافة إلى قلة الكتب في بعضها”.
من جهتها قالت تهاني بشير علي إنها توقفت عن ارتياد المكتبة بعد أن بدأ الإهمال ملحوظا فيها ولم يعد يستفد منها الطلبة سوى في قضاء وقت الفراغ والأحاديث الجانبية.
وأضاف “المكتبة قليلة الكتب ولا تغطي احتياجات التخصصات الموجود بالكلية،كما أن معظم الكتب ذات إصدارات قديمة مما يتنافى مع مواكبة تطور العلم، وأدى ذلك إلى استخدامي الإنترنت عوضا عن المكتبة”.
أما فاطمة محمد فقالت “إن أمناء المكتبة يسيؤون معاملتنا ويفرضون علينا نوعا من التقيد ترفضه طبيعة التخصص الإعلامي كمناقشة الزملاء بصوت مرتفع أو التواجد كمجموعات”.
وبدوره أرجع الطالب عبد الله علي العبيدي أسباب عزوف الطلبة عن المكتبة إلى إنها تغلق أبوابها في ساعات مبكرة قبل الوقت المحدد للدوام.
وقال “بعد خروجنا من محاضرتنا التي تستمر حتى الساعة الثانية عشر ضهرا نتوجه للمكتبة لنجدها مغلقة في كثير من الأحيان”.
من جهة أخرى قال سعيد الحوتي “إن أحد أهم الأسباب التي دعتني لمقاطعة المكتبة هو الإنترنت الذي يسمح بتحميل الكتب في الوقت الذي يمنع فيه أمناء المكتبة استعارتها كما وتتوفر فيه أحدث الكتب التي تفتقرها المكتبة”.
وأشارت طالبة الدراسات العليا في كلية الإعلام إكرام رجب، إلى أن صغر مساحة المكتبة وعدم تعاون القائمين عليها والسماح لها باستضافة زملائها في محاولة لتبادل المعرفة والأفكار أدى إلى توقفها عن التردد إلى المكتبة واستضافتهم في أماكن أخرى خارج الحرم الجامعي أو الذهاب إلى مكتبة جامعة العرب الطبية التي وجدت فيها الأجواء المناسبة.
وأبدى طالب الدراسات العليا عادل الشكري اهتمامه الشديد بالتردد على المكتبة وذلك بعد أن وفرت الكتب الخاصة بتخصصه السينما والمسرح.
وقال الشكري”على الرغم من صعوبة التعامل مع إدارة المكتبة وعدم وجود دوام رسمي منتظم لها وعدم السماح بالاستعارة إلا أن ذلك لم يثنه عن التواجد داخلها كلما سنحت له الفرصة وذلك لوجود الكتب القيمة الخاصة بتخصصه”.
بدورها قالت باحثة الماجستير منبية المشيطي “إن أمناء المكتبة في تعاملاتهم لا يستثنون أحدا .. نحن في مقام أعضاء هيأة التدريس إلا أننا نُمنع من الاستعارة ونُمنع من التواجد كمجموعات بل ونُمنع من الاختلاط بزملائنا الطلبة داخل المكتبة”.
وأضافت “إنهم يفتقرون إلى الشخصية التي يفترض أن يكون عليها أمين المكتبة والذي من خلاله يتحدد نجاح الخدمة المكتبية وبمعرفته ومهارته وإعداده التربوي والمهني وبمقدار ما يبذله من جهد في عمله اليومي”.
وقالت “إن الخدمة بالمكتبة لم تعد مجرد وجود بناء أو قاعة أو أثاث فحسب، وإنما هي الاستفادة الكاملة من هذه الإمكانيات وإتاحة الفرصة للقراء والإرشاد الواعي المفيد”.
من جهته قال عميد كلية الإعلام في جامعة بنغازي دكتور بوبكر الغزالي “بعد أن سمعنا اليوم لشكاوى الطلبة أسرعنا بمخاطبة أمناء المكتبة بالسماح للطلبة باستعارة وقتية للكتب وتصويرها داخل الحرم الجامعي وتنبيههم بضرورة مزاولة عملهم بدوام كامل وعدم السماح بإغلاق أبواب المكتبة أمام الطلبة قبل انتهاء الدوام “.
وأضاف أنه يتم الاستعداد مستقبلا لاستحداث مكتبة إلكترونية بغرض توفير المناهج والكتب لمختلف أقسام الكلية.
وفي السياق قالت وكيل كلية الإعلام الدكتورة سليمة زيدان “جميعنا يعرف القيمة العلمية للمكتبات في الجامعة ولعل مكتبة الكلية هي إحدى المكاتب الغنية بالكتب التي يحتاجها الطالب لاستكمال سير العملية التعليمية “.
وأضافت “بعد تلقينا شكاوى الطلبة بخصوص عدم إتاحة الكتب للاستعارة وصعوبة البحث عن الكتب داخل الأرفف لقلة وجود مساعدين من أمناء المكتبة وفصل الجنسين وعدم السماح لهم بالتواجد كمجموعات والذي يتعارض مع طبيعة التخصص وعدم تأهيل المناخ الدراسي السليم عليه قمنا بمخاطبة إدارة المكتبة اليوم لإعادة النظر في الشكاوى المقدمة”.
وأشارت إلى أن بطاقات طلبة الدراسات العليا يتم تجهيزها وهي في المرحلة النهائية.
وقالت “نتمنى من إدارة المكتبة السماح لطلبة الدراسات الاستعارة والتواجد دون فصل الجنسين والاعتماد في الوقت الحاضر على قائمة الأسماء الخاصة بالطلبة للاستعارة إلى أن يتم تسليمهم البطاقات”.(وال-بنغازي) ب ع/ ف خ