واشنطن 16 يناير 2018 (وال) – قالت الولايات المتحدة إنها ستعلق نحو نصف المساعدات المبدئية التي خططت تقديمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك بعد أسبوعين من تشكيك الرئيس دونالد ترامب في جدوى تمويل من هذا القبيل.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستقدم 60 مليون دولار لأونروا لكنها ستعلق 65 مليون دولار أخرى في الوقت الراهن، قائلة إن على وكالة الإغاثة إجراء إصلاحات لم تحددها.
وانتقد واصل أبو يوسف المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية القرار على الفور، وقال “إن القرار يؤكد أن هذه الإدارة الأمريكية ماضية في شطب حقوق شعبنا الفلسطيني. أولا كان قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل واليوم قضية اللاجئين”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه لا يعلم بأي خفض للمساعدات لكنه “قلق للغاية” بشأن هذه الاحتمالية لأن تمويل الوكالة “عامل مهم من عوامل الاستقرار”.
وذكر الأمين العام لأونروا بيير كراهينبول في بيان أن خفض المساهمة الأمريكية “يهدد أحد أكثر مساعي التنمية الإنسانية نجاحا وابتكارا في الشرق الأوسط”.
ومن المرجح أن يؤدي قرار حجب بعض الأموال إلى زيادة صعوبة استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وسيقوض ثقة الأطراف العربية في قدرة الولايات المتحدة على أداء دور الوسيط النزيه.
وانهارت آخر جولة من محادثات السلام في 2014 لأسباب من بينها معارضة إسرائيل لمحاولة التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين والمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون “أونروا أثبتت مرارا أنها وكالة تسيء استخدام المساعدات الإنسانية المقدمة من المجتمع الدولي وتدعم بدلا من ذلك دعاية مناهضة لإسرائيل الأمر الذي يبقي على محنة اللاجئين الفلسطينيين ويشجع على الكراهية”.
وحتى إذا قدمت واشنطن الخمسة والستين مليون دولار الإضافية، فإن المبلغ الإجمالي وهو 125 مليون دولار سيكون أقل كثير من 355 مليونا قال مسؤول أمريكي إنها خصصت لأونروا في العام المالي 2017 الذي انتهى في 30 سبتمبر أيلول.
ورغم قولها إن القرار سيدعم المدارس والخدمات الصحية، كررت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت دعوة الرئيس دونالد ترامب دولا أخرى لتقديم المزيد من التمويل لأنه يعتقد أن الولايات المتحدة تدفع أكثر مما عليها.
وقالت ناورت في إفادة صحفية إن الوزارة أخطرت أونروا بالقرار في رسالة. وأوضحت أن إدارة ترامب اشترطت قيام الوكالة بإصلاحات لم تحددها مقابل الإفراج عن الأموال الإضافية لكنها أكدت أن القرار “لا يهدف إلى معاقبة” أحد.
وفي تدوينة على تويتر في الثاني من يناير كانون الثاني قال ترامب إن واشنطن تمنح الفلسطينيين “مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تنال أي تقدير أو احترام”.
وأضاف ترامب على تويتر “هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل.
“في ضوء أن الفلسطينيين لم يعودوا مستعدين للمشاركة في محادثات سلام، فلماذا نقدم أيا من تلك المدفوعات الكبيرة لهم في المستقبل؟”
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين لم يربطوا القرار بتغريدة ترامب إلا أنهم طرحوا نقطة كثيرا ما أثارها الرئيس الأمريكي بقوله إن الولايات المتحدة كانت لعقود أكبر مانح منفرد لأونروا ودعوته الدول الأخرى لزيادة جهودها.
وقال مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه إن مساعدي ترامب ناقشوا في بادئ الأمر إمكانية وقف كل المساعدات عن أونروا بعد التغريدة موضحا أن الذين عارضوا الفكرة احتجوا بأنها قد تزيد من زعزعة الاستقرار بالمنطقة. (وال – واشنطن) ع م