بنغازي 18 يناير 2018 (وال) ــ بعد محاربة القوات المسلحة للإرهاب،واقتلاع الجيش لجذور الموت تحقق النصر في مدينة بنغازي وبدأت الحياة تشق طريقها من جديد في المدينة.
حيث شهدت بنغازي قبل انطلاق عملية الكرامة تدهورا كبيرا في الوضع الأمني وتعرضت المدينة لسلسلة من التفجيرات والاغتيالات طالت عسكريين، وأمنيين، وإعلاميين،
وناشطين حقوقيين وسياسيين، وأئمة مساجد، وتفجير مقرات المحاكم ومراكز الشرطة من قبل الجماعات الإرهابية.
وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية الدولية قد ذكرت في التاسع من سبتمبر 2014م : إن عمليات الاغتيال في مدينة بنغازي بلغت 250 عملية على الأقل في فترة قصيرة عام 2014.
واعتبرت المنظمة أن جرائم الاغتيالات في بنغازي ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية مطالبة بتحقيق دولي فيها.
ونظرا لتردي الوضع الأمني في المدينة آنذاك وضعف قدرات الدولة الهشة على بسط الأمن والسيطرة على كل التشكيلات المسلحة في البلاد،أطلق القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر في شهر مايو 2014 عملية عسكرية أطلق عليها اسم عملية الكرامة لتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة وإرجاع كرامة المواطن الليبي داخل بلاده.
واندلعت وقتها في مدينة بنغازي معارك عنيفة بين القوات المسلحة العربية الليبية وبمساندة شباب المناطق ضد الجماعات والتشكيلات المسلحة الإرهابية وميليشيات الدروع التي تحالفت مع الإرهابيين.
ويشار إلى أن مايسمى جماعة أنصار الشريعة الإرهابية، نواة مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي – الذي تشكل عقب اندلاع معركة الكرامة- قد أدرجها مجلس الأمن الدولي على قائمة المنظمات الإرهابية في التاسع عشر من نوفمبر 2014.
واستمرت المعارك بين القوات المسلحة الليبية والجماعات الإرهابية في المدينة لأكثر من ثلاث سنوات مما أجبر أهالي بعض المناطق على النزوح من منازلهم الواقعة في مناطق الاشتباكات.
وقد تعرضت منطقة وسط البلاد والصابري إلى دمار هائل حيث باتت مسرحا للقتال العنيف، ما تسبب في دمار المعالم التاريخية والمنشآت العامة والخاصة، ومنازل المواطنين فضلا عن الطرق والجسور والأسواق ومساجد ومبان تاريخية وعلقت بها مخلفات الحرب والألغام والمفخخات التي زرعتها الجماعات الإرهابية.
وتعد منطقة وسط البلاد والصابري المركز والروح لمدينة بنغازي لما تحمله من موروث ثقافي نواته نسيج اجتماعي مترابط ضارب بجذوره في أعماق المدينة.
وعقب إعلان القوات المسلحة العربية الليبية، تحرير المدينة بالكامل من سيطرة الجماعات الإرهابية التي عاثت فيها فسادا ودمارا بدأت ملامح الحياة تظهر تدريجيا إلى منطقة وسط البلاد والصابري.
وشهدت مختلف أحياء وشوارع المدينة تظاهرات فرح عفوية شارك فيها أهالي المدينة من الرجال والنساء والأطفال ابتهاجا بإعلان تحرير منطقة سيدي أخريبيش – وسط البلاد- آخر معاقل التنظيمات الإرهابية في بنغازي أواخر عام 2017.
وتجمعت الكثير من الأسر والعائلات على طول شاطئ البحر (الكورنيش) للتأكيد على عودة مظاهر الحياة للمدينة، وقام عدد من الشباب بعروض بالدراجات النارية وآخرون قاموا بالتنكر بملابس لشخصيات كرتونية للترفيه وإضفاء الفرح على الأطفال المصاحبين لذويهم وعلقت الإضاءة والبالونات الملونة، وأقيمت أفراح الأعراس.
وقد عملت بلدية بنغازي على فتح مسارات وطرق منطقة وسط البلاد وعن الأعمال التي قامت بها البلدية وأجهزتها قال: رئيس قسم الإعلام ببلدية بنغازي، نضال الكاديكي إن البلدية أنجزت فتح مسارات و طرق بالمنطقة وبالتنسيق مع غرفة العمليات الرئيسة والقوات الخاصة وغرفة عمليات الطوارئ.
وأشار الكاديكي إلى أن فتح هذه المسارات ساهم في عودة الحياة لشوارع وأحياء المنطقة التي أغلقت إبان الحرب على الإرهاب.
وأضاف الكاديكي أنه مع تحرير آخر شبر بالمدينة عاد كورنيش بنغازي كمتنفس للأهالي وفتح أبواب المحال التجارية بمنطقة (سوق الحشيش ) وعادت بعض الشوارع في المنطقة ونشطت حركة السير.
ومن جانبها تواصل الشركة العامة لخدمات النظافة في بنغازي أعمالها في مساعدة شركة المياه والصرف الصحي لإصلاح الأعطال في شبكات المياه والصرف الصحي المتضررة جراء الاشتباكات في المنطقة.
وأوضح مساعد مدير إدارة توزيع سهل بنغازي بالشركة العامة للكهرباء المهندس،خالد العقوري أن ما يعرقل استمرار العمل في المناطق المحررة أخيرا هو انتشار الألغام الأمر الذي يستلزم تأمين المحطات بتلك المناطق من قبل الهندسة العسكرية مؤكدا جاهزية الشركة للقيام بمهامها داخل تلك المناطق.
وفي ذات السياق قال: عضو المكتب الإعلامي بالشركة العامة للكهرباء في بنغازي، محمد الزوي أن الشركة العامة للكهرباء تبذل جهودا لإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة جراء الحرب في مدينة بنغازي رغم ضعف الإمكانيات المتوفرة للمتخصصين في كشف الألغام والمفرقعات.(وال ـ بنغازي) هـ ع / س ع