قرنادة 17 فبراير 2018 (وال) – هنأ مجلس الوزراء بالحكومة الليبية المؤقتة الشعب الليبي بمناسبة الذكري السابع لثورة فبراير .
وجاء في بيان الحكومة “يا سليل الجهاد والأمجاد و التاريخ العظيم .. نترحم وإياك أولا على شهداء الوطن الذين سطروا أروع ملاحم الجهاد منذ ثورة السابع عشر من فبراير 2011 وحتى الآن، ونخاطبكم الآن في الذكرى السابعة لهذه الثورة المجيدة … الثورة التي جاءت تحقيقا لرغبة الجموع في التغيير و البناء السليم، وتحقيقا لإرادتها في أن تكون له دولة مؤسسات وحريات ووطن جميل . …هذه الثورة التي انطلقت من الشوارع والأزقة و الميادين .. وقادها شباب طموح يافع وحليم جاءت رجعا لصدى صراخات البسطاء الفقراء والمستضعفين .. ها هو يمر علينا عامها السابع بعد محاولات سرقة أحلام وطموحات شعبنا في العيش الكريم .. وبعد أن حذى بها السراق إلى نزع سياسي عقيم، أدخل الوطن و المواطن في نفق مظلم و عميق، وأصبح الوطن و المواطن تتقاذفه الصراعات السياسية والمشاريع والأجندات الجهوية و القبلية والأيدولوجية والمصلحية النفعية، و تم تضييق الخناق على المواطن البسيط.
لابُدَّ أن نُواجِهَ أنفُسَنا بالحقيقة، فبراير ثورةٌ نشدَتِ الحريَّةَ والتَّغيير، نَشَدَتِ المُساواة والحياة الكريمة، وعبَّرتْ عن نفسِها للعالم بسمُوِّها ورغبةَ اللِّيبيّين في النِّضالِ حتَّى الخلاص .. عبَرَتْ بنا أيَّاماً لها طعمُها الخاص وأخلاقها النّبيلة، غيرَ أنّ الحُذَّاقَ وأصحابَ الغاياتِ حوَّلوها لغير مسارها الّذي أرادتْ، فكان الدَّمُ .. الدمَ اللّيبيّ الثّمين، وكان الخطفُ والتَّغييبُ والتَّرهيبُ والتَّعذيب . حَوَّلُوها في عينِ اللِّيبيّ الّذي صنعها إلى كابوسٍ يلتهمُ كُلّ شيء ويقتُل الأمل.
لكن كل هذا ليس مبرراً للندم على انتفاضة شعب بأكمله طالب بالتغيير وحقه في التعبير، إن هذا يتحمل مسؤوليته أصحاب المشاريع النفعية المصلحية و أصحاب الأجندات الأيدولوجية، وكذلك المجتمع الدولي الذي ساهم في عملية الهدم و ترك الشعب الليبي وحده في مواجهة هذا الخطر و لم يساهم و يساعد في عملية البناء، إضافة إلى من ساهم أيضا في تأزيم و تعقيد الوضع أكثر، وأعطى المبررات و الحجج لسلطة الأمر الواقع و الخارجة عن المسار الديمقراطي، والتي أدخلت البلاد و العباد في نفق مظلم، وما زاد الوضع تعقيدا التأخر في الاتفاق على مشروع دستور يجمع الليبين وتوضع من خلاله أسس الدولة الحقيقية و تبنى مؤسسات الدولة التي نطمح، كذلك الانقسام و الاصطفاف السياسي المقيت، و فق مشاريع مصلحية نفعية و أجندات أيدولوجية عابرة للحدود واصطفافات جهوية قبلية ضيقة ساهمت في تعقيد المشهد بشكل كبير، هاهي قواتنا المسلحة العربية الليبية حققت النصر الكبير على قوى الظلام و الإرهاب في مدينة بنغازي لندخل بعدها معركة أخرى ألا وهي المعركة الأمنية والمعركة الكبرى .. معركة البناء لنعود بالوطن من براثن الفوضى و الضياع، فقد تلوَّثَ مناخُ الثَّورةِ بوباء السُّلطةِ والفلسفاتِ العقيمة، اختنقَ نبضُ الوطن وضاق الصَّدر، اليومَ يُناديكمُ الوطن أن تكونوا أبناءَهُ الّذي يَعرِفهم بسمُوِّ أخلاقهم وتسامُحِهم، لُمُّوا شَمْلَكُم، وتسامَحُوا وتعاضَدُوا، وانهضوا بليبيا الّتي لن تكُونَ إلّا بِكُلِّ اللِّيبِيِّينَ، وبِهم يكونُ المجد … ولا تنقادوا وراءَ شِعاراتِ الفتن والتَّخوينِ الَّتي ما إنْ دخَلَتْ حتَّى ضاعَ نسيجُ الوطن، ليعيشَ اللِّيبيُّ شتاتا في الدّاخل والخارج .. اعْلِنُوها الآن، مَنْ دَخَلَ ليبيا فهي آمِنة، وستكون ليبيا تلكَ البلد الآمن المُطمئن. (وال – قرنادة) ع م