طرابلس 28 فبراير 2018 (وال)- أعربت منظمات الأمم المتحدة الإنسانية وشركاؤها في ليبيا عن قلقهم العميق إزاء الوضع الذي يعانيه نازحو مدينة تاورغاء غير القادرين على العودة إلى ديارهم والذين يعيشون في مخيمات مؤقتة في منطقة قرارة القطف وهراوة.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو في ـ بيان لها ـ “أن مئات الأشخاص الذين يرغبون في ممارسة حقهم المشروع في العودة لا يزالون عالقين في العراء في ظروف مناخية صعبة ومن دون خدمات أساسية لأكثر من ثلاثة أسابيع”.
وأكدت ريبيرو أن عودة أهالي تاورغاء الطوعية في ظروف آمنة وبطريقة تحفظ كرامتهم ينبغي ألا تتأخر أكثر من ذلك وأنه يتعين ألا يكون أهالي تاورغاء رهائن للنزاع السياسي في البلاد.
هذا وجرى التوقيع على اتفاق للعودة والتعويضات في شهر مارس الماضي من قبل لجنتي الحوار في مدينتي تاورغاء ومصراتة وممثلي المدينتين وحكومة الوفاق الوطني غير الشرعية، وفي أعقاب الاتفاق صدر عن المجلس الرئاسي غير الدستوري قرارا يقضي بالشروع في عملية العودة بدءا من 1 فبراير الجاري.
و في ذات السياق طالب المجلس البلدي لمصراتة بتأجيل العودة حتى إنهاء الترتيبات الأمنية واللوجستية اللازمة، بالإضافة إلى أن ممثلي المدينة دعوا إلى تحقيق بنود اتفاق العودة بالكامل ومنها تقديم اعتذار من مدينة تاورغاء والاعتراف بثورة السابع عشر من فبراير.
يشار إلى أن عائلات تاورغاء من شرق وجنوب وغرب ليبيا حاولوا العودة إلى تاورغاء،إلا أنها مُنعت من قبل مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة.
وقوبل منع العائلات النازحة من العودة باستنكار محلي ودولي واسع،حيث طالبت الأطراف السياسية داخل ليبيا بتسريع تطبيق الاتفاق وتمكين الأهالي من عودة إلى مدينتهم والبدء في عملية مصالحة شاملة.
من جهتها قدمت وكالات الأمم المتحدة والشركاء الليبيون والدوليون حتى الآن مساعدات أساسية بما في ذلك الخيام ومستلزمات النظافة والملابس الشتوية والمياه والغذاء بالإضافة إلى قيامها بتوفير الدعم والرعاية الصحية والأجهزة اللازمة لذلك من خلال وزارة الصحة الليبية إلا أن الظروف القاسية ونقص الاحتياجات الأساسية لا تزال تؤثر على أسر تاورغاء، بحسب بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
و حملت منظمات الأمم المتحدة المسؤولية على عاتق السلطات الليبية في توفير الحماية والمساعدة الإنسانية للنازحين داخليا في نطاق ولايتها القضائية، وفي تهيئة الظروف اللازمة لعودتهم الآمنة، بما في ذلك إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب، وأعربت الأمم المتحدة عن استعدادها لدعم هذه الجهود.
بدورها أكدت بعثة الأمم المتحدة أن الأمم المتحدة عاكفة على عمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية ووزارة النازحين داخليا والمنظمات الإنسانية الأخرى لتقديم المساعدة إلى نازحين داخليا من تاورغاء.
وحثت البعثة جميع أطراف النزاع على احترام القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان لضمان حماية المدنيين. (وال – طرابلس) ف و/ هــ ع / س ع