بنغازي 18 أبريل 2018 (وال) – نظمت مصلحة الآثار الليبية بالحكومة المؤقتة اليوم الأربعاء احتفالية تحت شعار “العنقاء تنهض من جديد” بمقر مراقبة آثار بنغازي بالبركة احتفاءً باليوم العالمي للمواقع الأثرية.
وألقى معالي رئيس المصلحة الدكتور أحمد حسين كلمة بالمناسبة تحدث فيها عن أهمية المواقع الأثرية وضرورة حمايتها والحفاظ عليها.
وقال رئيس مصلحة الآثار الليبية احتفال اليوم أقيم لتوصيل رسالة للمجتمع الليبي بأهمية المواقع الأثرية الليبية على طول البلاد وعرضها،موضحا أن الآثار تمثل تراثا ليبيا متنوعا من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحالي، وأنه كل ما تقدمت السنوات يضاف رصيد آخر للتراث الليبي، فمثلا هناك الكثير من المباني نطلق عليها المباني التاريخية الآن و تعتبر مباني أثرية، وبالتالي هذه زيادة في حجم المواقع الأثرية.
وأشار معالي الدكتور أحمد حسين إلى أن كل الحكومات الليبية المتعاقبة،لم تولي الآثار والموروث الثقافي الأهمية الكبيرة التي يستحقها،منوها إلى أن الجهات المسؤولة في ليبيا تحتاج إلى توعية بضرورة دعم المؤسسات القائمة على حماية الآثار الليبية سواء كانت مصلحة الآثار أو جهاز المدن التاريخية، وأيضا ندعو الجهة المسؤولة في هيأة الثقافة لدعم مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالموروث الثقافي الليبي.
وبخصوص تعرقل فتح عدة متاجف في مدينة بنغازي قال رئيس الهيأة– لمراسل وكالة الأنباء الليبية – إن هذا الموضوع كبير جدا ومن المفترض أن تقوم كل الجهات في الدولة بفتح هذه المتاحف،لكن في ظل حكومات الأزمات الحالية فهناك عدة عراقيل منها مشاكل في الكهرباء والوقود وغيره من نقص الإمكانيات،أيضا من أسباب عدم وجود متاحف ليبية أن المجتمع الليبي كان ينظر للآثار على أنها موضوع ثانوي،ولكن الآن بفضل الدعم من دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبد الله عبد الرحمن الثتي الذي وفر مبلغا لبناء متحف طلميثة الذي يعتبر الآن تحت الإنشاء،وأيضا ببنغازي، ونحن بصدد توقيع عقد استثمار مع شركة خاصة لإنشاء متحف لمدينة بنغازي،وأيضا هناك متحف الجغبوب والذي تحصلنا على مساعدات من منظمة اليونسكو وقريبا سيكون الافتتاح،وأيضا متحف القيقب وقصر ليبيا اللذين تمت صيانتهما بالكامل وسيكون الافتتاح قريبا أيضا.
وقدم مراقب آثار بنغازي فتحي الساحلي عرضا مرئيا تناول فيه بعض المواقع الأثرية بالمدينة وضواحيها وسبل حمايتها والحفاظ عليها من الانتهاك والتدمير.
وقال الساحلي – لمراسل وكالة الأنباء الليبية – إن العالم اليوم يحتفي بالمواقع الأثرية وليبيا جزء من هذا العالم وجزء من عراقته وتاريخه،مضيفا أن بنغازي تمتلك مدينتين أثريتين، يوسبريدس التي تأسست في القرن السادس 525 قبل الميلاد، ومدينة برنيكي مدينة هيلونستيه رومانية أسست 265 قبل الميلاد وغيرها من المواقع الأثرية الأخرى.
وأشار إلى أن هذه المواقع تفتقر للدعم والحماية اللازمة من تسييج،ولافتات طرق معبده واستراحات بالقرب من هذه المواقع الأثرية لتصبح ترفيهية تجذب السياح والمواطنين وتساهم في دعم السياحة في المدينة.
وأوضح أن آلاف القطع الأثرية في بنغازي تعاني نقص الإمكانيات و عدم توفر متحف أثري يجمعها،منوها إلى أن المصلحة تحتفظ بها في أماكن سرية بعيدة عن لصوص الآثار .
وتابع خاطبنا الجهات المختصة للاهتمام بهذه الآثار وتقدير قيمتها الأثرية والتاريخية الثمينة التي تهيئ البلاد للتوجه نحو وجهة حضارية سبقنا لها العالم أجمع وجهة تجمع بين الآثار التراث والترفيه.
ومن جهته قال مدير إدارة جهاز فروع الشرطة السياحية في المنطقة الشرقية فوزي عبد الونيس إن معاناتنا تتمثل في حماية هذه الآثار،والتي تنقسم هذه الحماية إلى شقين الحماية المادية و تتمثل في الصيانة والحفظ والترميم، والحماية التشريعية فهي تنقسم قسمين أيضا حماية تشريعية تختص بالقوانين وحماية إجرائية مانعة تختص برجل الشرطة المكلف بالمحافظة على هذه الآثار .
وتابع مدير إدارة جهاز فروع الشرطة السياحية- لمراسل وكالة الأنباء الليبية – إنه قبل عام 1995 كان قانون رقم 2 بشأن حماية الآثار من خلال مأمور القبض القضائي وبعد عام تم تغيير هذا القانون لتصبح حماية الآثار من خلال جهاز مختص بالحماية متمثلا في جهاز الشرطة العسكرية.
وأعلنت المصلحة خلال الاحتفالية انتهاء أعمال منظومة المواقع الأثرية التي سيتم فيها إدخال جميع المواقع في ليبيا وتوثيقها إلكترونيا عبر “الجي بي أس”.
كما كرمت المصلحة المواطن عبد الحكيم المجبري بدرع وشهادة تقدير لدوره في تسليم العديد من العمل المعدنية ومنحته بطاقة صديق الآثار،كما تم تكريم مجموعة من البحاث والأثريين لدورهم الفاعل وأعمالهم التي تخدم الموروث الثقافي في بلادنا.
وحضر الاحتفالية مدير الإدارة العامة للدراسات والبحوث الدكتور صالح العقاب ومراقب آثار بنغازي السابق محمد الشلماني ورئيس المجلس المحلي بمنطقة وسط المدينة يوسف الفارسي وعدد من إدارات ديوان المصلحة وعدد من المهتمين بالجانب الأثري من مؤسسات المجتمع المدني.
وتخلل الحفل عروضا تجسيدية للأزياء الرومانية من خلال مجموعة من الأطفال. (وال – بنغازي) ف و/ أ س / ع ع