المرج 20 أبريل 2018 (وال) – أطلق مجموعة من طلبة كلية القانون في جامعة بنغازي فرع المرج أمس الخميس مبادرة لتمكين الصبغة القانونية وللحد من تطبيق العرف على القانون.
وانطلقت المبادرة بندوة علمية نُظمت في مسرح الكلية تحت عنوان “ضعف القبضة القانونية أمام العرف” وذلك بحضور مشايخ وأعيان المرج ولفيف من القضاة ورؤساء النيابة العامة ورئيس قسم المرور والتراخيص وقسم النجدة في مديرية أمن المرج وعميد كلية الآداب والعلوم المرج بجانب أعضاء هيأة التدريس والطلاب والمُهتمين بالشأن.
وناقش المشاركون في الندوة المشاكل التي نجمت من تدخل العرف القبلي على الصبغة القانونية كجرائم القتل ودور العرف في حل هذه النزاعات الناجمة بشتى أنواعها بعيداً عن القانون وعجز العرف عن تطبيق العدالة وبعض المفاهيم العرفية التى تخالف الشريعة الإسلامية والآداب العامة والتهجير القسري باسم العرف والعدالة الاجتماعية والقتل الناجم عن حوادث السير والمساهمة العرفية في عدم تطبيق المخالفات المرورية والتدخل القبلي فيما يتعلق عن القتل وكيفية تقديرها إيجابيا وسلبيا.
وقالت الطالبة رقية سالم أحد المنظمين للحملة إن الهدف من المبادرة الهامة هو تمكين القانون أمام العرف الاجتماعي، لافته إلى أنهم لا يستهينون بدور العرف الاجتماعي وبالمزايا التي يتمتع به ولكن القانون هو السائد والأقوى والأكثر تحقيقاً للعدالة خاصة فيما يتعلق بقضايا التهجير”.
وأضافت سالم أن العرف الاجتماعي يعم كل أبناء العمومة ويتحمل الكثير جريرة خطأ أحدهم ولمدة غير محددة وربما للأبد وكذلك قضايا المرور التي يساهم العرف في ظلم البعض بحجته.
ومن جانبها ترى رئيس اتحاد الطلبة في كلية الحقوق المرج منية فرج الزوام أن المبادرة الحقوقية تعني لهم الكثير فالجامعة لا تقتصر على الدراسة فحسب وواجبهم كطلاب أن ينظموا فاعليات وندوات ثقافية وحقوقية لنشر الثقافة المجتمعية وبناء الدولة الليبية في ظل هذه الظروف.
وتعتبر أحد المنظمين للحملة الطالبة مروة صالح أن العرف يعود بالمجتمع الحضري للتحكم وكبح حرية البعض ففي بعض الأحيان يساهم العرف في الظلم وسماع الصوت الأقوى أو الشخص الطاعن في السن ولذلك لابد من مواكبة التطور، وعدم سلب حرية الإنسان وكل هذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر العدالة القانونية.
وأكدت الزوام أنهم يعملون في ظروف صعبة في مدينة المرج التي عُرفت بالعرف الاجتماعي ولها طابع قبلي ولكنهم مستمرين في تخفيف معاناة من تظلموا من العرف الاجتماعي.
رئيس قسم القانون في كلية الحقوق جامعة بنغازى فرع المرج الأستاذة مديحة الصادق ترى أن القانون موجود ولكنه أصبح في بعض الأحيان معطل ويجب تفعيل الصبغة القانونية لحل العادات السئية التي بثها العرف الاجتماعي كالتهجير مثلا.
وأوضحت الصادق أن العرف الاجتماعي لا يختلف مع الشريعة الإسلامية المُعتدلة وكذلك لا يخالف الآداب العامة ولكن ما يحدث الآن في المنطقة الشرقية ربما يكون عادة اجتماعية وليس عرف اجتماعي وهو ما أثر بالسلب على سمعة القانون وعلى المهجرين اجتماعيا واقتصادياً وعلى سيادة الدولة وهيبة المؤسسات.
وأضافت رئيس القسم أنهم لا يختلفون مع العرف الذى ساهم في إحقاق الحق في كثير من الأمور ولكن ضد انتهاك القانون فهم كحقوقيين ضد تهميش دولة المؤسسات القانونية فالقانون هو السيد الأول وفوق الجميع ولا أحد فوق القانون، مبينة أنهم في دولة لها سلطة تشريعية تحدد القانون وسلطة قضائية مسؤولة عن تطبيق القانون وتشريعية تتابع التنفيذ.
ويرى القاضي بمحكمة المرج ميلاد الترهوني أن بعض الجرائم خاصة في الجنح تدخل العرف الاجتماعي فيها قد أثر بالسلب كجرائم السرقة والتعدي على رجال الشرطة والأمن والتدخل العرفي وجرائم السرقة، لافتاُ إلى أن مثل هذه ال الملتقيات والندوات والمبادرات ستساهم كثيراً في تمكين القانون وتحقيقه.(وال – المرج) أ ف / أ د