بنغازي 24 أبريل 2018 (وال) – تستعد مدينة بنغازي مساء اليوم الثلاثاء، لاستقبال الدورة الأولى لمهرجان الأغنية الشعبية الليبية في مقر مركز إبداعات الطفل “مسرح الطفل”، بمشاركة مجموعة كبيرة من فناني ليبيا تحت شعار “فننا يجمعنا”.
هذا وتشرف على تحكيم المهرجان لجنة منوعة تضم أعضاءً من مختلف المناطق الليبية لضمان نيل كافة الأذواق الفنية حقها.
وسيتنافس خلال المهرجان ما يزيد عن 30 فنان تم اختيارهم من قبل لجنة تحكيمية مكونة من أكثر من 12 عضواً من شعراء وملحنين ذو خبرة فنية واسعة، وفق ما ذكره المستشار الإعلامي لرئيس اللجنة العليا للمهرجان، جمال الدريوي.
وسيقدم المهرجان للفائزين بالمسابقات الفنية جوائز مالية، وهي جائزة العمل المتكامل وقيمتها 30 ألف دينار ليبي، وجائزة صاحب المرتبة الأولى لمنافسة أجمل صوت بقيمة 10 آلاف دينار، وبينما سيتحصل الترتيب الثاني على مبلغ 7500 دينار، فيما تم تخصيص 5 آلاف دينار للحائز على الترتيب الثالث.
وفي ذات السياق وصل مساء أمس الإثنين إلى مدينة بنغازي كل من الفنان مصطفى البتير، والشاعر فرج بالحمد، للمشاركة في لجنة التحكيم بمهرجان الأغنية الشعبية الليبية.
ويعدّ الفنان مصطفى البتير، والشاعر فرج بالحمد من أعضاء لجنة التحكيم التي ستشرف على الأعمال الفنية التي ستقدم خلال المهرجان الذي سينطلق اليوم الثلاثاء بمسرح إبداعات الطفل بنغازي.
ومن جانبه، أثنى الفنان سيف النصر على أهداف المهرجان والمجهودات القائمة لإنجاحه، مشيراً خلال حديثه إلى أنه سيكون “العرس الليبي الكبير”، الذي سيجمع الليبيين من كافة المناطق على الفن والألحان الجميلة والمتنوعة.
وأوضحت المتحدثة باسم مهرجان الأغنية الليبية الشعبية، عواطف الشريبي، أن ترسيخ مبدأ الاعتزاز بالهوية الليبية التي يعد الفن الشعبي أحد مكوناتها يعد من أبرز أهداف هذا المحفل الكبير، الذي يسلط الضوء نحو الموروث الثقافي الليبي.
وذكر، رئيس مهرجان الأغنية الليبية العميد خالد المحجوب – لوكالة الأنباء الليبية – أن “المهرجان يهدف إلى تطوير الأغنية الليبية، من خلال سعينا إلى التفاعل الوطني الكبير من جميع أنحاء ليبيا” .
وأكد العميد خالد المحجوب أن المهرجان يفتح المجال أمام جميع المواهب الجديدة للمشاركة، كما سيتيح فرصة لكافة الفنانين بأن يبدعوا في جميع المجالات سواء الشعر أو اللحن أو الغناء والعزف، كما سيتبنى المهرجان إقامة نصب تذكاري للشهيد في مدينة بنغازي.
وبدورها عبرت الفنانة والمخرجة هدى عبد اللطيف عن سعادتها الغامرة لتواجدها في مدينة بنغازي بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية على يد القوات المسلحة العربية الليبية.
وقالت عبد اللطيف أنا سعيدة جداً للمشاركة في مهرجان الأغنية الشعبية التي ستنطلق فعالياته مساء اليوم الثلاثاء.
ودعت الفنانة والمخرجة هدى عبد اللطيف أن يدكون هذا المهرجان بادرة خير على مدينة بنغازي، ويحافظ على التراث الليبي والشعبي، لأنه جزء لا يتجزأ من الهوية الشعبية وهو ميراث حضاري ثقافي.
وتمنت المخرجة الليبية النجاح للقائم على هذا المهرجان، منوهة إلى أنه من الجميل أن يكون في هذا الوقت نشاط ثقافي فني داخل مدينة بنغازي، لإرسال رسالة للعالم أن بنغازي تحررت من الإرهاب والتطرف.
وأوضحت الفنانة نجوى محمد في تصريح لـ (وال) أن المهرجان سيتخلله تكريم مجموعة من الفنانين المشاركين،وستتخلل المهرجان سهرات فنية وسأقدم العديد من الأعمال الفنية بشكل مباشر لجمهوري في مدينة بنغازي الحبيبة.
وأضافت أن توقيت المهرجان مناسب جدا، نظرا لما عانته مدينة بنغازي من الحروب والدمار جراء سيطرة الجماعات الإرهابية على أغلب مناطق المدينة،وتحريرها على يد القوات المسلحة العربية الليبية.
وأشارت الفنانة الليبية إلى أن هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها مدينة بنغازي مثل هذا العرس الكبير والمميز،وأنا سعيدة جدا بعد هذا الغياب الطويل عن الساحة الفنية أن تكون الانطلاقة من جديد في مدينة بنغازي وهذا شرف لي.
وقالت نحن مشتاقين للقاء من جديد أنا وزملائي في الوسط الفني بعد انقطاع المهرجانات في كل أرجاء ليبيا.
وفي ذات السياق، أشار المستشار الإعلامي لرئيس اللجنة العليا للمهرجان الشاعر والكاتب جمال الدريوي أن الاستعدادات على قدم وساق، وكل المشاركات موجودة من جميع مدن ليبيا، وأجواء الاستعدادات والبروفات للمهرجان كانت نشيطة جدًّا، من أجل تقديم محتوى لائق، ونسعى من هذا المهرجان إيصال صورة موفقة لليبيا وبنغازي.
وقال الفنان أحمد الفارسي إن المهرجان هذا يُمثل عرسًا جماعيًّا بعدغياب السعادة والاحتفالات الموسيقية عن ليبيالعدة سنوات واليوم جمعتنا المحبة من كل أنحاء ليبيا، ونحن مجموعة موسيقية هدفنا إيصال القدرات وإبرازها لأجل ليبيا، وسنتوحد لإيصال نغمات موسيقية من كافة أنحاء ليبيا لأجل عرس ليبيا.
الجدير بالذكر أن المهرجان الذي سينطلق اليوم في دورته الأولى يحمل اسم الفنان مطرب وعازف وملحن سعد آدم الراشدي الشهير “بالوس”.
هذا وتعد بداية الفنان الوس في السبعينات حيث قدم أول عمل فني عام 1978، “منشد في الزاوية الرفاعية بحي الوحيشي بمدينة بنغازي”.
وعاصر الوس عدد من الفنانين الشعبين القدماء مثل “أحميدة درنة وعبد الجليل عبد القادر المشهور (بعبد الجليل الهتش )، وعلى الجهاني المشهور ( بإعلويكا ) .
وعاصر أيضا عدد من الموسيقيين مثل “الفيتورى أحمد، أحمد عبد الحفيظ، أحمد الأمين، و ونيس الزروالي، إضافة إلى مشاركته في مهرجان النهر الصناعي في دوراته، عامي 1984و 1985م .
وشارك الفنان سعد في عدد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان ” بالما دى مايوركا” بالإسبانية، والمهرجان الدولي بالجزائر ومهرجان بابل بالعراق إلى جانب مشاركته في احتفالات العيد الوطني بتونس، وعدة احتفالات بجمهورية مصر العربية.
يذكر أن سعد الوس يعتبر من الفنانين الذين أثروا الأغنية الشعبية لحناً وأداء وكان متميزا عن غيره في الأداء واللحن مما جعله يتبؤ مكانة مرموقة بين الفنانين فى ذلك الوقت.
يشار إلى أن من أشهر أعمال الفنان الوس “صبر أيوب، بالليل، ليش أتقرب وأتباعد، القنديل، سواد أعيونا، جاني المرسول، أنا بحار، إنسيتا غلاها”. (وال – بنغازي) هــ ع