بنغازي 02 أغسطس 2018 (وال)- اقتحمت الحكم الليبية نجلاء العقوري مجال التحكيم الليبي من أوسع أبوابه حتى أصبحت علامة مميزة ومضيئة في عالم كرة السلة، وتعدّ نجلاء العقوري أول حكم ليبيّة في كرة السلة بعد أن اجتازت كل الحصون التي أمامها من عراقيل وصعوبات وتحدّت كل متناسى دورة المرأة في المجتمع في كافة المجلات.
العقوري قادت العديد من المباريات كحكم طاولة، أبدعت وتميزت في ذلك، وقادها ذلك التميز إلى اتخاذ خطورة جديدة ومهمة في حياتها، بعدما أطلقت العنان في الظهور كأول حكم ليبية داخل الساحة.
لم تأتِ من بعيد السلاوية نجلاء العقوري، بل كانت فيما سبق تتولى حراسة مرمى منتخب بنغازي للسيدات، لذا يجب القول أنها فتاة من أهل الرياضة التي بدورها تعد الأكثر اهتماما داخل الأوساط الليبية.
التقينا بالنجمة السلاويّة وأول حكم ليبية داخل الساحة نجلاء العقوري، فحدثتنا عن مسيرتها ومشوارها الرياضي الممزوج ما بين التحكيم وحراسة مرمى منتخب السيدات، فلكم نص هذا الحوار.
كيف كانت بدايتك في عالم التحكيم؟
في البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذه المصافحة والمقابلة الرياضية، بدايتي في التحكيم لمباريات كرة السلة مثلي مثل أي حكم كانت لديه الرغبة الجامحة؛ ومن ثم صقلت تلك الرغبة، فالبدايات التحكيمية ترجع بي لانخراطي في دورة تحكيمية نسائية في كرة السلة عام 2016 صحبة مجموعة من الفتيات، حينها تم اختياري من نادي بن علي النسائي من قبل السيد رئيس الاتحاد الفرعي للعبة ببنغازي أحمد التركي، في دورة كانت تشرف عليها السيدة حليمة الفيتوري، وفي ذلك الوقت كنت أمارس لعبة كرة القدم.
ما هي الأسباب والدوافع التي جعلتك تختاري لعبة السلة عن باقي الألعاب؟
في حقيقة الأمر هناك أسباب ودوافع عديدة جعلتني أتمسك بالتحكيم لكرة السلة سيما أن كرة السلة تعد من أكثر الألعاب الشعبية ليس في البلاد فحسب وإنما في العالم أجمع، فمن بين تلك الأسباب رغبتي وإصراري بأن أكون حكم في كرة السلة، وزادت دوافعي وطموحاتي أكثر عندما تم اختياري من بين المتدربات المشاركات في الدورة النسائية والتي فيها اجتزت الاختبارات العملية والنظرية.
وماذا عن العائلة ومسألة الخروج وتقبلهم لتحكيم مباريات السلة، بالإضافة إلى نظرة الناس لك؟
بطبيعة الحال أن وراء كل نجاح أناس كان لهم الفضل بعد الله في تطوير مستوى الفرد، فبالنسبة لعائلتي رحّبت بالموضوع ولم تكن معارضة بتاتاً، بل كانت عائلتي متفاهمة وخير دليل هو دعمها اللامحدود لي ، كذلك الوقوف المستمر من أخواتي في كل الظروف والمحن حتى تطورت وبرزت بشكل ملفت في مجال التحكيم سواء أكان تحكيم طاولة أو حكم ساحة.
كم عدد المباريات التي أدرتيها كطاولة أو حكم ساحة؟
منذ أن التحقت بمجال التحكيم، كان لزاماً عليّ أن أكون متواجدة في المباريات عندما يتم تكليفي ، العديد من المباريات كنت فيها متواجدة في جميع الفئات حتى الأكابر، ومن عام 2016 وحتى 2018 يتراوح عدد المباريات 70 مباراة ، وازدادت سعادتي أكثر عندما يكون معي حكام دوليين في كرة السلة.
ماهي الاستفادة التي تحصلتي عليها من التحكيم؟
بكل صراحة وأمان لقد أستفدت كثراً من إداراتي للقاءات كرة السلة، لقد كونت علاقات وطيدة وحميمية مع الناس خصوصا الأسرة الرياضية في كرة السلة من حكام واتحاد فرعي للعبة، هذا الشيء لم أجده في المجالات الأخرى، بالإضافة الروح الرياضية ومعاملة الناس لي لكوني أول حكم تدير لقاءات في السلة الليبية حكم ساحة.
هناك أسماء عديدة من العنصر النسائي في كرة السلة الليبية، ما هو تقييمك لهن؟
بكل تأكيد هناك العديد من الأسماء في عالم التحكيم النسائي، وعندما كنت لاعبة كرة القدم بنادي بن على النسائي كنا مجموعة واحدة ولم تختلف عليّ الأجواء كثيراً، وتربطني بهم علاقة ممتازة، أما عن تقييمي للحكمات في بنغازي و العاصمة طرابلس أعتقد أنه جيد وليس سيئاً، وخير دليل هو مشاركتهن في مباريات الدوري الليبي.
ما هي أهم المعيقات التي تواجه الحكم وإيجابيات المهنة؟
بالنسبة إلى المعيقات، لم تواجهني بتاتاً معيقات وصعوبات بهذا الصدد، بل كنت محظوظة نوعاً ما، كيف لا وأن الإيجابيات هي حليفي دائماً، التشجيع المستمر والدائم من زملائي الحكام خاصة الدوليين أعطاني دافع قوي في السير على نفس المنوال، بالإضافة إلى دعم العائلة والأصدقاء لي، زد على ذلك متابعة الإعلام وتسليط الضوء علي لكوني أول حكم ساحة في ليبيا.
ما لا يعرفه الجمهور الرياضي بأنك حارس منتخب ليبيا النسائي، حدثيني عن هذه المحطة؟
بكل تأكيد أنا أحد عناصر منتخب بنغازي النسائي، وتم ضمي لحارسات مرمى المنتخب الليبي لكن لم أستمر نظراً للإصابة التي لحقت بي قبل خوض التصفيات، فقد أصبت بكسر في يدي مما أبعدني وحرمني ذلك عن حماية عرين المنتخب الليبي، فوجودي بالمنتخب شرف وكانت تجربة طيبة وقيمة استفدت منها الكثير،خاصة تحسن مستواي البدني مما أعطاني حيوية ونشاط في إدارة مباريات كرة السلة، فكان ذلك عامل إيجابي.
برأيك ما هو مستقبل كرة السلة والتحكيم في ليبيا؟ ومن أين تتلقين الدعم؟
تعد كرة السلة في ليبيا ذات قاعدة جماهيرية شعبية كبيرة، فيها متابعة أكبر من قبل الجماهير، ومستوى كرة السلة في تطور، وأعتقد جازمة أنها أفضل من السابق بكثير من ناحية المستوى الفني أو الهيكلية التي يعمل بها الاتحاد الليبي في التنظيم أو حتى الاتحادات الفرعية، أما بالنسبة للدعم فأنا دائماً أتلقى دعماً معنوياً من الأهل والزملاء بالإضافة إلى دعم الاتحاد الليبي وأيضاً شركة المدار التي غالباً ما تكون داعمة لشخصي.
حدثيني كيف جاءت فكرة تحكيمك للمباريات كحكم ساحة ؟
مشواري في التحكيم كحكم ساحة كانت في أحد المباريات الفئات السنية بين النصر وخالد بن الوليد عندما تغيب أحد زملائي نظراً لظروفه الخاصة، ولم يكن موجود آن ذلك، فهي كانت لحظة مخيفة وشعور صعب خاصة أن القاعة كانت بها جماهير رياضية تؤازر الفرق، فالحمد الله اجتزت الاختبار وكأني كنت حكم ساحة منذ مدة طويلة، وتوالت بعدها إداراتي للمباريات حتى تعرضت للإصابة في يدي.
ما هو الفرق بين التحكيم وأنتِ على الطاولة وبين الحكم كساحة؟ وما هي طموحات نجلاء العقوري ؟
بالنسبة لطموحاتي فهي لا حدود لها، أطمح إلى المزيد في التحكيم كوسط ملعب، وأطمح أن أصل إلى الشارة الدولية، وذلك يأتي بالجهد والاستمرار في المجال التحكيمي، أما عن الفروقات، فالفروقات عديدة فحكم الطاولة لديه مجالات عديدة منها المراقب والمسجل والمسجل 24 والميقاتي، أما حكم الساحة فيحتاج إلى التركيز ولابد عليه أن يكون ذا سرعة بديهة وأن يكون على بعد خطوة واحدة من كل الألعاب التي تحدث في الملعب.
كيف يتم التنسيق بين عملك الشخصي وتحكيمك للمباريات ؟
بطبيعة الحال هناك التزامات أخرى في الحياة، فعملي الأساسي أني ممرضة وأحاول بقدر المستطاع التغلب على هذه الجزئية وتغلبت عليها تماماً، فالفترة الصباحية هي مخصصة للعمل الأساسي، أما أغلب الأوقات في الفترة المسائية خاصة بالتحكيم، وهنا لابد من القول أن حياتي منظمة وبالتالي سعيدة بهذا التنظيم الذي يطرأ على المستوى الشخصي.
تعدي أكثر الحكمات حضوراً في التحكيم ما سبب ذلك، هل هذا تميز أو رغبة من في التحكيم ؟
حضوري في المباريات يرجع إلى الطموح والرغبة في ممارستي التحكيم، الاستمرار في هذا المنوال يولد في داخلك أهداف ومن أهدافي أتمنى أن أوفد للمشاركة في الاتحاد الأفريقي في دورة وما إلى ذلك، فيما مضى تم اختياري لذلك لكن وضعي الصحي وظروفي الخاصة منعتني من الذهاب والمشاركة، أتمنى من الله أن يحالفني الحظ في ذلك
كلمة أخيرة لك نختم بها اللقاء ؟
بصفتي حكم في كرة السلة نشكر الأستاذ أحمد التريكي وكذلك نقدم شكري لكل الحكام وأحب أن أنصح كل من يحب الرياضة أن لا يتأخر ويتقدم إليها . (وال-بنغازي) ب خ / س أ / س ع/ ر ت