طرابلس 06 أغسطس 2018 (وال) – أثارت تصريحات السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبى بيرونى، ردود أفعال غاضبة في الشارع الليبي بسبب المواقف الإيطالية من القوات المسلحة العربية الليبية والأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، إضافة إلى المواقع التي وصفها أبناء الشعب الليبي بـــ”التطاول” على سيادة الدولة الليبية، وهو ما دفع نحو المطالبة بطرد السفير الإيطالي من الأراضي الليبية فورًا.
وأصدر المحتجون بيانا حمل توقيع عشرات الشخصيات الليبية يطالب بطرد السفير الإيطالي في ليبيا بسبب تصريحاته، مؤكدين رفضهم لتصريحات السفير الإيطالي وتطاوله على سيادة ليبيا واستخفافه بمشاعر الشعب الليبي، مشددًا على أن السفير الإيطالي في ليبيا جوزيبى بيريونى شخص غير مرغوب فيه، مشددين على ضرورة مغادرته الأراضي الليبية فورا، لأنه اخترق كل الأعراف الدبلوماسية ومبدأ سيادة الدول وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا.
ودعا البيان السلطات الليبية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال سفير إيطاليا في ليبيا الذي أساء لليبيا ولشعبها، مذكرا الحكومة الإيطالية بماضي التاريخ البعيد والقريب، من كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي واعتذارها علنا للشعب الليبي بعد 97 عاما، في معاهدة الصداقة والتعاون مع نظام القذافي، التي أخلت بها الحكومات الإيطالية المتعاقبة منذ 2011 حتى اليوم، وأن الشعب الليبي يحتفظ بحقه في مقاضاة إيطاليا على اختراقها لهذه المعاهدة التي صادق عليها البرلمان الإيطالي ومؤتمر الشعب العام في 2008 وأنها لم تلغ ولم تجمد، وكذلك على انتهاك إيطاليا المتكرر لميثاق الأمم المتحدة وإمعانها فى التدخل السافر بالشأن الداخلي الليبي.
كما حذر البيان الحكومة الإيطالية من الاستمرار في هذه السياسة التي تنبئ عن جهل بالتاريخ، وأن مصالحها مع ليبيا سوف تتضرر، وأن ليبيا ليست الشاطئ الرابع لإيطاليا، كما أن ليبيا وإن عانت من ويلات الحرب الدولية عليها فستكون قادرة على مكافأة من أحسن إليها ومعاقبة من أساء.
وفى سياق متصل، طالب أهالى مدينتى صرمان وصبراتة، بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد، في العاشر من ديسمبر المقبل، وفق ما تم الاتفاق عليه بمؤتمر باريس حول ليبيا، وذلك باعتبارها السبيل الديمقراطي المدني لحل الأزمة الليبية، منددين بتصريحات السفير الإيطالي في ليبيا، جوزيبي بيروني، الذي كشف عن الموقف الإيطالي الرافض لإجراء الانتخابات فى ليبيا، مطالبين بضرورة سحب بيروني لتصريحاته، والاعتذار عنها.
ومن جهته، أعلن حراك شباب طرابلس عن استنكاره لتصريحات السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيرونى ورفضهم لها جملةً وتفصيلاً واصفينها بـ”المستفرة”، مطالبين كافة الدول بضرورة كف يدها عن ليبيا، مبدياً رفضه القاطع لكل أنواع التدخلات.
وطالب الحراك السفير الإيطالي سحب تصريحاته و الاعتذار عنها فوراً باسمه ونيابة عن السفارة الإيطالية وعن وزارة خارجية بلاده، داعياً حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج ووزارة الخارجية بتحديد موقفها من هذه التصريحات التي جاءت على شكل تعليمات و أوامر لليبيين من خلال إصدار بيان واضح يضع حد لتصرفات بيرونى المشبوهة فى كل البلاد، وفقا للبيان.
وأشار الحراك إلى أن السفير الإيطالي لدى ليبيا خالف بشكل صريح وعلى الهواء مباشرة المادة 41 من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية التي تلزم العلاقات الدبلوماسية باحترام قوانين ولوائح الدول المعتمدين لديها وواجب عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لتلك الدولة، لافتاً إلى أن الصمت حيال هذه الانتهاك يعد موافقة ضمنية عليه.
يشار إلى أن السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبى بيرونى، قد قلل من قيمة المظاهرات التي تخرج مطالبة بإجراء الانتخابات والمنددة بالتدخل الإيطالي في الشأن الليبي قائلًا: “عددهم لا يتجاوز العشرين أو الثلاثين شخصًا”، كما كرر بيرونى موقف إيطاليا المعارض لإجراء الانتخابات التي نص عليها اتفاق باريس، داعيا لوجود ما وصفه بـ”ظروف ملائمة” تتضمن بناء الإطار القانوني المؤسساتى والدستوري قبل إجرائها. (وال – طرابلس) ع ع