طرابلس 10 أغسطس 2018 (وال) – خرج الآلاف من أهالي العاصمة طرابلس في مظاهرة احتجاجية بميدان الجزائر مساء اليوم الجمعة منددة بتصريحات السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بيروني، ورافضة لأي تدخل خارجي في الشأن الليبي.
ورفع المتظاهرون خلال الوقفة شعارات تندد بالتدخل الإيطالي في البلاد، مطالبين بطرد السفير الإيطالي، نظرا لما صدر عنه من تصريحات مست السادة الليبية، وداعين إلى محاسبة شجعه على التمادي بحسب الشعارات التي رفعوها.
كما رفضت الشعارات أي تدخل خارجي في الشأن الليبي.
وفي ذات الوقت، نظمت بميدان الشهداء بمدينة الزاوية، وقفة احتجاجية تنديدا بالتدخل الأجنبي، وبما آلت إليه الأوضاع المعيشية في المدينة.
وحمل المحتجون شعارات ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا، ومطالبين المواطنين بالنزول إلى الشارع ومواصلة الاحتجاج حتى استجابة المسؤولين لمطالبهم، والنظر في الأزمات المعيشية المختلفة التي تعاني منها المدينة.
وأثارت تصريحات السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني الجدل واعتبرها رواد التواصل الاجتماعي الليبي تدخلاً سافراً في الشأن الليبي.
وخرجت وقفات احتجاجية في عدد من المدن تستنكر التصريحات التي أطلقها السفير الإيطالي.
ومن جهتها، اعتبرت لجنة الخارجية في مجلس النواب التصريحات تجاوزاً لصلاحيات السفير.
من جانبها قالت السفارة الإيطالية في طرابلس إن بيروني لم يطلب تأجيل الانتخابات، وقال أن الموعد يحدده الليبيون.
وصرح بيروني خلال مقابلة تلفزيونية بقوله: “لن نسمح بإجراء الانتخابات في ليبيا بأي ثمن وأي تكلفة”. محدداً رؤية إيطالية واضحة نطقت بها دبلوماسيتها.
وبنى بيروني حديثه على تصريحات سابقة، لعدد من وزراء الحكومة الإيطالية، أبرزها رئيس الوزراء نفسه، جوزيبي كونتي، الذي قال إن إيطاليا “تعارض إجراء الانتخابات في ليبيا قبل الوصول إلى مصالحة”.
وليست هذه المرة الأولى التي يشعل فيها بيروني مواقع التواصل، فالسفير النشط في موقع “تويتر” خصوصاً، كان قد تعرض إلى ردود لاذعة من الرواد الليبيين في تغريدة له في 13 من يوليو الماضي.
وكان بيروني قد قال في تغريدته: ” كم سيكون من الرائع رؤية “فيراري” ببريقها الأحمر مجددا في حلبة سباق من قرقاش إلى بن عاشور… رغم تقلب الظروف تأبى طرابلس ان لا تكون إلا هي عروس هذا البحر”.
وأرفق الجملة بصور لسباق سيارات جرى عام 1937، في فترة الاحتلال الإيطالي، وهي الفترة التي شهدت ترسيخ الحكم الإيطالي بعد إعدام “عمر المختار” والقضاء على جيوب المقاومة الليبية.
واعتبر رواد الموقع التغريدة “مستفزة”، وردوا على السفير بوضع صور المعتقلات الإيطالية، التي زج بعشرات آلاف الليبيين فيها، وأدت إلى مقتل نسبة كبيرة منهم.
ونشر آخرون صوراً لجنود إيطاليين يقفون بجوار جثامين ليبيين كانوا يقاتلون في معارك المقاومة ضد الاحتلال حينها، وصور جنود يعتدون على مواطنين ليبيين، معلقين بأنها الصورة الحقيقية للاحتلال الإيطالي.
وبالربط بين التصريحات التي أطلقها السفير، والتغريدة السابقة، يصف رواد مواقع التواصل بيروني بأنه يتدخل في السياسة الليبية، وكأنه مندوب سام وليس سفيراً لدولة أجنبية. (وال – طرابلس) ع ع