طرابلس 29 أغطس 2018 (وال) – أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ،عن عميق قلقها من تدهور الأوضاع بصورة حادة في طرابلس على نحو يُنذر بتقويض ما تبقى من سلم أهلي هش في البلاد، وبما يعرّض ممتلكات وأرواح الناس للخطر .
وأدانت المنظمة في بيانها اليوم الأربعاء تجدد الاشتباكات صباح اليوم بين مسلحين من مليشيا مايسمي كتيبة ثوار طرابلس، ومليشيا 301، ومليشيا دبابات أبوسليم، وسلاح الجو الليبي من جهة، ومليشيا اللواء السابع مشاة في ترهونة المعروف إعلاميًّا بـ«الكانيات” من جهة أخرى، والتي أدت إلي سقوط عدد من المدنيين كضحايا، ومن بينهم نساء وأطفال؛ نتيجة للقذائف العشوائية على منطقة خلة الفرناج وعين زارة .
وجاءت هذه الإدانة في ظل الوضع الكارثي للمعارك الدائرة في جنوب طرابلس، والتي يدفع ثمنها المدنيين العزل قتلاً وتدميرًا، وفي ظل تردي الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المدنيين ، وفِي ظل حرمانهم من الحماية والرعاية التي تفرضها قواعد حقوق الإنسان ،بموجب الإعلان العالمي والبروتوكولات الملزمة لصياغة حق الحياة.
وطالبت المنظمة كلاًّ من مجلس النواب الليبي ،والمجلس الرئاسي غير الدستوري بالعمل معاً من أجل إنهاء كافة أشكال العنف واستعادة الأمن بالعاصمة وحماية المدنين، والإدانة الواضحة من طرفهما لانتهاكات حقوق الإنسان أيّا كان مرتكبيها .
حيث تنذر أعمال القتال بمخاطر تكريس حالة الانقسام في البلاد على أساس قبلي ومناطقي، فضلاً عن الأثر السلبي للقتال على الوضع في جنوب العاصمة .
وبغض النظر عن فحوى التجاذبات السياسية الخفية لهذا النزاع، فإن التحركات العسكرية الواسعة لطرفي النزاع على الأرض ستؤدي لا محالة إلى خسائر بشرية غير محدودة، وبخاصة مع انتشار السلاح على نحو واسع، وانتشار الميليشيات المسلحة” المناطقية ” التي لطالما انجرف بعضها للالتفاف على شرعية القانون، ويعاني جميعها من نقص في الانضباط .
كما أعربت لمنظمة عن خشيتها اغتنام الجماعات الإرهابية (داعش) حالة تشظي وهشاشة النظام الأمني بالعاصمة؛ لتنفيذ هجمات انغماسية أو أعمال إرهابية تربك المشهد وتعمق الأزمة السياسية بمجتمع تحكمه الطبيعة القبلية.
كما تناشد المنظمة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته ، والعمل على تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم (2174) و(2259)، اللذان ينصان على ملاحقة كل من يخطط أو يوجه أو يرتكب أفعالاً تنتهك القانون الدولي، أو حقوق الإنسان في ليبيا”، وكذلك “حظر السفر وتجميد أموال الأفراد والكيانات الذين يقومون بأعمال أو يدعمون أعمالا تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو تعرقل أو تقوّض عملية الانتقال السياسي في البلاد. (وال – طرابلس) ع ع