كمنيتس 01 سبتمبر 2018 ( وال ) – عقب جريمة قُتل فيها رجل ألماني طعناً في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، وتم اعتقال رجلين عراقي وسوري للاشتباه في صلتهما بالجريمة، تشهد مدينة كمنيتس الألمانية اليوم مظاهرتين متضادتين، إحداهما صامتة لليمينين والأخرى مضادة لهم. فيما أكد مسؤولون ألمان على الحفاظ على قيم الديمقراطية ودولة القانون عقب أسبوع عنيف شهدته هذه المدينة الألمانية.
وبحسب قناة DW دعت أكثر من 70 جمعية وحزب سياسي ونادٍ وأفراد اليوم السبت 01 سبتمبر 2018 إلى مسيرة في مدينة كمنيتس الألمانية تحت شعار “من القلب بدلاً عن التحريض”.
وبحسب المنظمين للمسيرة أنها تهدف إلى التأكيد بأن المسيرة الصامتة المعادية للأجانب، التي يخطط لها حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي المناهض للهجرة، ومنظمة بيغيدا المناهضة للمسلمين، لن تمضي دون تحدٍ.
وفي جانب أخر دعت مجموعة الجناح اليميني برو كيمنتس، والتي كانت في وسط الاحتجاجات في المدينة هذا الأسبوع، إلى تنظيم احتجاج خاص.
وشهدت المدينة يوم أمس الجمعة، تظاهرة نظمها نحو 800 من “أنصار كيمنتس”، الحركة اليمينية المتطرفة والتي تشغل ثلاثة مقاعد في المجلس البلدي.
فيما احتشد نحو 500 شخص داخل قاعة مكتظة في ملعب كرة القدم في المدينة للاستماع إلى رئيس حكومة ولاية سكسونيا، ميخائيل كريتشمر ونادت أصوات من بعيد تقول “اخرج” موجهة لكريتشمر من الخارج، فيما ساد التوتر أجواء اللقاء.
هذا وحذرت وزيرة العدل الألمانية، كاتارينا بارلي، من انتهاك سيادة القانون في ألمانيا على خلفية الأحداث الأخيرة في مدينة كمنيتس. وقالت الوزيرة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ” د.ب.أ” اليوم السبت: “يتعين علينا جميعا الدفاع عن مكتسبات دولة القانون على خلفية تاريخنا”. وفي إشارة إلى أحداث كمنيتس ناشدت بارلي السلطات في ولاية سكسونيا محاسبة كافة الجناة.
ومن جانبه دعا وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إلى الدفاع عن الديمقراطية بحزم. وكتب ماس على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اليوم السبت: “قبل 79 عاما بدأت الحرب العالمية الثانية. ألمانيا جلبت معاناة لا يمكن تخيلها لأوروبا… عندما يجوب أفراد الشوارع اليوم وهم يؤدون تحية هتلر مجددا، يظل تاريخنا يذكرنا ويكلفنا بالدفاع بحزم عن الديمقراطية”.
وكان الخبير في الشؤون الداخلية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بوركهارد ليشكا قد تحدث في وقت سابق عن خطر “ظروف تشبه حربا أهلية” في ألمانيا. والناشر ميشيل فريدمان قال في حديث مع DW إن أحداث كيمنيتس ليست “سوى قمة حركة معادية للديمقراطية”، وهي لها “قاعدة واسعة في المجتمع بخلاف ما نتخيله”.
وكان المتظاهرون اليمينيون قد طاردوا مرتين متتابعتين في كيمنتس أجانب مظهرين لهم كراهيتهم. وبدت الشرطة مغلوبة على أمرها. والبعض حذر من أن تهدد هذه الظروف جميع أنحاء ألمانيا.
ووصف مراقبون الوضع، بأن الأجانب كانوا تحت رحمة حشد من اليمينيين المتطرفين وهذا هو الانطباع القبيح الذي ساد كيمنيتس.
وحذر رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألمان هولغر شتالكنيشت، من أنه في حال لم تتدخل الدولة والمجتمع الآن بحزم ضد أجواء التحريض، فإن الأمور قد تنزلق إلى ما لا يُحمد عقباه: “كيمنيتس يمكن أن تكون غدا في كل مكان”.( وال – كيمنتس) س ع / رت