بنغازي 09 سبتمبر 2018 (وال) – أصدر نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “المقاطع” علي القطراني بيانًا بشأن الأحداث بالعاصمة طرابلس .
وأكد النائب علي القطراني – في بيان له اطلعت وكالة الأنباء الليبية عليه – أنه يتابع باهتمام كبير مجريات الأحداث الأخيرة في طرابلس، والتي كانت نتيجة لاختطاف مؤسسات الدولة واحتكارها من قبل تيارات وشخصيات سيطرت على المجلس الرئاسي غير الدستوري والوزارات والمؤسسات السيادية التي كان من المفترض أن تكون بمنأى عن أي تجاذبات سياسية، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي .
وأوضح القطراني أن تلك المؤسسات استغلت تلك التيارات والشخصيات والدعم الدولي لبعض الأطراف الدولية الذي شجع هذه التيارات والشخصيات على التغول على حساب الشرعية الدستورية وأحكام القضاء التي جاءت استنادا لها، الأمر الذي وصل إلى استحواذ بعض الأطراف المسيطرة على الرئاسي غير الدستوري على أكثر من خمسة أو ستة مناصب في توقيت واحد بما يخالف الإعلان الدستوري وحتى أحكام الاتفاق السياسي .
وبين أن استمرار حالة الفساد والنهب الممنهج للأموال العامة، هو ما رأيناه – واضحًا – عبر ما يسمى بميزانية الترتيبات الأمنية الطارئة، التي احتوت أموالا طائلة لا نعرف أين تصرف مع اشتداد الأزمات التي تعاني منها المدن الليبية.
وأضاف القطراني في بيانه أن هذا الأمر أثر سلبًا على المدن والمناطق الليبية خاصة طرابلس من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عشر ساعات، أو تكدس القمامة، وتردي الخدمات بشتى أنواعها بما فيها الخدمات الطبية، وكذلك شكاوى بعض المؤسسات والأجهزة، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية من نقص الامكانيات الأمر الذي أثر سلبا في مستوى أدائها .
ونوه إلى أن استمرار أزمات السيولة وما تبعها من معاناة للمواطنين نلاحظها في الطوابير الكبيرة أمام المصارف فضلا عن أزمات الوقود .
كذلك عمليات الفساد والنهب الممنج للمال العام والنقد الأجنبي عبر مصرف ليبيا المركزي طرابلس وعدم كفاءة إدارة المجلس الحالية وتعطيله لعملية الإصلاحات النقدية التي نادى بها الخبراء المصرفيون والماليون في ليبيا ، وهو ما كان له تداعيات كارثية على الاقتصاد الوطني والحالة المعيشية للمواطنين ، ناهيك عن حالات الابتزاز التي تقوم بها الميلشيات في طرابلس وتدخلها في عمل المؤسسات السيادية والاقتصادية والنقدية خدمة لمصالحها ومصالح أمرائها .
وثمن النائب علي القطراني عاليًا كل الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس ومساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور غسان سلامة التي تكللت بوقف مؤقت لإطلاق النار،فإننا نؤكد على أن هذه المساعي لن تدوم إذا لم تؤسس على أرضية صلبة تتمثل في إجراء المعالجات الجذرية لأسباب الأزمة التي تفجرت على النحو الذي رأيناه في طرابلس في الأحداث الأخيرة .
وأوضح “نحن نرى بأن هذه المعالجات الجذرية تتطلب وضع خارطة طريق خاصة، تبدأ من التنفيذ العاجل للترتيبات الأمنية لجعل طرابلس بيئة مناسبة للعمل السياسي، والمؤسسات السيادية بعيدًا عن ابتزاز الميلشيات المسلحة، وإصلاح العملية السياسية بشكل جذري من خلال تغيير المجلس الرئاسي الحالي وتقليص عدد أعضائه إلى ثلاثة وفصله عن الحكومة.
وطالب القطراني بضرورة الإصلاح الاقتصادي المبني على توحيد مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي مع تأكيدنا على ضرورة تحقيق مبدأ المحاسبة عن أي عمليات فساد ونهب أو تمويل للميلشيات والإرهاب .
وأدان النائب – وبشدة – الخرق الذي قامت به بعض الميلشيات المسلحة في طرابلس لوقف إطلاق النار، وهو ما لاحظناه من خلال استهداف بعض مواقع وتمركزات اللواء السابع، أو مطار معيتيقة، أو منطقة عرادة بالأمس مما ينذر بعودة المواجهات المسلحة في طرابلس من جديد، ونحن نحمّل الأطراف التي تقوم بهذه الخروقات المسؤولية عن ذلك ، وعن أي أضرار تصيب المدنيين .
واعتبر أن عمليات الخطف على الهوية التي تتم من قبل بعض الميلشيات في طرابلس ؛تقويضا لجهود وقف اطلاق النار وإنذارا باندلاع مواجهات مفتوحة لايدرك القائمين بها عواقبها .
وجدد القطراني إدانته لقيام بعض قادة الميلشيات المسلحة ومجرمي الحرب الذين يسعون لاستغلال الاشتباكات التي حدثت في طرابلس لوضع موطئ قدم فيها مجددًا، مستخدمين بعض الشعارات التي لن تنطلي على سكان وشباب العاصمة الذين يعلمون جيدًا حجم الجرائم التي ارتكبت من قبل هؤلاء، ولعل واقعة تدمير مطار طرابلس العالمي وتدمير بعض الطائرات الرابضة فيه هي خير دليل على سوء نية هؤلاء وكذب ادعاءاتهم .
وفي ختام البيان، أكد النائب “المقاطع” على ما جاء في خطاب القائد العام للقوات المسلحة المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر من أن القوات المسلحة لن تترك العاصمة طرابلس للعابثين ومختلسي وسراق المال العام ، وستعمل – جاهدة – على حماية طرابلس وتخليصها من جميع الميلشيات المسلحة والعصابات بما يعيد للعاصمة وسكانها الأمن والاستقرار والحياة الكريمة .(وال – بنغازي) ع ع