المرج 10 سبتمبر 2018 (وال) – يشهد سوق الذهب في مدينة المرج حالة كساد غير مسبوقة بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار، وهو ما حال دون محافظة الكثيرين على تقاليد تقديم الذهب في مهور زواجهم وتغير عادات الاجتماعية لدي البعض للتماشي مع الأزمة الاقتصادية الراهنة التي طالت على المواطن الليبي .
سوق الصاغه هو الآخر وليس الأخير من الأسواق التي طالتها الأزمة الاقتصادية, أزمة تطحن رحاها المجنونة آمال الكثيرين من الحالمين بالزواج في ظل ارتفاع غير مسبوق – وكالة الأنباء الليبية – رصدت داخل سوق الصاغة بمدينة المرج حالت الكساد التجاري بالسوق، وتأثير الأزمة على التاجر والمواطن .
الكساد يطفئ بريق الذهب
ويقول التاجر عبدالعاطي بو هارون العبيدي إنه يوجد متغيرات عديدة في الفترة السابقة أدت إلى كساد سوق الذهب ولعل أبرزها هو ارتفاع سعر الذهب عالميًا، وأثر ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية، ولفت إلى أن أسواق الذهب على عموم تشهد حالة من الكساد غير الطبيعية بسبب الظروف المعيشية للمواطن الذي أنهمك في البحث عما يسد حاجته اليومية وأبتعد عن الأصفر الجذاب، وكذلك تأثير المواسم حيث تنشط أسواق الصاغه من شهر إبريل وحتى أكتوبر وفى السنوات الأخيرة تتزامن فترة الذروة من إبريل حتى أكتوبر من كل عام، وهى فترة التي عُرفت بموسم الأفراح والمناسبات لدى أغلب الليبيين مع شهر رمضان والعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك وكذلك انطلاق موسم الدراسة وهو ما أثر بالسلب على التاجر ومعدل البيع، بالإضافة إلى تذبذب أسعار الذهب غير المستقرة وكلها عوامل قد أدت إلى انهيار سعر الذهب الذي كاد أن ينطفئا بريقه في ليبيا .
ووفق البائع، فإن تجارة الذهب بالدرجة الأولى في ليبيا تعتمد على المستورد، فيما تصل نسبة المحلى منة إلى 15_10% بحسب توقعاته وبين في السياق ذاته، إن البعض اضطرا لقلة المردود المالي العائد عليه من بيع المصوغات الذهبية نقداً إلى البيع”بالصك المصدق ” .
وأردف إن المخصصات المالية “الفيزا السنوية ” التي مُنحت للمواطن من مصرف ليبيا المركزي قد ساهمت في إنعاش حالته المادية نوعاً ماً .
الذهب يصل للعلاقات الاجتماعية
ومن جانبه، يؤكد التاجر عثمان إدريس إن أوقية الذهب التي ارتفعت أسعارها قد فرضت حالة من الكساد تجاوزت الاقتصاد لتصل إلى العلاقات الاجتماعية، وباتت بمثابة الحلم للكثيرين من الراغبين ببناء عش الزوجية وفيما أصبحت مُنقذ للبعض الأخر عند اشتداد المحن.
وبين عثمان إن الشاب المُقبل على الزواج ينفق ما يقارب العشرة الآلاف دينار ليبي في المجوهرات وهى غالبا ما تكون خاتم الزواج ويقدر من 600 دينار وحتى 2000 دينار وطاقم للعروس وغالبا ما يكون ايطالي الصنع بحسب قدرة العريس المالية من 2000 دينار إلى 5000دينار وهدية أم العروس المُتعارف عليها شعبياً تُقدر من 600 دينار وحتى 2000 دينار وهى في الغالب ما تكون خاتم أو طوق ،أما العقد والكردان أو النبيلة وهى الحلي الشعبية التي تمثل الفلكلور والمورث الشعبي فقد اندثرت لعدم قدرة المواطن عليها وقد أصبحت بنوداً في عقد الزواج لا غير ولا توجد في الأسواق حاليا وقد استغنى الجميع عن هدايا خواتم الذهب لأخوات العريس والعروس وعماته وهو عادة شعبية اجتماعية لتكريم الأنساب.
وعن وزن الحلي، أكد أنه الوزن قد تغير كثيراً عن السابق ففي السابق كانت تُقدر الحلى بوزنها أم الآن فالوزن لا يمثل أهمية أمام الشكل ،وعبر عن أسفه الشديد لكون السوق يشهد تزايد في أعداد المواطنين الراغبين في بيع مدخرتهم من المعدن الثمين حيث قدر عدد المواطنين يومياً بــ “8” مقابل اثنان قاصدين الشراء، وبالحديث معهم يعلم البائع إن السبب الرئيسي للبيع هو سداد ما تراكم عليهم من ديون أو توفير احتياجات أساسية كالدواء أو الغذاء .
وبين أن بيع المقتنيات الخاصة هي عادة مُستحدثة على عموم الليبيين فقد عُرف الليبيين بحبهم لادخار المعدن الثمين، وكما بين أنه قد بادر في البيع عبر الصكوك المصدقة نظرًا لقلّة إقبال المواطنين على شراء الذهب وتكدّس البضائع على رفوف المحل، إلا أنه صادف العديد من التحديات التي تمثلت في ابتزاز بعض العاملين بالمصارف التجارية وإهمال بعضهم الآخر وتعطيل الإجراءات في المصارف، وعدم تسهيل التحويلات المصرفية وكلها عوامل تؤثر بالسلب على التاجر والمواطن القاصد شراء قطعة لغرض اجتماعي كما جرت العادة .
تحديات وعقبات
محمد بن إسماعيل بائع آخر يؤكد إنه بهذه الحالة لا يستطيع المواطن أن يشترى ذهباُ أو يدخر لنفسه معدناً نفيس وبالمقابل لم تجتهد الدولة من جانبها في كبج جماح ارتفاع أسعار الذهب، ولم تضع حلول بديلة كمنحهم رخصة الاستيراد فكل الصاغة بالمرج على سبيل المثال يتبضعون من حقيبة تاجر وقد تكون الخامة رديئة والتصاميم موحدة .
وكما أن الصاغة والمواطن يواجهون تحدى كبير وهو عدم وجود فني للصيانة فمع ضعف حجم الذهب تزداد حالات الكسر وتحتاج لفني صيانة ماهر، أضف إلى ذلك قد تصل أوزران الذهب غير مضبوطة وتحتاج لصائغ ماهر لتميز الجودة والمغشوش منها.
يذكر أن سعر عيار 18 المتداول أمس الأحد بـ 180دينار المكسور والجديد من 240 دينار وحتى 370 دينار بحسب الدولار الذي وصل للبيع بالسوق الموازى سبعة دينار وخمس وستون قرشا للدينار الواحد، وفى السابق قبيل اندلاع الثورة كان المواطن الليبي يشترى الغرام الواحد الجديد ب32 دينار، والمكسور ب22 دينار ويُقدر سعر الدولار آنذاك بدينار وسعبة وعشرون قرشا من المصرف . (وال – المرج) أ ف/ ع ع