القاهرة 29 سبتمبر 2018 (وال) – صادف تاريخ أمس الجمعة الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، الذكرى 48 لرحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
تحديات ومعارك ضد الاستعمار
هذا وقاوم ناصر تحديات عدّة ، وخاض معارك طاحنة ضدّ الاستعمار والكيان الصهيوني وضدّ الجهل والتخلّف والفقر ،في وطنه وخارجه ضدّ الرجعية العربية والإخوان، وحارب من أجل الوحدة ودافع عن الفقراء وبنى لهم وطناً للعزّة والكرامة رغم الحِصار والتآمر الذي مارسه الأعداء ضدّه طيلة 18 عاماً من حُكمه لمصر؛ لذلك بقي حياً في مسار تجربته الثريّة والتاريخية.
إلتحاقه بالكلية العسكرية
قرر جمال الالتحاق بالكلية الحربية، ما أن أتم جمال دراسته الثانوية وتحصل على البكالوريا في القسم الأدبي، ولكنه لم يقبل في الكلية، ثم تقدم إلى كلية الحقوق ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة 1936، واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب فتقدم للكلية الحربية مرة أخرى ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثانٍ في يوليو 1938.
التحق جمال فور تخرجه بسلاح المشاة، ونقل إلى منقباد في الصعيد، وهو ما أتاح له النظر إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم من جديد.
وطلب جمال في عام 1939 نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم، وفى مايو 1940 رقى إلى رتبة ملازم أول، وفى نهاية عام 1941 بينما كان روميل يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.
ترقيته ودخوله المعارك
ترقى جمال عبدالناصر إلى رتبة اليوزباشي “نقيب” فى 9 سبتمبر 1942، وفى 7 فبراير 1943 عين مدرسًا بالكلية الحربية، وفي 29 يونيو 1944 تزوج جمال من تحية محمد كاظم، وأنجب منها ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم.
شارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وعقب انتهاء الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرسًا بالكلية الحربية.
كان لعبد الناصر دورا مهما في تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم “الضباط الأحرار”، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949 وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتخب قيادة للتنظيم وانتخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة.
علم ناصر أن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار، وسيلقي القبض عليهم، فانطلق مع زملائه صباح يوم 23 يوليو 1952 ليستولوا على الأجهزة والهيئات الحكومية، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب، ولأن ناصر اعتقد أن الشعب المصري لن يتقبل أن يكون قائد الثورة برتبة “مقدم” لذلك اختار اللواء محمد نجيب ليكون قائدا للثورة.
وفي يوم 18 يونيو عام 1953، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها.
وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكوّن من 11 عضوا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفي يونيو عام 1956 أصبح عبدالناصر أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبي.
خطابه في الإسكندرية
وفي 26 يوليو عام 1956، قدّم ناصر خطاباً في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سدّ أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية، الأمر الذي استفز بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني مما أدى إلى قيام حرب 1956، والتي انتهت بانسحاب القوات الأجنبية.
وبدأ “الكيان الصهيوني” بعد ذلك الوقت بالتوسع في عمليات الاستيطان في فلسطين والاعتداءات على سوريا الأمر الذى دفع مصر إلى الدخول فى حرب 1967 والتي انتهت بالنكسة.
التنحي من المنصب وموته
وبعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، وأعقب ذلك خروج مظاهرات في العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيداً لاستعادة الأراضي المصرية، واستجاب عبدالناصر؛ لرغبة الشعب المصري واهتم بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، وبدأ حرب استنزاف مع “إسرائيل” عام 1968.
وفي 28 سبتمبر 1970 توفي الزعيم جمال عبدالناصر بعد 14 عامًا قضاها رئيساً لمصر في مرحلة فارقة من تاريخها الحديث، تاركا إرثا عظيما من الوطنية وتحدي قوى الاستعمار، وقد شيع جثمانه في مشهد مهيب حيث خرج ملايين المصريين ؛لتوديع جثمان الزعيم الراحل. (وال – القاهرة) أ ف / هــ ع