المرج 09 أكتوبر 2018 (وال) – تشهد الأسواق التجارية والمكتبات والقرطاسيات المدرسية هذه الأيام كسادًا ملحوظًا، وفقًا لبائعين ومتسوقين، على غير العادة بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
وأكد أصحاب القرطاسيات في مدينة المرج ومسؤلو المبيعات ، وجود حالة من الكساد في بيع مستلزمات العودة إلى المدارس خلال الفترة الحالية، مقارنة بالفترة الموازية لها من الأعوام الماضية.
وعزا أصحاب القرطاسيات تراجع مستوى الإقبال على شراء الأدوات المدرسية إلى إنهاك الكثيرين ماليًّا، مع استمرار الأزمة الاقتصادية ، فضلًا عن إعلان النقابة العامة للمعلمين الدخول فى اعتصام المعلمين لحين تلبية مطالبهم المشروعة.
وخلال جولة أجرتها ــ وكالة الأنباء الليبية ــ في عدد من محال بيع المستلزمات المدرسية والقرطاسيات ،استطلعت فيه آراء مسؤلي المبيعات وأهالي الطلاب حول الأسعار وإقبال المستهلك وتوجهت للمسؤلين لبيان التالي:
تردي الحالة الاقتصادية وغياب السيولة النقدية
يرى المواطن خليفة نوح الشيخي أب لخمسة أبناء من مدينة توكرة:أن كساد الأسواق التجارية والمكتبات والقرطاسيات المدرسية هذه الأيام راجع لعدم توفير السيولة النقدية بالمصارف التجارية، فالمواطن لم يتقاض أي عملة نقدية منذ عيد الأضحى المبارك.
وأوضح الشيخي أن تتابع المواسم الشرائية قد أنهك ميزانية الأسر، إذ لم تعد تتحمل غلاء الأسعار، خصوصًا أن آخر قيمة مُنحت للمواطن تزامنت مع عيد الأضخى المبارك وهى خمسمائة دينار ليبي، ولم تكن كافية بالمقارنة بالالتزامات في فترة عيد الأضحى، وما شهدناه من مصروفات إضافية.
اعتصام المعلمين أثر بالسلب على القوة الشرائية
ويقول البائع عبد المالك اسويلم إن إعلان النقابة العامة للمعلمين الدخول في اعتصام للمطالبة بحقوقهم المشروعة، قد أثر بالسلب على الحركة داخل الأسواق المحلية ،فقد شهدت الأسواق حركة طفيفة قبيل إعلان النقابة تأجيل الدراسة حتى نوفمبر القادم.
وبين أن نسبة المبيعات قد تراجعت فور تعميم النقابة العامة ، وعزا ضعف الإقبال من طرف المواطنين لرغبتهم في تأجيل الدراسة “لأسباب اقتصادية”
ومن جهتها، أكدت الناطق باسم النقابة العامة لمعلمي ليبيا نجاح العسبلى لـ (وال): إن النقابة مستمرة في اعتصامها لحين تلبية مطالب المعلمين المشروعة، وأكدت أن الدراسة لن تستأنف لحين تحسين ظروف المعلم.
وأضاف مسؤول قطاع التعليم بمدينة المرج صالح العيش إن المؤسسات التعليمية قد باشرت في مراسم العودة للدراسة وفق الكتاب الصادر من الوزارة، ومن المزمع أن تعمل كافة المؤسسات العامة والخاصة بمدينة المرج في مطلع الأسبوع المقبل بكامل قدراتها تطبيقًا لتعليمات وزارة التعليم بالحكومة المؤقتة.
العودة للدراسة هاجسًا لمحدودي الدخل
ويرى عياد فرج محمد من منطقة العويلية، وهو أب لطفلين، أن أسعار مستلزمات المدارس والملابس والقرطاسية مرتفعة ، وأن العودة إلى الدراسة قد أصبحت تمثل هاجسًا مخيفًا لكثير من الأسر، خصوصًا ذات الدخل المتوسط والمتدني، بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الطلبة الدراسية.
وذكر عياد أن سعر الحقيبة المدرسية المتوسطة الجودة وصل لخمسين دينارًا، فيما وصل في بعض الأنواع إلى مائة وعشرين دينارًا، إضافة إلى أسعار الزي المدرسي، بجانب الأحذية، والمستلزمات الأخرى، وسعر الأقلام (1 _ 3 دنانير ).
وأوضح عياد أن مستلزمات كل طالب بمفرده تصل إلى 500 دينار ليبى على الأقل، وهو ما يشكل عبئًا ماليًّا ضاغطًا إذا أضيفت إليه الرسوم الدراسية بالقطاع الخاص، مطالبًا بضرورة زيادة الرقابة على الأسعار، لمنع جشع التجار واستغلالهم الفرص.
وأشارت (أم أحمد )، وهي أم لأربعة طلاب في مراحل دراسية مختلفة بمدينة طلميثة، إلى أن كلفة شراء مستلزمات العودة إلى المدارس تبلغ في المتوسط 300 دينار لكل طالب، موزعة على الحقيبة المدرسية والقرطاسية ولا تتضمن الزي المدرسي والحذاء، مضيفة أن القيمة المالية تزداد في حال وجود أبناء كبار، خصوصًا في المرحلة الثانوية.
ويؤكد سراج صالح عامل داخل إحدى المكتبات بمدينة المرج: أن العوامل الاقتصادية الراهنة قد أثقلت كاهل المواطن، ويبرهن أن بعض المواطنين المُقربين له لم يتمكنوا من التجهيز للعام الدراسي حتى الآن، منتظرين صرف مرتباتهم لشهر سبتمبر الماضي من الدولة قائلًا ” معظم محدودي الدخل لم يتمكنوا من استقبال العام الدراسي وفي انتظار الفرج المنتظر”.
من جهته، أكد خالد اسويلم، وهو عامل لدى مكتبة في المرج أن أسعار القرطاسية ولوازم المدارس كالحقائب المدرسية وغيرها لم تزد إلا بنسبة طفيفة مع اقتراب المدارس مقارنة بأسعارها السابقة.
وأكمل أن الطالب في مرحلة الابتدائية على سبيل المثال يمكنه توفير ما يلزم له بمتوسط السبعين دينارًا ليبيًّا بجودة مناسبة ومستلزمات تكفي الطالب لشهرين على الأقل، وأشار إلى أنهم يوفرون كامل الإحتياجات وبأسعار متفاوتة بحسب الجودة.
ومن جهته، قال مسؤول بجهاز الحرس البلدي المرج جلال الدرسي إنهم لم يتخذوا أي خطوات إجرائية إزاء أي ارتفاع في الأسعار، مبينًا أنهم جهة ضبطية تتحرك وفق إخطار من المواطن، وذلك لم يحدث حتى الآن، متعهدًا بصفته مأمور ضبط قضائي أنهم في خدمة المواطن لتنفيذ السياسيات، الرامية إلى حماية المستهلك، بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة.
وفي السياق ذاته، ذكرت مدير مدرسة عمر بن الخطاب فترة ما بعد الظهيرة بمدينة الأبيار سالمين بو ميار أنهم يدركون جيدًا الظروف الراهنة وطبقًا لتعليمات الوزارة بعدم التشديد على الطلاب أو منع الطالب من الحضور من دون الكراسات والحقيبة وغيرها من الأدوات أو الزي المدرسي فهم يتعاملون بحذر شديد مع الطلاب.
وتعجبت بو ميار من غياب دور المؤسسات الأهلية المعنية بالطفل بكونها تترأس أيضا منظمة لرعاية الأطفال وكفالة اليتيم ببلدية الأبيار وضواحيها وتكفل قرابة 900 طفل، من عدم تواصل تتواصل المنظمات المختصة المحلية أو الدولية كاليونيسيف وغيرها معها، على غرار باقي المدن الأخرى التي شهدت مساعدات إنسانية لمحدودي الدخل بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي. (وال – المرج) أ ف / هــ ع