واشنطن 10 أكتوبر 2018 (وال) – قالت مجلة (The NATIONAL INTEREST) الأميركية إن ليبيا قد توفر الملاذ الآمن لصعود نسخة مستحدثة من تنظيم داعش قد تكون أكثر خطورة من التنظيم الحالي، مرجعة ذلك إلى انتشار الأسحلة واستمرار الفوضى وغياب سلطة السيادية في البلد.
وأضافت المجلة الأميركية، في تقرير الإثنين الماضي، أن الوضع الحالي في ليبيا قد يكون فرصة لنمو أحد فروع تنظيم داعش الإرهابي ،على الرغم من أنه منهار حالياًّ، متوقعة أن يصبح أكثر فتكًا وقدرةً ،على شنّ عمليات أكثر تأثير ممّا كان عليه تنظيم «داعش» نفسه في ذروة نشاطه في العام 2015.
وتابعت أنه مع وجود جماعات وأفراد تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في جميع أنحاء العالم، فهناك وفرة في الجماعات التي تتنافس لتحلّ محل التنظيم الأصلي لتكون أخطر جماعة إرهابية في العالم.
ورأت المجلة أنه توجد عوامل من شأنها أن تؤجِّج صعود جماعة جديدة على غرار تنظيم «داعش»، من بينها الضعف النسبي لقوات الأمن في المنطقة، حيث ينشط الإرهابيون، لذا يصعب تمييز أي جماعة قد تمثل التهديد الكبير المقبل، فضلاً عن أن قياس حجم التهديد سيتطلب فهماً عن كثب لقدرات تلك الجماعات، وإلى أي درجة تتوفر الملاذات الآمنة لها، والسهولة النسبية التي يمكن بها للجماعة تجديد مواردها.
وضربت المجلة مثلاً على ذلك بصعود تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، وقالت إنه يوفر مخططًا تفصيليًّا لكيفية صعود الفصيل المهيمن المقبل لتنظيم «داعش».
وأشارت إلى أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب أتى بعد قرابة عقد من طرد تنظيم القاعدة الأصلي بقيادة بن لادن من أفغانستان، وأُجبر على تحمل سنوات من حملة قاسية ومتواصلة لمكافحة الإرهاب تقودها الولايات المتحدة.
هذا وتشكَّل فرع التنظيم في جزيرة العرب من شبكات سعودية ويمنية في عام 2009، واستخدم علاقاته بقيادة تنظيم «القاعدة» الأصلي كأداة تجنيد لإقناع الجهاديين بالانضمام إلى صفوفه، وصعد التنظيم الجديد مكوَّنًا من نحو ستة تقريبًا من التابعين لتنظيم «القاعدة» ليصبح أكثر جماعة عازمة على شن هجمات على الغرب، وفق المجلة الأميركية.
ووفق المجلة، فمن شأن العوامل المعروفة التي أدت إلى نجاح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن تساعد في تحديد الظروف التي قد تمكن أحد أفرع تنظيم «داعش» من تحقيق موطئ خطير على نفس قدم المساواة.
وذكر التقرير أن الوضع في ليبيا يوفر الوضع الأقرب المماثل للبيئة التي سهّلت صعود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الفترة بين العامين 2009 و2015.
وفي ذات السياق، قال أستاذ العلوم السياسية وكاتب التقرير كولين كلارك، إنه من نواحٍ عدة قد تكون لدى ليبيا الإمكانية لتصبح الملاذ الأكثر خطورة للجماعة في المستقبل القريب.
وأضاف إن البلد تنتشر بها الأسلحة، ولا توجد حكومة معتَرف بها للتحدّث باسمها، ولا سلطة سيادية، وتمثل نقطة محورية للجهاديين من كل البقاع، وتقع بالكاد على بعد 200 كلم من أوروبا.
وأضاف الكاتب أنه في حين أن عدد المقاتلين المرتبطين بتنظيم «داعش» في ليبيا يعتقد أنه بالمئات، فقد جرى ربط فرع تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا بعمليتين كبيرتين نفذتا في أوروبا ،هما ذلك هجوم برلين في العام 2016 وهجوم مانشستر في بريطانيا في العام 2017.
وأردف أن ليبيا تظل في حالة دائمة من الفوضى، حيث يتقاتل عديد الجهاديين، ويبدلون ولاءاتهم ويتعاونون أحيانًا مع بعضهم البعض، معتبرًا أن الأمر الأكثر بعثًا للقلق ؛هو أن تنظيم «داعش» الإرهابي يحافظ على كيانات متخصصة في ليبيا بما في ذلك ما يُعرف باسم «لواء الصحراء» و«مكتب الحدود والهجرة» المسؤول عن العمليات الخارجية واللوجستيات والتجنيد.
ورأى الكاتب في تقريره أن منع صعود جماعة جديدة لتنظيم «داعش» في ليبيا يتطلب بذل جهد لمراقبة التطورات على الأرض والعمل مع الدول الشريكة في أوروبا التي تمتلك معلومات استخباراتية مفصلة عن تطور الجماعة.
واعتبر أن الخطر المنبثق من ليبيا أكثر بكثير من مجرد تنظيم داعش، بل إنه يتعلّق باجتماع مخاطر محتملة تلتحم لتجعل ليبيا نوعًا من الملاذ الآمن الذي وفره اليمن لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أثناء ذروة نشاطه. (وال – واشنطن) ب ع / هــ ع