بنغازي 19 أكتوبر 2018 (وال) – على خلاف معظم المقابر التاريخية، وبالذات تلك التي كانت مزارًا في الأعياد والمناسبات في فترة سابقة، يرقد جثمان الفقيه “حمد يوسف محمد بوزريدة اغريبيل العقوري”، بعيدًا عن الأضواء على ضفاف شاطئ البحر شرق مدينة بنغازي، وتحديدًا بمنطقة رأس المنقار على رأس تبة مرتفعة لا أسوار عالية عليها لتفصل الفقيه بين عالم الموتى وعالم الأحياء كما جرت العادة ببعض الأضرحة.
قيمة تاريخية
في حديثه معنا وهو يصعد قمة التل يؤكد الحفيد التاسع للفقيه الحاج محمد بوزريدة إن القبر واحد من أهم المعالم التاريخية في مدينة بنغازى، وشاهد من شواهد العصر لكونه ذا قيمة اجتماعية لمكون قبيلة العواقير ومدينة بنغازي.
وأشار إلى أن الفقيه قد عُرف “بحمد المنقار” وربما يرجع سبب تسمية رأس المنقار له بحسب قوله، من هو “حمد المنقار”: هو محمد الناصف بن يوسف شايب الذرعان بن محمد بن على بن محمد بن يوسف بن حسين ابسيطة بن اغريبيل بن حبيب بن موسى لابح بن جبريل بن عقار بن برغوث بن ذيب بنغازى، وبحسب الأقوال المتواردة إنه عُرف بحسن الخصال وعرف بالتصوف، وتتلمذ بزاوية سيدي اخربيش بمدينة بنغازي، وعاش حيث يرقد جثمانه الآن في غرفة داخل الصخر على التبة ذاتها وانتقل لرحمة الله فى عام 1680 ميلادي.
استنكار
استهجنت عائلة اغريبيل في حديثها لوكالة الأنباء الليبية العبث بقبر الفقيه كون ذلك مخالفًا للشرع، مؤكدين أنهم في حال اقتضت المصلحة العامة إزالة القبر فهم على استعداد بالتنسيق مع الجهات المختصة لإزالة المرقد بحسب الطرق الشرعية، واستنكروا عبث ثلة من المجهولين بالقبر في عام 2012 ميلادي وهو ما أثار حفيظتهم، وبينوا أنهم قد جمعوا عظام الفقيه وسارعوا بترميم القبر.
وأكدت العائلة أن القبر لا يمثل إلا تاريخًا للفقيه فقط، وإرث اجتماعي لهم، وهم بذلك غير عازمين على إنشاء ضريح للفقيه.
مناشدة
وناشدت عائلة اغريبيل المخُتصين في الهيأة العامة للآثار بضرورة البحث والتحري عن مثل هذه الشخصيات بكونها تاريخًا معاصرًا لليبيا، ومع الوقت قد تندثر أية معلومات تفيد عن هذا التاريخ الحديث، داعين الجهات البحثية المختصة من المعاهد والجامعات لدراسة التاريخ المعاصر. (وال – بنغازي) أ ف / س ع / ع ع