بنغازي 21 أكتوبر 2018 (وال)- لاشك أن الجميع يعرف جيداً من هو “مروان بوغويلة” ذاك الاسم الذي برز كثيراً في عالم كرة السلة لاعباً ومدرباً، ولا يختلف اثنين على أنه أحد أفضل لاعبي “الباسكت” في ليبيا، وذلك من خلال تلك العروض التي قدمها مع فريقي النصر والأهلي بنغازي .
درجات الحلم الجميل
بوغويلة البالغ من العمر “40 عاماً”، وصاحب المؤهل العلمي هندسة برمجات، برمج حياته وإيقوناته منذ الوهلة الأولى مع النصر موسم 88، مع الفئات العمرية الصغرى، وعند بلوغ سن الـ 18 بلغ أولى درجات الحلم الجميل ، بخوضه أول مباراة مع الفريق الأول آن ذاك وكانت أمام الهلال موسم 96 ، ومنها أطلق العنان ، وبدأت حكاية وقصة بوغويلة الفنان .
صاحب المركزين ” 2 ” و ” 3 ” هو نموذج للاعب المتكامل ،لعباً وخُلقاً ومدرباً ومربياً في آن واحدٍ، لعب السلة ، وأخلص لفريقه النصر فأبدع، ونال رضا الجميع وتفوق بامتياز، بل زيّن مسيرته بالعديد من الانجازات، راسماً حلماً جميلاً لتلك الجماهير التي علقت عليه آمال كبيرة .
وبعد ذلك التألق بشماله البارعة، وثلاثياته القاتلة، وعطائه اللامحدود، ولم يقرر الانخراط في عالم التدريب، لكن حدث ما حدث من إدارة اللعبة، بنادي النصر التي أغلقت أمامها كافة منافذ التعاقد مع مدرب للفريق الأول غير ليبي، فلجأت حينها إلى مروان بوغويلة، ليكون ربّان السفينة النصراوية .
كتابة فصل جديد
الموهوب بوغويلة سطعت نجوميته في سماء السلة الليبية؛ كلاعب دون توصية من أحد، إلا أن الابن البار للنصر قرّر صنع نفسه كمدرب واستغلال أبسط الفرص، لاسيما وأن ذلك الاستغلال نقشه بأحرف من ذهب، كاتباً فصلاً جديداً في حياته عنوانه “تذوق طعم البطولات” كمدرباً للتيم .
فور تقديم أوراق اعتماده كلاعب للنصر، ومنها كمدرب، رافعاً معها شعار الوفاء، إلا أنه الآن نجده يغرد خارج السرب ..!، من كان رجل المهمات الصعبة، وشخص يأتوا به أثناء الأزمات ..!، واليوم في خبر كان، وتجاهل ونسيان، بل نقول طالته أيادي تستعمل سياسة طمس الحقائق والتاريخ، ونكران الجميل وتريده أن يغوص في مسبح طي النسيان ..
رفيق المدرجات
من كان جالساً يوماً من الأيام كمدربٍ أو مساعدٍ له على دكت البدلاء، وجد نفسه الآن رفيق المدرجات، ويعيش حالة من الإهمال يُمارس عليه بتفنن وإتقان، تلك الأيادي المرتعشة في القرارات الواضحة في طمس الشخصيات، تناست تاريخ تزينت به خزائن النادي، لاسيما وأنه كان نصيب الأسد فيها ” لـ بوغويلة ” فنان الثلاثيات .
رغم التغريد خارج السرب النصراوي والتناسي، إلا أن التاريخ دائماً ما يكون منصفاً للأبطال وواضعاً أصحاب الأيادي المرتعشة في موقف التسلل، وبالعودة لمن ظلمه ناديه ،ودحرته إدارة لعبته بعيداً عن أروقة القاعة المغطاة التي تعلم فيها أساسيات اللعبة، لنجده محملاً بالبطولا ، وصاعد إلى منصة التتويج في أكثر من مناسبة .
تجاهل متعمد
“مروان بوغويلة” تم تجاهله عمداً من قبل كل من هو مقيد بالسلة النصراوية، غاضين بصرهم عن تتويجاته كلاعب ومدرب، والتي تُعد وسام شرف على صدر كل نصراوي أصيل ذاكراً هذا الجميل، حيث توج النجم كلاعب ببطولة الدوري الليبي مع النصر موسمي 2007 – 2009، ونال أيضاً مع النصر كأس ليبيا 2009، بالإضافة إلى كأس السوبر في ذات الموسم .
وعطاء بوغويلة لم يتوقف بعد، حتى عندما رحل إلى الغريم التقليدي الأهلي في موسم 2010، نال وتوج مروان بوغويلة كأس السوبر مع الأهلي، وكذلك توج ببطولة بنغازي الدولية لكرة السلة، ناهيك على أنه سجل اسمه مع الأهلي، لكونه أحد الأسماء التي توجت بالبطولة العربية لكرة السلة عام 2012 في نسختها الـ 25 .
مغامرة التدريب
أتسع العطاء عندما استنجدت به إدارة اللعبة، ليخوض مغامرة التدريب، وفي أول موسم والذي كان عام 2016، نجح كمدربٍ في تحقيق بطولة ليبيا لفئة الأشبال، واستطاع نيل كأس السوبر مع الفريق الأول للنصر كمدربٍ في مناسبتين 2016- 2017، وتمكن كمساعد مدرب من تحقيق بطولة الدوري 2016 – 2017 والكأس مع النصر .
الموهبة الفذة ، التي عرفتها الجماهير الرياضية بنجوميتها وتألقها، لم تتوقف إلى هذا الحد فحسب من التتويجات، حيث استدعي للمنتخب الوطني الليبي في أكثر من مناسبة، وكان أحد عناصر لاعبيه المتوجين بالقلادة البرنزية للألعاب العربية التي أقيمت بالجزائر عام 2004، في تلك المباراة الشهيرة التي كانت أمام المنتخب القطري بقيادة المدرب الأمريكي ستيرلنغ . (وال – بنغازي ) س أ/ ر ت