بنغازي 29 أكتوبر 2018 (وال) – مواكبةً لتطور الأحداث التي تمرّ بها ليبيا منذ بداية ثورة 17 فبراير 2018م ، حتى تاريخ هذا البيان خلال هذه الحقبة السوداء ، من تاريخ البلاد وما ساد فيها من فساد وقتل ودمار ونهب للمال العام ، حتى أصبح فيها القاتل يكرّم بتولي المناصب العامة والسارق يُشيّد العمارات والقصور جهاراً نهاراً دون حياء أو خوف، فقد غابت هيبة الدولة وعُطّلت قوة القانون وعلا صوت السلاح والفوضى وعاث شذاذ الآفاق في البلاد فساداً وأصبح المواطن البسيط مغلوباً على أمره ، عاجزً عن توفير الحياة الكريمة له ولأولاده بينما دواعش المال العام وعُبّاد السلطة يرفلون في ثياب الأمراء، ويعيشون حياة السلاطين وانقسمت البلاد فأصبحت هناك حكومة شرعية في الشرق لا يعترف بها العالم ، وحكومة غير شرعية في الغرب يعترف بها العالم ، ومجلس نواب شرعي في الشرق، ومجلس نواب غير شرعي في الغرب ، موجود بقوة الأمر الواقع واستفحل الأمر حتى تم تعيين أحد المتّهمين باغتيال قائد الجيش الليبي لثورة 17 فبراير 2011م اللواء الركن / عبد الفتاح يونس العبيدي ، وزيراً للاقتصاد في حكومة السراج التي تحميها المليشيات المؤدلجة المدعومة من حكومتي قطر وتركيا ، وكأنهم يكرمونه على اغتيال اللواء ، لما أصبح واضحاً وجليّاً أن تلك المليشيات ، كان في مخططها إنهاء الجيش الليبي وذلك من خلال مسلسل اغتيالات ضباط وجنود الجيش فيما بعد.
ولما كان تعيين المتهم باغتيال القائد العسكري لثورة 17 فبراير 2011م المدعو / علي العيساوي وزيراً في حكومة السراج ومباركة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لهذا التعيين قد أثار حفيظة كافة قبائل برقة ، لما فيه من استفزاز مقصود ، فقد اجتمعت هذه القبائل بمدينة طبرق المجاهدة وأصّدرت هذا البيان متضمّناً ما يلي :
- أولاً : إن قبائل برقة ترفض وتستنكر بشدة، تعيين المتهم باغتيال اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي المدعو علي العيساوي وزيراً في حكومة السراج ، وإن كنّا نعرف أن حكومة السراج غير شرعية وغير معترف بها في برقة إلا أننا نرى ما قامت به ما هو إلا لإذكاء نار الفتنة وعلى المتهم علي العيساوي ، أن يحترم برقة وقبائلها ويستقيل حتى تثبت براءته قضائياً ويصفى وضعه اجتماعياً مع قبيلة العبيدات.
- ثانياً : نعلن تأييدنا لمجلس النواب باعتباره الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد ونثمّن ما قام به وما قدمه من إنجازات وطنيّة مهمة في بدايته تمثلت في إصدار قانون محاربة الإرهاب وإلغاء قانون العزل السياسي وإصدار قانون العفو العام والوقوف بقوة مع بناء الجيش الوطني الليبي وتكليف قيادة عامة له ودعمه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، والوقوف في وجه أعداء الوطن الذين ما فتئوا يحاربون هذا المجلس بشتى الطرق، حتى جعلوه منقسماً على نفسه عاجزاً حتى على عقد جلسة كاملة النصاب ، ومن ثم نطالبه بضرورة سرعة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية أصبحت البلاد في أمس الحاجة إليها وهي تبدي ارتياحها للتصريحات الأخيرة لسيادة المستشار بالتنسيق الكامل مع المشير.
- ثالثاً : نعلن تأييدنا ووقوفنا بقوّة مع جيشنا الوطني الليبي جيش كل الليبيين حامي حمى الوطن وحامي الشرعية فيه ، فلا وطن ولا شرعية بدون جيش وطني يحميها ، ولا جيش بدون وطن وشرعية تحميه ونثمّن عالياً ما قام به جيشنا البطل من انتصارات عظيمة في محاربته للإرهاب.
- رابعاً : إن ثورة 17 فبراير 2011م ما قامت وسقط فيها آلاف الشهداء من الشعب الليبي إلا لإلغاء حكم الفرد وقيام الديمقراطية الحقيقية متمثلة في صناديق الاقتراع واحترام إرادة الشعب وقيام دولة المؤسسات والقانون.
- خامساً : تتمسك قبائل برقة بثوابتها المتمثلة في حقوقها السياسية والاقتصادية ، وعدالة توزيع الثروة والسلطة ، وتمدّ أيديها لكافة تركيبات وكيانات وقبائل غرب البلاد وجنوبها، لنكون يدّاً واحدة تنبذ الإرهاب ونسعى لبناء دولة الدستور والقانون والمؤسسات والفصل بين السلطات تحت سلطة مدنية وطنية منتخبة يحدد الدستور اختصاصاتها ومدة ولايتها ، وتمثّل كل الليبيين وتعطيهم حقّهم في العيش الكريم دون إقصاء أو تهميش، وهي تدعو في هذا الاجتماع لسرعة تشكيل مجلس سياسي يمثل خطاباً سياسياً لوحدة إقليم برقة.
- سادساً : إن قبائل برقة وهي تجتمع اليوم ، تدين وتستنكر بشدة ما جاء في بعض مظاهرات بنغازي التي حصلت أمام فندق “تيبستي” والتي تهدف لتشويه مقصودٍ لبعض الرموز الوطنية ، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب وحتى وإن كنا مع حرية الرأي العام إلا أن المطالبة بالحق يجب أن تكون وفق القانون والآداب العامة ،ونعتبر ما حصل عملاً غوغائياً غير مسؤول ومنبوذ ومشبوه لما ينطوي عليه من إشعال نار الفتنة التي قد تحرق الجميع ونحن لا نسمح بها أبداً.
- سابعاً : إن وسائل الإعلام ما وُجدت إلا لتوعية الناس وإرشادهم لما فيه صالح الوطن من عدمه، وجمعهم على كلمة سواء لبناء بلادهم غير إننا للأسف الشديد نسمع في وسائل إعلاما غرباناً ناعقة تنعق بخراب الوطن وإثارة الفتنة وعدم المسؤولية وعليه فإننا نطالب المسؤولين في مجلس النواب والحكومة المؤقتة، بالانتباه لهذا الأمر وقطع دابر الأصوات المأجورة وتحمل مسؤولياتها المنوطة بها.
- ثامناً : إننا نحن قبائل برقة المجتمعون في مدينة طبرق المجاهدة، لمؤازرة قبيلة العبيدات التي هي جزء لا يتجزأ منا ومن نسيجنا الاجتماعي نؤكد أن الشهيد البطل اللواء عبد الفتاح يونس ليس لقبيلة العبيدات، وحدها بل هو لنا جميعاً ورمزاً لكلّ الأحرار في ليبيا وهو القائد العسكري لثورة 17 فبراير 2011م ورئيس أركان الجيش الليبي ونوثق هنا أنه رغم فاجعة اغتياله إلا أن قبيلة العبيدات بفضل حكمائها ، أثبتت أنها أكبر من كلّ حدث مهما بلغت جسامته فلم تثنها الفاجعة عن الاستمرار في مؤازرة الثورة، وإكمال المشوار الذي بدأه الشهيد وهو موقف يُحسب لها ويجب أن يسجّله التاريخ. (وال – طبرق)