بنغازي 28 نوفمبر 2018 (وال) – تشهد مدينة بنغازي تكدّس النفايات وانتشارا لمخلفات الحروب في شوارعها، وتهدد هذه الظاهرة في بادئ الأمر الأشخاص الذين يقومون بجمعها، ومن ثم عامة الناس ،خاصة عندما تتجمع وتتراكم في منطقة معينة.
وأوضحت دراسات علمية ،أن لانتشار النّفايات مخاطر صحيّة عدة تهدد حياة جميع المخلوقات ،ففي حال تكدّس النّفايات فإنه قد يكون من الصعب حصر أضرارها؛ وذلك نتيجة لجذب هذه النفايات للذباب والحشرات والفئران، والتي جميعها قد تنقل الجراثيم للإنسان والنبات والحيوان .
في حوار له مع وكالة الأنباء الليبية، كشف مدير إدارة البيئة الصحية “حسن عبد الجليل” إنّ احتمالية حدوث كارثة بيئية باتت وشيكة، وأن حادثة نفوق دولفين في حديقة تيبستي اليوم كان نتيجة تسمم البحيرة، التي وجد فيها قبل أيام، وهي أولى بوادر الكارثة. .
وحذّر “عبد الجليل” من مغبة استمرار تجاهل المشاكل البيئية، وتبعات هذا التجاهل على مستقبل البيئة من حولنا .
وتابع “عبد الجليل” أن ثقافة المجتمع في التعامل مع النفايات بكافة أنواعها ،هي المعضلة الرئيسية في تلوث البيئة ، حيث ما يزال الناس يقومون بإلقاء نفاياتهم هنا وهناك، على أمل أن تختفي بشكل أو بآخر، إلا أن تلك النفايات لا تتلاشى، وإنما تصبح موادًا فتاكة .
وأوضح “عبد الجليل”أن تبعات الأضرار بالبيئة ،لا يعاني منها البشر فقط، وإنما تعاني منها جميع الكائنات الحية.
وعن حادثة نفوق الدولفين متسمما، في بحيرة حديقة تيبستي ،حمل مدير إدارة حماية البيئة مسؤولية الحادثة لفرع حماية البيئة في بنغازي ،نتيجة عدم إخراج الدولفين من البحيرة فور وصوله ومساعدته وإعادته لبيئته الطبعية .
وأرجع “عبد الجليل” هذا الإهمال إلى المعاناة التي تعوق عمل جهاز حماية البيئة، والمتمثَّلة في انعدام الإمكانيات، مشيرًا إلى أن نفوق أكثر من (7) دلافين في منطقة الجبل الأخضر في الفترة القريبة الماضية .
وتابع أن ثقافة المجتمع ،تحول دون قيام حماية البيئة بمهامه المنوط بها ،فتشهد مدن عديدة في البلاد صيدا جائرا للطيور والحيوانات البرية والسلاحف البحرية ،واستلاء وتدمير للغابات والأراضي الزراعية .
وأوضح “عبد الجليل” أن حماية البيئة يتحفظ على الكثير من المحاضر بهذا الخصوص، غير أن انعدام التنفيذ وعدم وجود جهاز للقبض ترجع تبعيته لحماية البيئة ،حال دون النظر في هذه المحاضر.
هذا واستيقظ أهل بنغازي صباح اليوم على خبر نفوق الدولفين، الذي وجد قبل أيام في بحيرة تيبستي ،وتضاربت الأنباء عن أسباب موته بين تلوث البحيرة، أو قتله من قبل أحد الصيادين، أو بسبب مشاجرة بين مجموعة من الشبان لنيله غير أن رئيس قسم الإنتاج البحري للثروة البحرية المهندس “جمال الشعافي” أكّد في تصريح سابق لوكالة الأنباء الليبية ،أن نفوق الدولفين جاء بسبب اختناق وتسمم البحيرة التي وجد فيها (وال – بنغازي) ب ف/ ع ع