بنغازي 29 ديسمبر 2018 (وال)- كشفت حادثة موت الشاب الليبي المغترب أكرم المشاي ” 26 عام” في مالطا بعد سقوطه من أحد المباني التي كان يعمل على ترميمها كشفت عن معاناة الليبيين المغتربين في دول العالم المختلفة.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه المشاي متمسكا بحبل إنقاذ كان قد أنجده به شخص آخر يظهر في الفيديو على سطح المبنى، غير أن محاولة الإنقاذ هذه باءت بالفشل وأفضت إلى موت المشاي بعد انفلات الحبل من بين يديه بسبب اختلال توازنه وسقوطه عن ارتفاع يصل إلى 40 متر تقريبا بحسب ماتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا الصدد أعرب عديد من المغتربين الذين غادروا البلاد عن أسفهم عمّا آلت إليه الأوضاع في بلادهم مما نتج عنها اغترابهم بعد أن ضاقت بهم سبل العيش واستحالة الحياة في موطنهم الأصلي بحسب تعبيرهم، واتفق المغتربون أن الظلم الذي وقع على الليبيين أحدث نفورًا كبيرًا لوطنهم وأحدث انقلابًا كبيرًا في كثير من المفاهيم والقيم السامية والوطنية عند بعض الناس مع انعدام معرفة السبب هل هو اجتماعي أم نفسي بسبب الظروف؟ أو الصراعات المستمرة في البلاد؟
من جهته وصف الدكتور في بيولوجيا الجزيئات والتقنية الحيوية الباحث بجامعة شيفليد الواقعة في المملكة المتحدة، أشرف البرغثي، في حوار له مع وكالة الأنباء الليبية أوضاع الليبيين المغتربين بالكارثية، وقال إن كثيرًا من المواطنين الموجودين في ليبيا يجانبهم الصواب في نظرتهم للمغتربين خارجها.
وأوضح أن ظروف الحياة في الغربة تضطرهم إلى امتهان أعمال لم يعتادوها في موطنهم الأم.
وأشار البرغثي إلى أن مأساة الغربة تخرج الليبيين عن جذورهم وأنفتهم التي تربو عليها فتجد النساء تفترش الأرصفة لبيع المأكولات الشعبية وشباب آخرين يمتهنون تنظيف زجاج السيارات أو جلي الصحون في مطاعم الفنادق.
وتابع البرغثي أن معاناة الغربة غير مقتصرة على من أجبره الزمان عليها فقط بل إنها تطال من ترك البلاد لغرض الدراسة مستندا على بعثة من الدولة إذ يعانون من انقطاع المنحة بين الفترة والأخرى ويحملون على عاتقهم مصاريفهم ومصاريف عائلاتهم المرافقة لهم وكثير منهم يمتهن المهن المذكورة أعلاه لسد هذه المصاريف وضمان استمرار دراستهم.
وأشار البرغثي إلى أن بعض المغتربين يلجأون إلى الزواج من أجنبيات بدون البحث في خلفيتهن التاريخية أو الدينية قاصدين بذلك الحصول على الجنسية وتسهيل أمور الحياة في البلد الموجودين به.
يشار إلى إن آلاف الليبيين غادروا موطنهم في السنوات السبع الماضية على خلفيات سياسية واقتصادية وأخرى لغرض التعليم. (وال – بنغازي) ب ف/ س ع