تازربو 29 نوفمبر 2018 ( وال ) – كشف معالي وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف الأربعاء أن أعضاء تنظيم داعش الإرهابي الذين هاجموا بلدية تازربو خلال الأيام القليلة الماضية تسللوا للبلدية في شكل أفراد يرتدون زي الجيش ويستقلون سيارات مموهة، محذرا من الأساليب الجديدة للتنظيم الإرهابي في المكر والخداع.
وبحسب مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أن معالي وزير الداخلية وصل الأربعاء بلدية تازربو أول مسؤول رفيع يصل إلى المنطقة، وقال معاليه إن التنظيم الإرهابي توجه فور دخوله للبلدية إلى منزل مدير أمن تازربو وطرق بابه وسأل أفراد أسرته عن مكان وجوده حينما لم يجده في البيت.
الحكومة المؤقتة لن تتوانى عن تقديم كامل الدعم للبلدية وكامل مناطق الجنوب
وأوضح أن ابن السيد مدير أمن تازربو وشقيقه انخدعا بمظهر هؤلاء الإرهابيين وظنوا أنهم جيش فركبوا معهم في إحدى السيارات للانتقال إلى بيت عائلة مدير الأمن، إلا أنهما اختُطفا بهذا الاستدراج الماكر.
وأشار إلى أن المهاجمين حينما توجهوا إلى مركز شرطة المدينة وسألوا عن السيد مدير الأمن تنبه إليهم الضابط الموجود في المركز وقال بصوت عالٍ لرفاقه من أفراد الأمن “الجهاد .. الجهاد .. هؤلاء دواعش وليسوا جيشا” لافتا إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب هذا النداء استشهد على إثرها الضابط ورفاقه واثنان من الموقوفين بالمركز.
وقال معالي المستشار إبراهيم بوشناف إن أفراد الأمن قاتلوا ببسالة حتى تمكنوا من إجبار المهاجمين على الفرار وترك سيارة محملة بالعتاد أمام المركز.
وأضاف أن أهل المنطقة بأكملها استنفروا للدفاع عن أنفسهم وطاردوا الإرهابيين حتى بلغوا لمنطقة جبال الهروج وقتلوا منهم عددًا كبيرًا وغنموا سيارة أخرى عثر فييها على هويات أفارقة يحملون الجنسية المالية.
وترحم معاليه على هؤلاء الشهداء الذين قاتلوا ببسالة دفاعا عن وطنهم والشرف العسكري، ناقلا تعازي دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله عبدالرحمن الثني، ومقدما باسم الحكومة المؤقتة تعزية مالية لأسر الشهداء.
وقال إن هذه الزيارة جاءت بناء على تنسيق مع فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وسيادة القائد العام للقوات المسلحة المشير أركان حرب خليفة حفتر، وبتعليمات دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله عبدالرحمن الثني.
وجاءت زيارة معالي وزير الداخلية للبلدية التي تعرضت لهجوم إرهابي جبان خلال الأيام الماضية وخلفت عددا من الشهداء والجرحى، وذلك لبحث الوضع الأمني للبلدية وتثبيت القوة الأمنية المرافقة له في البلدية.
ووفقا لأوامر وتعليمات معالي وزير الداخلية، فإن القوة المرافقة لمعاليه والمشكلة من مختلف وحدات وزارة الداخلية وفروع الإدارة العامة للأمن المركزي ومديريات أمن طوق تازربو، تم تثبيتها في تازربو لتعمل على تأمينها وتمشيط محيطها ومطاردة خلايا تنظيم داعش الإرهابي التي تهاجم تلك المناطق والأهداف الحيوية بها بين الحين والآخر.
وأعلن أنه منح الإذن لتدريب 300 عضو من سكان بلدية تازربو، موضحا أن مدير الأمن طلب تشكيل قوة خاصة بهم قوامها 200 عضو، إلا أن الوزارة رفعت العدد إلى 300 عضو ليتمكنوا من بسط السيطرة على تلك المنطقة وصد أي هجوم في المستقبل.
وضم وفد معالي وزير الداخلية إلى تازربو مديري أمن أجدابيا و أوجلة وجالو وعددًا من مديري الإدارات العامة بديوان وزارة الداخلية إضافة إلى السيد مدير مكتب الوزير.
وقال معالي وزير الداخلية إن استقبالا مهيبا جرى للوفد قبل المنطقة بنحو 10 كيلو متر، حيث كان في مقدمة المستقبلين السيد عميد البلدية، وآمر منطقة الكفرة العسكرية العميد بلقاسم الأبعج، وآمر الاستخبارات إضافة إلى أعيان وحكماء ونشطاء المنطقة.
وأشار إلى أن الوفد تجول في المنطقة وأجرى زيارة إلى مركز الشرطة الذي تمت مهاجمته قبل أن يجتمع أهل المنطقة مع الوفد في مأدبة غداء حضرها سيادة عضو مجلس النواب عن بلدية تازربو السيد محمد دومة.
وأوضح معاليه أن السيد مدير أمن تازربو سيجتمع بمعالي الوزير السبت في بنغازي ليستكمل كافة إمكانيات المديرية من آليات وأسلحة وإمكانيات وسيتم تزويده بعربة عليها جهاز اتصال مربوط على المدى الطويل ليكون حلقة الوصل بين الوزارة والقوة الموجودة هناك نظرا لتردي الاتصالات في المنطقة.
وأشار إلى أن المنطقة تعاني نقصا شديدًا في الخدمات، وأن البنية التحتية متهالكة جدا، فيما تعاني الطريق الرابطة بين الواحات وتازربو تصدعات على مسافات طويلة يصعب عبرها تحرك المواطنين من وإلى المدن.
وأكد معالي الوزير إلى أنه سيسعى عبر مجلس الوزراء لإنشاء مهبط خاص بالطيران في تلك المنطقة لتسهل الحركة إلى سكانها، لافتا إلى أنه مهما صرفت من أموال طائلة فإن الطريق ستهشد تصدعات لأنها تمر بخط زلازل يتسبب في تصدعها، ولن تستقيم إلا ببناء خرساني على طول 500 كيلو متر تكلف مليارات الدنانير.
وأبدى معالي وزير الداخلية ارتياحه للزيارة، قائلا إننا شاركنا أهالي تازربو في فخرهم بشهدائهم الذين يعزى فيهم أبناء الوطن الشرفاء بأكمله.
وتعهد معاليه بأن الحكومة المؤقتة ورئيسها ووزارة الداخلية لن يتوانوا عن تقديم الدعم لبلدية تازربو وكامل مناطق الجنوب الشرقي أو الغربي، وتحسين مستوى الخدمات بما يكفل رفع المعاناة عن كاهل المواطن هناك. (وال – تازربو) س ع / ع ع