درنة 02 ديسمبر 2018 (وال) – افتتحت الهيئة العامة للأوقاف ،التابعة للحكومة الليبية المؤقّتة أمس السبت، إذاعة مسموعة لنشر تعاليم الدّين الإسلامي السّمحة، والتّحذير من الأفكار الهدّامة والإرهابية المتطرّفة ومحاربتها.
وقال رئيس قسم الإعلام بإدارة الشؤون الثّقافيّة والدّعويّة في الهيئة العامة للأوقاف والشّؤون الإسلاميّة خميس إبراهيم فرج ـــ لوكالة الأنباء الليبية ــ أنّ مدينة درنة مرت إبان عهد القذافي، وفي هذا الوقت بمراحل فكرية تجذّرت في عقول البعض من الجنسين، (الذكور والإناث)، وهذه الأفكار مختلفة في توجهاتها بين أفكار ابتعدت – تفريطاً – عن العقيدة الإسلامية والأخلاق والقيم التي جاء بها الإسلام .
وتابع “فرج” أنه في المقابل توجهت أفكار أخرى وأفرطت وتعصّبت وتشدّدت، وتنطّع أصحابها في العقيدة الإسلامية ومفاهيمها السمحة، وانتكست أفهامهم فأوّلوا وحرّفوا نصوص الشّريعة ،ليطبقوها حسب أهوائهم وأهواء زعماء حركاتهم وأحزابهم وجماعاتهم، فكفّروا المسلمين شعوبا وحكّاما، ودعوا للجهاد في بلاد المسلمين، ففجّروا الأجساد، وقطعوا الرؤوس، والأعضاء بحجة إقامة الحدود، أو رِدة أصحابها وكفرهم وخروجهم عن ملّة الإسلام.
وأضاف رئيس قسم الإعلام ،بعد أن منّ الله علينا بهذا النصر العظيم، وتحررت مدينة درنة ـ بفضل الله عز وجل ـ ثم بفضل وسواعد أبطال القوات المسلحة العربية الليبية، والقوى المساندة لها، بقيادة المشير “خليفة حفتر” كان لزاما على الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية المؤقتة ، أن تقوم بتكملة واجبها الذي أنيط بها، وتحملت عبئه، من الدفاع عن عقيدة الإسلام، وتصفية روحه مما ألصقه بها أعداء الدين، من أصحاب الأفكار المنحرفة سواء بالإفراط أو التفريط.
وأكمل “فرج” أن ذلك يكون عبر وسائل الدعوة التقليدية ، كمنابر الجمعة، أو الدروس والمحاضرات والندوات، أو الوسائل المستحدثة كالمنابر الإعلامية المتعددة، والتي من بينها ” الإذاعة المسموعة ” بإدارة قسم الشؤون الثقافية والدعوية بمكتب أوقاف درنة، وقد اختير لها من الأسماء ” منهاج الصحابة ” رضي الله عنهم، على التردد (97.5 FM)، لبيان الفهم الصحيح للدين، ونصوصه الشرعية وأحكامها المترتّبة عليها دون إفراط وغلو، أو جفاء وتفريط.
وأوضح “فرج” أن دور هذه الإذاعة المسموعة هو دور دعوي ، توعوي، كالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وطرح للدين الإسلامي كما أراد الله عزّ وجلّ ، وكما أراد رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وبفهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، لا كما يريده أهل الأهواء والبدع، وأهل الانسِلاخ والتفسّخ.
وأوضح”فرج” أن ذلك يكون بما يُبثّ عبر أثيرها من مواد علمية ودروس دينية، ومحاضرات في باب العقائد والفقه والمعاملات والأخلاق، تزيل اللبس وترفع الجهل، وتنير الطريق، وتعين على مكافحة الأفكار الهدامة الوافدة إلينا من الغرب، والمناهج التكفيرية الخطيرة، وهذه المناهج التكفيرية الخطيرة، تتمثل في عدة جماعات وأحزاب ،اتخذت من مدينة درنة مركزاً لنشر أفكارها ومعتقداتها، كجماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيمي القاعدة وداعش، والجماعة الإسلامية المقاتلة.
وذكر “فرج ” أن هذه التنظيمات استقطبت أعدادًا كبيرةً من أبناء هذه المدينة، لقوا حتفهم في سوريا والعراق وليبيا ، فكانوا وقودا لحروب هذه الجماعات المتطرّفة وأفعالها الإجراميّة، وضحايا لهذه المناهج الوافدة الضالة ،من أواخر الثمانينيات إلى هذا اليوم وكل ذلك بدعم خارجي.
ونوه رئيس قسم الإعلام إلى أنه من واجب الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، التعريف بخطورة أفكار هذه التنظيمات على أبنائنا، والضرر المترتب على الانتساب إليهم، لما في ذلك من فساد عقدي، ينتج عنه ضلال في الدين، وقتل للآمنين، وإثارة للفتنة بين المؤمنين، وإشعال لفتيل الحروب في بلاد المسلمين.
وأثنى “فرج” على دور القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية في مجهوداتها العظيمة في مكافحة الإرهاب، وتأمين العباد والبلاد، وكذلك غرفة عمليات درنة على وقوفهما مع الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية وإعانتها على القيام بواجبها تجاه الدين والوطن، وإتمام هذا العمل المبارك المتمثل في إنشاء هذه الإذاعة.
وأشار إلى أن هذه الإذاعة ستكون عاملا مهما في توعية الناس والحثّ على التّمسك بدينهم ،صاحب التعاليم الوسطية السمحة، ونبذ التفرق فيه والتحزب، وانتهاج نهج مُبتَدَعٍ غير نهج الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في فهمه، والعمل به.
الجدير بالذكر، أن إذاعة منهاج الصحابة هي الذراع الأخرى في الحرب على الإرهاب والتطرّف، وتغيير أفكار الناشئة المتأثّرين بهذه الأفكار، لأنه كما يجب محاربة الخوارج والمتطرفين بالسّلاح، يجب محاربة فكرهم بالدعوة إلى الله وبيان فساد معتقادتهم. (وال _ بنغازي) ب ف / ف و / هــ ع