بنغازي 03 ديسمبر 2018 (وال) – الغمش أو كسل العين، هو انخفاض الرؤيا في عين واحدة أو في كِلتا العينين.
ويتسبب مرض الغمش أو ما يعرف بكسل العين منذ الولادة ،إلى ضعف الإبصار في إحدى عيني المريض مقارنة بعينه الأخرى.
وتنتج هذه الحالة عن نقص النّمو في العصب البصري ،في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، وذلك بسبب تفضيل الدماغ لعين واحدة عن الأخرى.
ويحدث كسل العين للأطفال من الولادة إلى عمر الأثنى عشر عاما ،ففي هذه المرحلة يكون النظر في طور النمو ولا إمكانية لحدوث الكسل بعد ذلك.
ويوصي أطباء العيون بضرورة فحص الطفل عند الولادة ،و حتى بلوغه الست سنوات للتأكد من أنه لا يعاني من وجود كسل وظيفي في العين، لإمكانية علاجه مبكراً وشفائه بشكل كامل من المرض.
ويتّفق الأطباء في أن إصابة أحد الوالدين بمرض كسل العين منذ الولادة، يزيد من فرصة وراثة الأطفال لهذا المرض، كما أن للولادة المبكّرة و انخفاض وزن الوليد الحاد مسبب آخر لحدوث الكسل.
وينصح الأطباء أولياء أمور الأطفال المصابين بكسل العين ،بعدم إهمال علاج أطفالهم ،لأن الأمر قد يؤدي إلى فقدانهم البصر بعد سنوات من الإهمال ،كما أنه يؤدي إلى فقدان الرؤية ثلاثية الأبعاد، وكذلك يصبح تهديدا قويا في حال إصابة العين الأخرى بأي مرض أو إصابة، لذلك يجب علاج كسل العين وتقويتها في وقت مبكر.
وفي تصريح ــ لوكالة الأنباء الليبية ــ قال دكتور العيون “محمود الأرناؤوطي” أن الأطفال الطبعيين يولدون مبصرين وتظل قدرتهم على الإبصار في تحسّن مستمر خلال الأشهر الأولى من عمرهم، وخلال أعوام الطفولة المبكرة، يظل الجهاز البصري ،والنظر في حالة من النمو والتغير المستمرين، ويظلّ النظر في حالة تطور قابلة للتغير خلال فترة الأعوام التسعة الأولى من عمر الطفل.
وتابع “الأرناؤوطي” وقال : إن كسل العين يحدث عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى، من دون أي سبب عضوي ظاهر، حيث يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين.
وأضاف أنه من الممكن علاج العين الكسولة عند الطفل إذا اكتشفت الحالة في مرحلة مبكرة، كأن يكون الطفل مصاباً بقصر أو طول نظر في العين، ويظهر كسل العين أيضاً في بعض حالات الحول، وذلك عندما تنقل العين صورة غير واضحة أو مزدوجة للمخ، وبالتالي فإن المخ يرفض هذه الصورة ،فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقّف الطفل عن استخدام هذه العين بطريقة لا شعورية، وتكون نتيجة تلك الإصابة بكسل العين والذي يتطور شيئاً فشيئاً تاركاً الطفل ضعيف البصر في هذه العين ،مدى الحياة إذا بقيت الحالة من دون علاج.
وأشار “الأرناؤوطي”إلى أنه هناك أسباب رئيسية لكسل العين منذ الولادة أهمها الحول وقصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية أو الانحراف، اعتام العدسة (المياه البيضاء)، أو ارتخاء الجفن، أو غيرها ممّا قد يسبب إعاقة للاستخدام الطبيعي للعين، وبصفة عامة، فإن أي عامل يعوق تركيز صورة واضحة داخل العين، يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل.
و نوه “الأرناؤوطي” عن أنه يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، ويتم هذا من خلال الفحص لقياس قوة الإبصار، ومن الممكن تحسين الرؤية ،باستخدام النظارات المناسبة، ويتم فحص الأجزاء الداخلية للعين؛ بحثا عن أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية:مثل (المياه البيضاء) أو غيره من الأمراض.
وتابع “الأرناؤوطي” أنه من الممكن علاج العين الكسولة عند الطفل ،إذا اكتشف الحالة في مرحلة مبكرة وكلما أمكن الإسراع في علاجه كانت الفرصة أكبر في استرجاع البصر، الذي فقده بسبب كسل العين، وكلما تأخر العلاج طال أمد استرداد الرؤية بالعين، حتى يصل الطفل إلى سن السادسة أو السابعة تكون الحالة قد تضاعفت بشكل كبير، ونادراً ما تفيد كل خطط علاج الكسل في هذه المرحلة.
وحذر “الأرناؤوطي” من خطورة إصابة كلتا العينين بالكسل ،ويحدث ذلك بسبب إهمال الكشف و العلاج من قبل أولياء الأمور و عندما تكون الرؤية ضعيفة ،بكلتا العينين في الأعوام الأولى من الطفولة، كأن يعاني الطفل من طول النظر، أو أن يولد بقرينة معتمة، أو بعتامة خلقية في العدسة.
وأوضح “الأرناؤوطي” أن هناك طرق كثيرة لعلاج كسل العين منها تغطية العين، وهي أكثر الوسائل فاعلية ، فضلاً عن استخدام النظارات الطبية أو نوع من القطرات والمراهم للعين والهدف من تغطية العين السليمة ؛هو تشجيع العين الكسولة للعمل وبالتالي فإن الرؤية فيها تتحسن، وقد تكون التغطية مصاحبة لوصف النظارات الطبية لمساعدة العين على الإبصار بأوضح صورة ممكنة.
وأضاف أنه يتم وضع خطة معينة لتغطية العين، لكل طفل حسب حالته وسنه وسبب كسل العين عنده.
وعن صعوبة تقبل الطفل لطريقة العلاج قال الأرناؤوطي: أن في بادئ الأمر يجد الطفل صعوبة في الرؤية بالعين الكسولة، ويشعر بعدم ارتياح، ومن الطبيعي أن يحاول خلع غطاء العين لا سيما في الأسابيع الأولى، وهنا يأتي دور الوالدين وأفراد العائلة في تشجيع الطفل وتحبيبه بالغطاء، فقد يلجأ الأب أو الأم لوضع الغطاء على عينه في الأيام الأولى، حتى يتقبل الطفل ذلك ويحذو حذو أبيه أو أمه، كما يمكن تزيين الغطاء ببعض الرسوم الزاهية أو تركه للطفل ؛كي يزينه بنفسه حتى يتشجع الطفل على الاستمرار في التغطية.
وعن مضاعفات إهمال علاج كسل العين أوضح الأرناؤوطي: أن الضعف غير قابل للعلاج بالرؤية في العين المصابة، وإمكانية فقدان القدرة على إدراك عمق الأهداف المرئية، وربما العمى حيث لا بد من القيام بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب، ويعتمد العلاج الناجح، في أغلب الأحوال، على اهتمام الأبوين ومشاركتهما وقدرتهما على جعل الطفل يتقبل هذا الأمر.
هذا ويعتمد العلاج الناجح لحالات كسل العين، أيضا على مدى شدة الحالة، وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا، فسوف يحقق الطفل تحسنا في الرؤية.
وفي ذات السياق، أعلنت شركة “يوبي سوفت” الكندية عام 2013 ،أنها تعمل على طرح لعبة فيديو تعالج اعتلالاً في العين يُفضي إلى ضعف البصر، معربة عن أملها في أن تكون اللعبة أكثر عملية ومتعة مقارنة بالعلاج المتعارف عليه للمرض، ليتم طرحها في الأسواق عام 2015.
وتتطلب لعبة “ديغ راش” من المريض أن يرتدي أثناء الاستخدام نظارة تجسيمية بعدستين، إحداهما زرقاء والأخرى حمراء تشبه تلك المستخدمة في مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد القديمة.
وتعمل اللعبة من خلال عرض رسوم ،بعضها باللون الأزرق والأخرى باللون الأحمر بمستويات مختلفة للصورة، حتى يصبح من الصعب على عين واحدة رؤية كل شكل، إذ يحتاج مرضى العين الكسول ،إلى ارتداء نظارة تجسيمية أثناء اللعب، ويدفع هذا اللاعب إلى استخدام العينين، السليمة والمعتلة، معا في سبيل تحقيق نتائج فعاّلة بدون التركيز على العين الأقوى أو استخدام الضعيفة فقط في حالات نادرة.
وعن طريق تدريبات متكررة، من المفترض أن يتعلم مخ اللاعب طريقة أفضل لتنسيق الرؤية بين العينين، ومساعدة العين الضعيفة في إعادة اكتشاف كيفية رؤية الأشكال، وتحسين إحساس العين بعمق تلك الأشكال داخل الصورة نتيجة لذلك.
وقالت “يوبي سوفت” إن الأطباء سيكون لديهم القدرة على تعديل إعدادات اللعبة؛ كي تلائم الحالة الخاصة لكل مريض.
بديل لتصحيح الإبصار، ويمكن لمرض العين الكسولة، أن يتسبب في عدم رجوع إبصار العين إلى مستوياتها العادية إذا تُرك بدون علاج.
وتشير الدراسات التي أجراها فريق ماكغيل إلى أن ثلثي الناس الذين يلعبون مثل هذه الألعاب بانتظام من المفترض أن يحدث تحسن في إبصار العين الضعيفة لديهم.
من جهتها قالت شركة “أمبليوتيك”، التي اشترت اختراع الباحثين ورخّصته لشركة “يوبي سوفت”، إنها تعتقد أن اللعبة أكثر فعالية مقارنة بتقنيات بديلة.
وقال المدير التنفيذي لشركة “أمبليوتيك” إن خيارات العلاجات الحالية، مثل تصحيح الإبصار، توفر علاجا محدودا فضلا عن شكوى المرضى من مشكلات عدم الراحة ومشكلات اجتماعية، موضحاً أن الأطفال والبالغين يمكنهم الاستفادة من العلاج.
وتسعى “أمبليوتيك” حاليا إلى الحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ لتسويق العلاج في الولايات المتحدة. وتعترف الشركة بأنه سيتعيّن عليها أن تسير في خطوات موافقة مشابهة في أي مكان، قبل إتاحة اللعبة.
من جانبها، نوهت الكلية الملكية لأطباء العيون في بريطانيا، إنها تحتاج إلى رؤية الدليل قبل دعم الفكرة ليصبح دواءً يوصف للمرضى.
وقالت المتحدثة باسم الكلية، إن استخدام الوسائط الرقمية خضع للبحث والدراسة وأثبت تحقيقه للفوائد.
وأضافت مثل جميع العلاجات، يجب أن يعتمد الاستخدام على بحوث خاصة وأدلة تؤكد السلامة والنفع للمرضى.
يشار إلى أن إهمال علاج مشكلة كسل العين يفضي إلى تعرض المريض لفقدان البصر الدائم.
ووفقا لدراسات حديثة تعد مشكلة كسل العين ،أكثر الأسباب لضعف الرؤية في عين واحدة، لدى الشباب والبالغين وذوي الأعمار المتوسطة. (وال _ بنغازي) ب ف / هــ ع