بنغازي 03 ديسمبر 2018 (وال) – اسدلت حادثة نفوق دولفين بحيرة تيبستي الأيام القليلة الماضية الستار عن خفايا أخرى مغيبة بعيدة عن كونها حادثة نفوق دولفين بسبب اختناقه متسمماً في بحيرة المدينة.
وفي الوقت الذي أثارت فيه الحادثة سخرية جموع كبيرة من المواطنين كونها لاقت جدلا كبير وانتشار واسع في أوساط الليبين وارجعو هذه السخرية إلى إن اعداد الموتى من البشر بسبب الحوادث والالغام والصراعات المستمرة هي الأجدر بلاهتمام
غير أن ما كشفت عنه هذه الحادثة هو أبعد مما تنظر إليه انوفهم.
فبعد الحادثة تعالت أصوات معارضة لها خلفيات سياسية في غرب البلاد وجنوبها بل وتعدت المسافات إلى خارج حدود الوطن مشيرة باصابع اتهامها في هذه الحادثة إلى شبان من أبناء المدينة كانوا قد ظهرو في وقت سابق في صورة تجمعهم مع الدولفين فور اكتشاف مكان وجوده.
ادعت هذه الأصوات أن الشبان تشاجرو على مرئى ومسمع الجميع على أحقية امتلاك الدولفين وبعد أن عجزو في الوصول إلى حل يرضي الأطراف المتنازعة قررو إطلاق الرصاص عليه في محاولة منهم لاعدام الأشكال الواقع بينهم والمضي قدماً.
وتطاولت هذه الأصوات في إدعائتها إلى إتهام الأجهزة الأمنية المتمثلة في الجيش والشرطة والتشكيك في قدرتها على حماية المواطنين في المدينة مستندتا في ذلك إلى الحادثة المزعومة مشيرتا إلى إن مدينة بنغازي تشهد إنفلاتاً امنياً خطيراً.
غير أن رئيس قسم الإنتاج البحري للثروة البحريّة بمدينة بنغازي المهندس جمال الشعافي نفى الادعاءات المذكورة، وأكد ــ لوكالة الأنباء الليبية ــ إن نفوق الدولفين ، كان بسبب الاختناق والتسمم نظراً لسوء الحالة البيئية للبحيرة.
وأوضح الشعافي أنه توجه برفقة أعضاء من القسم لموقع الحادثة فور نفوق الدولفين، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة وبناء على ماظهر عليه من علامات وتغيرات أتضح ان مدة نفوقة مابين اليومين إلى ثلاثة ايام، و كل الدلائل مستندة على خبرة الصيادين الذين أكدو أن سبب نفوقه التلوث لما ظهر عليه من تقرحات وطفح جلدي.
وأشار الشعافي إلى وجود أسماك أخرى نافقه إلى جانب الدولفين، وأن نسبة التلوث البيئي في البحيرة عالية جدا نظرا لكونها اضحت مكب للنفايات وتتجمع فيها مياة الصرف الصحي لكل المناطق المجاورة والمستشفيات.
وفي ذات السياق، قال أحد صيادي المدينة الرايس مفتاح رسلان، عن ظهور الدم على الدولفين النافق: أن من أعراض نفوق الدلافين هو خروج الدماء من مخارجها مضيفاً أنه قد يكون السبب أيضا بسبب التقرحات الموجودة على جلده الناجمة عن التلوث.
وتابع رسلان أن شدة ارتفاع نسبة التلوث قضت على حيوان القنفذ صديق البيئة والذي أثبتت الدراسات انه يساعد على خفض نسبة التلوث غير أن تلوث البحيرة كان أكبر من طاقته الاستيعابية.
وأضاف رسلان أن القنفذ كان متواجد بأعداد كبيرة في البحيرة منذ سنوات، وأن الأبحاث الأخيرة التي أجراها بعض الطلاب على بحيرة تيبستي أكدت ان اعداد القنافد المتواجده في البحيرة في تناقص كبير.
ونوه رسلان عن أن الصيد بالمتفجرات جريمة يعاقب عليها القانون نظراً لما لها من عائد سلبي على الثروة الحيوانية و تأثير كبير في البيئة البحرية وحتى على الطحالب التي تتغذي عليها الاسماك كما انها تسبب هجرة عكسية للأسماك مما يؤثر على حركة الصيد.
ومن جانبه، نفى مدير مكتب الإعلام بالبحث الجنائي وليد العرفي لـ (وال) نفوق الدولفين على خلفية مشاجرة بين شبان من المدينة على أحقية امتلاكه.
وأكد العرفي أن الوضع الأمني العام في المدينة مستقر ويشهد تحسنا ملحوظا ومستمرا نتيجة لجهود ومتابعة الأجهزة الأمنية.
وتابع العرفي إن معظم الجرائم والخروقات الأمنية في المدينة، لا تحدث على مرئى ومسمع المواطنين كما يزعم المتواجدون خارجها.
وأشار إلى أن من يروجون الإشاعات يريدون بها إحباط الأهالي في المدينة إلا إن الأجهزة الأمنية ترد على الإشاعات بالعمل الدؤوب والمستمر
ودعا العرفي المواطنون في المدينة إلى عدم الالتفاف وراء الإشاعات الرامية إلى التشكيك في دور الأجهزة الأمنية مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تحكم سيطرتها على المدينة بالكامل تحسباً لأي عمليات تخريبية من قبل العابثين. (وال _ بنغازي) ب ف / ف و / هــ ع