بنغازي 31 ديسمبر 2018 (وال) – تنعى مدينة بنغازي الفنان التشكيلي والنحات “علي الوكواك” الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى.
هذا ويعد الفنان التشكيلي والنحات “علي الوكواك” صاحب العديد من اللوحات الفنية التي تميز بأنه يبتكرها ، من مخلفات الحرب في ليبيا، إلى جانب نحته للعديد من اللوحات من لحاء النخيل، فأصبح صاحب أكثر منحوتات خشبية عالمياً وعربياً.
وشارك “الوكواك” في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، متحصلاً على العديد من التكريمات والشهادات التقديرية.
و اشتهر “الوكواك” بنحت لحاء النخيل أو ما يعرف بـ«الكرناف» وتجسيمه بإبداع، وأخيرًا انهمك في ابتكار أعمالٍ ضخمة، من بقايا ومخلفات الحرب في ليبيا، حيث الصواريخ والقنابل والرصاص والخوذات البالية، تتشكل في أكثر من 700 منحوتة يفوق طول بعضها 18 مترًا، ولم يكن بمقدور المخيلة، تقدير جمال تلك الأعمال دون النظر إليها.
ويبتعد “الوكواك” كثيرًا عن فنّ النقش على المعادن أحد الفنون العربية، التي تجذب الغرب، لكن إعادة تدوير المخلفات الحربية وتحويلها إلى إبداع، تقرب تجربته من التجارب العالمية التي طورت فنّ النحت بعد الحرب العالمية الثانية.
يذكر أنه عندما كان فنّ النحت، من أكثر الفنون استغلالاً لمادة المعدن والتي صنفت من فنون ما بعد الحداثة، وهي تجارب مهدت للتعامل مع هذه الخامة القاسية ــ بعض الشيء ـــ من حيث التفكيك والتركيب والقطع والإكساء واللحم، مقتربين من دلالات الخامة وخواصها.
ونحتاج لقراءة أعمال “الوكواك” بدقة إلى أسس مفاهيم حديثة، لفهم علاقة الصلابة التي تميز المعدن، والخشونة في ملمس الصدأ والمشهد الإبداعي بين الإنساني، وغير الإنساني في استخدام تلك الأدوات الحربية.
ولا نعلم ما إذا كان “الوكواك” يقصد ما وصلنا من دلالات تعبيرية، في استخدامه هذه الخامات، إلا أنه نحّات ذو خبرة فطرية، وصفها الفنان التشكيلي الأميركي “بول جاكسون بولوك” من خلال تجربته النحتيّة قائلاً: «حين أكون في نحتي فأنا لا أعي ما أنا فاعل، مع ذلك فهناك تشعب وشيوع للأساليب، واستثمار للابتكارات، وتجارب متواصلة مع مواد جديدة. (وال – بنغازي) ر ع / هــ ع