بنغازي 04 يناير 2019 (وال) – اختتم بمدرج سناء محيدلي بجامعة العرب الطبية الخميس، مهرجان التناظر في نسخته الثالثة الذي نظمه طلاب مادة مهارات الاتصال الفعال بكلية الإعلام في جامعة بنغازي.
وقال عضو هيـأة التدريس في كلية الإعلام جاب الله موسى العبيدي – في تصريح لوكالة الأنباء – إن “مهرجان المناظرات أصبح بمثابة احتفال ثقافي، وإن اختلاف النسخ عن بعضها، يتمثل في عدد الحضور والاهتمام بمفهوم التعاطي مع القضايا بشكل إيجابي وموضوعي وبشكل سلمي، وأيضًا من حيث التغطية الإعلامية، وحماس الطلبة الذي يزداد مع كل فصل جديد” .
وأضاف العبيدي “نحاول عن طريق التناظر بقدر الإمكان، احتواء مفهوم الحوار التوعوي والنهوضي، الذي يجسد إثراء ثقافة الحوار وتقبل التعاطي مع الآخر المختلف، التي نحن في حاجة لها بشكل كبير الآن”.
وأوضح العبيدي أن “المناظرات على المستوى السياسي مفهوم سلمي، وسيساعدنا على التعايش السلمي والسلم الأهلي، بذلك نحاول ترسيخ هذا المفهوم في ذهن شبابنا أولًا، فبهم يبدأ التغيير”.
وأوضح العبيدي بشأن جرأة وحداثة القضايا المطروحة للتناظر؛ قائلًا “إن طرح هذه القضايا لا يُعبر بالضرورة عن الدعوة لها، ولكن نعمل من خلالها على تفتيح العقول لها، وإنهاء الجدل الواقع بخصوصها، ومحاولة لفرض السلام الفكري وتهيئة الطلاب للانفتاح على العالم الخارجي، بحيث تكون لديه ثقافات مختلف الأنظمة في دول العالم، وأن لا يكون لديهم عداء مع مفاهيم الثقافات الأخرى، وتسهل عليهم مهمة التعاطي بسلام وبشكل حضاري مع الآخر المختلف”.
من جهتها، قالت الطالبة ابتهال أحمد العقوري إحدى أفراد الفرق المعارضة لهجرة الشباب خارج ليبيا: إن التناظر أعطى الفرصة لتبني الطلاب قضايا بعينها والدفاع عنها.
وأضافت العقوري أن اختيارها وقع على تبني رفض هجرة الشباب الليبي خارج البلاد، وأرجعت رفضها كون الشباب هم فخر الوطن، وهم من يبني البلاد والأمان بالنسبة للمجتمع.
بينما يرى فريق الخصم، أن للشباب أسبابهم لطلب الهجرة خارج وطنهم، ومن خلال التناظر يدافع كل فريق عن قضيته بالحجج والبراهين.
في المقابل، توافق الطالبة نور الهدى العقوري ما ذكر، قائلة إن مادة مهارات الاتصال الفعّال، أحدثت نقلة نوعية حديثة لطريقة التعليم في الكلية.
وأضافت العقوري : “أتمنى أن تُطبق على كافة التخصصات، وذلك لانتشار ثقافة الحديث والنقاش الايجابي والتخاطب”، مشيرة إلى أن “اختيارها الدفاع عن قضية اعتصام موظفي جامعة بنغازي للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، إيمانًا مني ومن فريقي المتناظر أنها حقوق مشروعة”.
وبدورها، قالت الطالبة شيماء عبد العزيز إنها تقف في صف الفريق المناظر، والمدافع عن الصداقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الليبي، رغم جدلية العنوان.
وأضافت شيماء عبد العزيز أن الصداقة بين الرجل والمرأة ليست وليدة اللحظة، فهي موجودة في المجتمع ومعروفة مخبّأة تحت مصطلح زملاء العمل والدراسة.
وأوضحت شيماء عبد العزيز أنها وفريقها مع هذه الصداقة في حدود احترام المجتمع عاداته وتقاليده، مستندة على تجارب عديد من فتيات المجتمع المتمثلة في صداقتهن مع الرجال، التي لا يشوبها غبار، وأنها تُعد أنجح وأدوم من صداقات النساء مع النساء، وفيها من الآثار والمواقف النبيلة التي لا تُعد ولا تحصى، بحسب تعبيرها.
في السياق ذاته، قال الطالب أحمد علي الجروشي الرافض لصداقة بين الرجل والمرأة قائلًا إن المجتمع رافض غير متقبل لهذه العلاقة، مستندًا في ذلك على استبانة كان قد أجراها وفريقه على عينة من أفراد المجتمع، تتباين أعمارهم ما بين 20 – 40 عامًا، التي أوضحت نتائجها أن نحو 80 % رافضون لصداقة الرجل والمرأة، وأن 20 % مع هذه الصداقة.
وأضاف الجروشي أن “الاستطلاعات أجريت بمواقع التواصل الاجتماعي كشفت أن نحو 77% ضد صداقة الرجل والمرأة، وأن 23% مع صداقة الرجل والمرأة، وتناولنا الموضوع من جانب علمي، ومن جانب العادات والتقاليد والأغلبية النسبية كانت ضد صداقة الرجل والمرأة”. (وال -بنغازي) ب ف / م ن / ف و/ ر ت