بنغازي 26 إبريل 2019 (وال) – لا تقتصر معاناة المكفوفين في المجتمع على المستشفيات والمؤسسات الحكومية فقط بل وتمتد المعاناة لتصل إلى الجامعات في التخصصات الثلاث التي سمح التعليم العالي أن ينخرط بدراستها المكفوفين، والمنافسة فيها متى ما أتيحت لهم الإمكانيات .
في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كتبت طالبة كفيفة تدرس بكلية الإعلام جامعة بنغازي “فاطمة عبد الله الشريف” عن تعرضها لموقف مهين لاحتياجاتها الإنسانية في كلية الإعلام بجامعة بنغازي، من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس والإداريين .
وفي حوار لها مع وكالة الأنباء الليبية، قالت فاطمة إنها وقبل الشهرين بدأت في تجميع موادها الدراسية استعدادا لدخول الامتحانات غير أنها لم تتمكن من الحصول على جميع المواد الدراسية، وبعد مساعدة الطلاب تحصلت على المنهج عن طريق التسجيلات الصوتية.
واصلت فاطمة حديثها قائلة في الامتحانات طالبت بحرية اختيار طريقة الكتابة على آلة “بيركنز برايل” عندما يكون السؤال مقالي، وذلك لأنها حق من أقل حقوق المكفوفين ومواكبة لتطور العالم .
وتابعت تم مماطلتي طوال فترة الدراسة بشأن السماح لي بدخول الامتحانات بطريقة “البرايل ام لا” إلى أن تم مفاجأتي بعد ذلك بعدم موافقتهم، مشككين في صدق النتائج متسائلين عن سهولة عملية الغش من خلال هذه الطريقة الخاصة بالمكفوفين .
وأوضحت أنه تم الرفض بشكل قاطع حتى بوجود أكثر من مراقب أثناء المشاركة في الامتحان، وأصروا على الطريقة التقليدية المعتمدة على كاتب يسجل الإجابة بعد الاستماع إليها .
وأشارت إلى أن صعوبة الإجابة بمثل هذه الطريقة، كون أن تخصص الإعلام يعتمد على تجميع الأفكار واسترسالها ومن ثم تنميقها في إجابة موضوعية.
تواصل فاطمة تفاصيل الموقف موضحة فيه ردود أفعال مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين الذي عبر أحدهم عن استيائه لقولها أن لا حقوق للمكفوفين في جامعات بنغازي قائلا “إن في جامعة بنغازي من غير المقبول دمج المعاقين أمثالك في صفوف الطلاب غير أن كلية الإعلام فتحت الأبواب لكم لمواصلة سير تعليمكم وهذا الحد الأقصى في التمتع بحقوقكم “، حسب قولها .
وأوضحت فاطمة أن دمج الطلبة المكفوفين مع زملائهم المبصرين في الجامعات هو أدنى حق من حقوق المكفوفين الذي أثبتت التجارب نجاحه في الكليات الثلاث (الآداب القانون و الإعلام ) .
وأشار إلى أنه قد ثبت أن الطالب الكفيف يتغير بنسبة كبيرة إذا ما انخرط في مجتمع عام، مما يحسن ذلك ظروفه النفسية وأدائه في التعليم والإبداع والتعبير والتواصل مع الآخرين،
واستشهدت فاطمة بالنجاحات التي حققتها زميلاتها الكفيفات سواء في مجال الإعلام أو حتى في تخرجهن بمعدلات دراسية عالية في الكلية .
وناشدت فاطمة الشريف في نهاية الحوار الجهات المعنية بالتفافهم لمعاناة المكفوفين في الجامعات، وتحويل وعودهم التي سبق وأن قطعوها إلى حقيقية تلامس أرض الواقع لاسيما أنها لم تكن تتعدى أكثر من توفير المناهج بطريقة وورد وتخفيف جزء من العبء عن الطلاب في الجامعات والمتمثل أدناها في السماح لهم بالمشاركة في الامتحانات على طريقة الوورد والتكفل بتوفير المنهج على هذه ذلك لأن تكلفة كتابة الورقة الواحدة بخمسة دينار أي مايعادل 500 دينار للمذكرة الواحدة، وفتح باب القبول للمكفوفين لمن لديه الرغبة في دراسة التخصصات العلمية الأخرى
وتابعت أن الأمل والتفاؤل مستمران باستمرار الحياة، وأنه وبرغم من الظروف ومن قلة الإمكانيات في بلادنا يبقى الحب لها قائم والثقة دائمة في الله سبحانه وتعالى وهي أكبر من كل المعوقات .( وال – بنغازي) ب ف/ ع ع