البيضاء 17 مايو 2019 (وال) – اطلعت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب على بيان صدر عن رئيس هيئة الأوقاف بحكومة الوفاق غير الشرعية التي لم تكن قادرة على بسط سيطرتها على العاصمة وما حولها، وعجزت حتى عن إخراج المليشيات منها، وهذا مما لا يخفى على كل منصف ذي عقل ودين.
هذا البيان الذي حوى مغالطات وتلبيسات وشبهات وقلب للموازين وطعن وتشويه في القوات المسلحة العربية الليبية التي اتجهت إلى طرابلس بتأييد ودعم من رئيس مجلس النواب ولي أمر هذه البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية، وذلك لبسط الأمن فيها ولم الشمل والمحافظة على الثروات والمقدرات، واجتثاث الإرهاب والقضاء على العصابات الإجرامية والتشكيلات المسلحة المتناحرة التي اختطفت عاصمتنا الحبيبة وسيطرت على مفاصلها وابتزت مؤسساتها واستنزفت خيراتها، وانتهكت الأعراض المصونة وأراقت الدماء المعصومة، تلك المليشيات المنطوية تحت حكومة الوفاق العميلة التي جلبت المرتزقة من الطيارين والمقاتلين، وحشدت المجرمين والمطلوبين محلياً ودولياً فرموا القذائف العشوائيةً على أحياءٍ سكنية بالعاصمة وقصفوا المدن الآمنة كترهونة وغريان وغيرها فقتلوا العديد من المسلمين المدنيين الأبرياء، ودمروا الطرق والجسور فمنعوا وصول الضروريات من الغذاء والدواء والوقود إلى مستحقيها، ومارسوا أنواع الخطف والتعذيب والتنكيل والإخفاء القسري لكل من أيد ورحب بدخول الجيش للعاصمة سلمياً، فالجيش لم يأت غازياً ولا معتدياً إنما جاء ملبياً لنداء أهل طرابلس، مصرحاً قائده المجاهد بأن ” من ترك سلاحه فهو آمن ومن دخل بيته فهو آمن ” فما قام به أبناء جيشنا الوطني الذين هم من كافة أنحاء ليبيا شرقها وغربها وجنوبها
إنما هو من منطلق واجبهم الشرعي والوطني، لحفظ الضرورات الخمس التي جاء الإسلام بها، فكان الأجدر بأصحاب البيان أن يحذو حذو الهيئة العامة للأوقاف بالحكومة المؤقتة ولجنة إفتائها بالوقوف صفا واحدا في نصرة الجيش والقضاء على الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وألا يكون سببا في إطالة أمد المعركة بوقوفه في صف الباطل وأهله، وإصدار بيانات مغلوطة وتزييف الحقائق وبث الشبهات، وإلصاق التهم بالجيش زوراً وبهتاناً أنه من أراق الدماء البريئة وقتل أهل العاصمة وشردهم وغزاهم وأنعش الإرهاب ووفر الغطاء الساتر لعصابات السرقة التي انتهكت كل الحرمات، فهم بهذا البيان يسيرون على طريقة جماعة الإخوان الإرهابية في الطعن و تشويه لصورة جيشنا المجاهد ويصطفون مع الدول الداعمة للإرهاب كقطر وتركيا وإيران.
والحقيقة التي لا مرية فيها أن الواقع خير شاهد على بطلان كل هذه الافتراءات والأباطيل، فها هي المدن والمناطق التي خاض فيها جيشنا معارك العزة والشرف شرق البلاد وجنوبها تنعم بالأمن والاستقرار، وعادت فيها هيبة الدولة وكرامة المواطن وحفظت فيها الأرواح والمقدرات والثروات.
والهيئة لتنصح الليبيين عموماً وأهل العاصمة وما حولها خصوصاًَ بتقوى الله جل وعلا وأن لا يلتفتوا إلى مثل هذه البيانات التي تحيي النعرات الجهوية وتثير العداوة والبغضاء بين الإخوة وأن لا ينجروا خلف الشائعات والقنوات المغرضة والمؤدلجة، وأن يكونوا يداً واحدة في نصرة جيشهم ومساندته لإعادة عاصمتنا المختطفة إلى حضن الوطن وإيقاف نزيف الدم والاقتتال وأن لا يفوتوا فرصة بسط الأمن وإنهاء الفوضى وإفشال مخططات الأعداء في تقسيم البلاد.
وختاما نوصي أصحاب هذا البيان ومن اغتر بهم أن يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلى ربهم لا سيما ونحن في شهر المبارك القرآن وأن يعملوا بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ وقوله تعالى:﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ﴾
وقوله تعالى:﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾.