بنغازي 29 يوليو 2019 (وال)- تولى المدعو وليد اللافي إدارة قناة النبأ الفضائية التي استهرت بالخطاب التصعيدي المتطرف، وذلك بحكم تقربه من رئيس حزب الوطن وأمير الجماعة الليبية المقاتلة سابقاً الإرهابي عبد الحكيم بالحاج، حيث يعد اللافي من أبرز الشخصيات المستغلة للمشهد الليبي باعتباره من الشخصيات الإعلامية الرافضة للاتفاق من بقايا الجماعة الليبية المقاتلة.
هذا وقد أصبح الكثير من أهالي مدينة طرابلس يرون قناة النبأ منبر للفتنة والتحريض، مما أدى إلى الهجوم على مقرّ القناة وإلحاق دمار كبير بمعدّاتها وتجهيزاتها، وانتقلت القناة بعد ذلك إلى إسطنبول لتفتح أبواب جديدة للافي، حيث جهّز مقر للقناة بأحدث المعدات والتقنيات لتنطلق القناة بهوية جديد،ة وبنفس الخط التحريري الذي فقد متابعيه ومؤيديه، وبرغم حجم الإنفاق الهائل فإن مؤشر المتابعة لقناة النبأ كان يشير إلى جهة الانخفاض باستمرار.
وفقدت القناة أي زخم أو حضور لها، بل إنها صارت تلقى حرجاً في عدم القدرة على توفير ضيوف لبرامجها الحوارية، مما اضطرها في كثير من الأحيان لاستضافة الصحفيين والمراسلين العاملين لديها، خصوصا بعد تأييد القناة وتبريرها لهجوم الكانيات واللواء السابع على طرابلس في سبتمبر من العام الماضي.
وفكر اللافي في تغيير جلده خصوصاً بعد الانفاق الهائل لرفع من معدل المتابعة للقناة، حيث اتجه إلى تبديل الخطاب التحريضي بخطاب يدعو إلى المصالحة والسلام، وذلك بتوطيد علاقته بالإخواني علي الصلابي.
وقام المستغل اللافي بالانقلاب على رئيسه السابق الإرهابي عبد الحكيم بالحاج، حيث استولى على أغلب معداتها وتجهيزاتها، وحتى موادها الإعلامية وشاراتها بما فيها الهوية الأخيرة، وساوم الموظفين بين الولاء له للحصول على وظيفة في مشروعه الجديد وبين البقاء مع بالحاج وخسارة كل شيء؛ لأن مصير النبأ الإغلاق
وهذا ما تمّ بالفعل، ولاحقا أُعلِن عن انطلاق شبكة سلام الإعلامية التي ستدعو للمصالحة والسلام، وستبتعد عن خطاب التحريض والتصعيد، غير أن الظروف لم توات اللافي هذه المرة، فلم يكد يعلن عن مشروعه الجديد حتى اندلعت الحرب في طرابلس، وصار مشروع السلام مؤجلا لا صوت له.
حيث وجد اللافي نفسه مضطرا لأن يعود إلى ارتداء جلده القديم وأطلق قناة فبراير مستخدما نفس الخطاب الذي تعود على استخدامه، ويستمرّ في نفس الوقت على العمل في مشروع قناة سلام، ليدير خطّي تحرير متناقضين، في حالة من الازدواجية جعلت حضور القناتين باهتا وتأثيرهما في الساحة الإعلامية محدودا.
وصار اللافي في نظر كثير من المتابعين للمشهد الإعلامي مثالا على استغلال القضية الليبية للمنفعة الشخصية، خاصة بعد ما أُشيع عن الحياة المترفةِ التي يعيشها في إسطنبول، وهذا الأمر هو ما دفع ممولو اللافي يوقفون الدعم للمشاريع الدرامية التي كان سينتجها. (وال – بنغازي) رس