بيروت 02 سبتمبر 2019 (وال) – تصاعدت حدة الأزمة “اللبنانية-التركية” بعد “تطاول” أنقرة في بيان رسمي على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، واتهامه بـ”تحريف التاريخ عبر الهذيان”، عقب تصريحات للأخير حول “إرهاب” الدولة العثمانية ضد اللبنانيين خلال الحرب العالمية الأولى.
وتصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وبيروت على إثر هجوم الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت، على الحقبة العثمانية في لبنان، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع تويتر للتدوينات القصيرة، في الاحتفال بذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف 1 سبتمبر.
وقال عون إن “كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية”، مضيفا “إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خاصة خلال الحرب العالمية الأولى أودى بمئات آلاف الضحايا، ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة”.
وتابع “مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسي بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها إلى لبنان الكبير في عام 1920، ثم الاستقلال”.
وأدانت تركيا في بيان رسمي تصريحات الرئيس اللبناني، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان الأحد “ندين بأشد العبارات ونرفض كليا التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة، والتي لا أساس لها عن الحقبة العثمانية”.
وزعم البيان أنه “لا يوجد إرهاب دولة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، وعلى عكس ما تم الزعم به، فقد كان العهد العثماني عهد استقرار في الشرق الأوسط دام طويلا”.
بيان الخارجية التركية فجر بركان غضب في الداخل اللبناني، وهاجم سياسيون بحدة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبين دولتهم باستدعاء السفير التركي في البلاد، على خلفية هجوم أنقرة على “عون”.
وقال مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبوزيد، عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، إن “تطاول الخارجية التركية على رأس الدولة في لبنان هو مدان ومرفوض، وما هو إلا تعبير عن ذهنية التسلط والهيمنة، التي ورثتها الدولة التركية عن السلطنة العثمانية البائدة”.
ودعا أبوزيد في هذا الصدد إلى استدعاء السفير التركي لدى لبنان، لـ”توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى السلطات في أنقرة، علها تستفيق أن زمن السلطنة والتسلط ولّى إلى غير رجعة”، وتابع أبوزيد “التاريخ لا يعود إلى الوراء، ولبنان الكبير -الذي يحتفل بمئويته الأولى- سيبقى وطنا سيدا حرا مستقلا، خصوصا في ظل رئاسة العماد ميشال عون”.
ومن جهته، غرد الوزير اللبناني السابق رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب عبر حسابه على موقع “تويتر”، واصفا بيان الخارجية التركية في الرد على الرئيس عون بـ”بغيض وكريه”، مرجعا الهجوم التركي بأنه محاولة لـ”التغطية على الإجرام العثماني بحق العرب طيلة 400 عام”.
وزاد الوزير السابق والنائب نقولا صحناوي بأن “الاعتداء الإسرائيلي الأخير وبيان وزارة الخارجية التركية يتشابهان في النهج العدائي وإرادة الهيمنة”.
ووجه صحناوي في تغريدة له رسالة لمن وصفهم بـ”المعتدين”، قائلا “لكل معتد نقول: النتيجة واحدة، روح النضال والمقاومة في لبنان ستخرج كل محتل، وتتفوق على كل الجيوش، فيبقى لبنان الكبير.. أكبر من أن يبلع، وأصغر من أن يقسم”. (وال – بيروت) ع ع