وكالات 02 سبتمبر 2019 (وال) – حالة من الاستنفار الدولي لبناء توافق حول ضرورات التسوية السلمية للأزمة الليبية، بدأت منذ لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، حيث أكد الجانبان ضرورة محاربة الإرهاب في ليبيا ودعم العملية السياسية هناك.
من ناحية أخرى، وصل إلى القاهرة أمس الأحد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، في زيارة يلتقي خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري، لبحث سبل التسوية السياسية للأزمة الليبية.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن اللقاء يهدف إلى تحقيق التوافق الإقليمي والدولي على دعم العملية السياسية، إلى جانب تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب.
وتتزامن زيارة المبعوث الأممي إلى القاهرة مع ختام الرئيس المصري زيارته إلى الكويت، التقى خلالها الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبحثت آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كان أبرزها المشهد الليبي المتأزم.
حيث اتفق السيسي وأمير الكويت على استمرار التعاون لمواجهة الإرهاب، حسب تصريحات السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتشهد الساحة الدولية والإقليمية تحركات على مستوى رفيع لبحث تسوية سياسية شاملة في أسرع وقت، لا سيما بعد إقرار الأمم المتحدة في تقرير لها صدر قبل يومين، قال فيه الأمين العام أنطونيو جوتيريس إن ليبيا شهدت في الفترة الأخيرة نشاطا كبيرا لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وأوضح التقرير الأممي زيادة عدد العمليات الإرهابية، فضلا عن رصد أكثر من 700 عنصر إرهابي انضموا إلى داعش في الفترة الأخيرة داخل ليبيا بينهم أجانب، واستهدفت أيضاً هذه العناصر الإرهابية الجيش الوطني الليبي إلى جانب موظفي البعثة الأممية في ليبيا.
وكان سلامة أكد في إحاطته لمجلس الأمن آخر يوليو الماضي، وجود مرتزقة أجانب وجماعات متطرفة يشاركون بالقتال والصراع الدائر اليوم في ليبيا.
وأضاف في إفادته “أن البلاد تحولت إلى ساحة لتجربة التكنولوجيا العسكرية الجديدة وكذلك الأسلحة القديمة، مؤكدا استمرار الدعم الخارجي والسلاح المستورد الذي رافقه مقاتلون وطيارون وفنيون أجانب، وهو ما أثبته الجيش الليبي من خلال القبض على عناصر وطيارين أجانب يقاتلون في صفوف حكومة فايز السراج”.
ودعا المبعوث الأممي حكومة الوفاق برئاسة السراج إلى إغلاق مراكز اعتقال المهاجرين وإطلاق سراحهم، كما طلب منها وقف استخدام مطار معيتيقة الدولي لأغراض عسكرية.
وتتبنى الإدارة المصرية البحث عن حلول شاملة للأزمة الليبية، لما لها من تداعيات أمنية على دول الجوار والقارة الأفريقية، وما تشكله من تحديات تعيق الاستقرار بسبب تمدد التنظيمات الإرهابية في ليبيا تحت غطاء سياسي، في ظل دعم عسكري ولوجيستي من قطر وتركيا.
وقال الرئيس المصري التي تترأس بلاده الاتحاد الأفريقي، خلال كلمته في افتتاح فعاليات قمة الدول السبع الكبرى في فرنسا الأسبوع الماضي، إن الأوضاع في ليبيا تستدعي مساءلة حقيقية لداعمي الإرهاب ومموليه، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها.
وتابع السيسي “إن الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة، تعالج كافة جوانب الأزمة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى المليشيات، وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقه”.
وأصدرت القمة في ختام فعالياتها بيانا دعت فيه إلى “مؤتمر دولي تشارك فيه كافة الأطراف المعنية على المستويين المحلي والإقليمي بشأن ليبيا”، وفق مصادر فرنسية وليبية.
وأكدت الدول السبع دعمها “الهدنة التي قد تمكن من وقف دائم لإطلاق النار”، و”دعم الحل السياسي كضامن للاستقرار” في ليبيا و”دعم مجهودات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإقامة مؤتمر ليبي-ليبي يتم الإعداد له خلال الأسابيع المقبلة في إحدى الدول الأوروبية (باريس-لندن-برلين) بمشاركة الاتحاد الأفريقي، بينما أشارت مصادر إلى أن هناك مساعي دولية لعقد مؤتمر تحتضنه نيويورك نهاية سبتمبر الجاري”.
وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي يدعمان ليبيا الموحدة، وأوضح البيت الأبيض أن الجانبين ناقشا على هامش قمة السبع بفرنسا الأزمة الليبية، وعبرا عن دعمهما المشترك من أجل ليبيا مستقرة وموحدة وديمقراطية، يمكنها الوقوف بمفردها ضد الإرهاب وتوفير الأمن والازدهار لجميع الليبيي. (وال – وكالات)