الدوحة 03 سبتمبر 2019 (وال) – أثار خبر نشرته وزارة البلدية والبيئة في قطر حول ولادة 4 قرود من فصائل نادرة بحديقة حيوانات الدوحة موجة سخرية، كون تلك الحديقة مغلقة منذ 6 سنوات بزعم تطويرها.
وعدوا أن نشر مثل هذه الأخبار في ظل استمرار إغلاق حديقة الحيوانات الوحيدة في قطر، التي كان من المقرر افتتاحها قبل سنوات عدة، أحد أبرز نماذج فشل وكذب تنظيم “الحمدين” الحاكم في قطر.
ويعد مشروع تطوير حديقة حيوانات الدوحة أحد أبرز النماذج على المشاريع المتعثرة في قطر، بما يعني إهدار ثروات القطريين في تلك المشاريع وغيرها نتيجة بطء التنفيذ وسوء تخطيط “نظام الحمدين”، الأمر الذي يثير استياء القطريين.
وتم إغلاق حديقة الحيوانات الوحيدة في قطر عام 2013، بدعوى إعادة التطوير والتحديث، وكان من المقرر أن تفتتح عام 2017، حسب صحيفة العين الإخبارية.
ومنذ إغلاقها حتى اليوم توالت إعلانات طرح مناقصات عديدة تخص مراحل تنفيذ الحديقة بثوبها الجديد، دون أن يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع.
وأعرب قطريون أكثر من مرة عن استيائهم من تأخر افتتاح حديقة الحيوانات الوحيدة أمامهم المغلقة منذ 6 سنوات، كانت تعد متنفسا مهما لهم، ولا يعرف أحد حتى الآن موعد افتتاحها ولا تكلفة تطويرها.
وجدد الخبر الذي نشرته وزارة البلدية والبيئة في قطر، حول ولادة أنواع من حيوانات نادرة ومهددة بالانقراض كالقرد البومي وقرد المارموسيت ذي اللحية السوداء، وقرد الأدغال السنغالي وقرد الفيرفيت، وآيل السيكا، والكبش المغربي بحديقة حيوانات الدوحة، سخرية المغردين متهمين وزارة “الحمدين” بالكذب، لافتين إلى أن الحديقة مغلقة، وتساءلوا عن موعد ولادة الحديقة نفسها، مبينين أن هذا هو الخبر الذي ينتظرونه منذ سنوات.
المغرد أحمد الشمري اتهم حكومة الحمدين بالكذب والفشل، ورد على تغريدة الوزارة قائلا: “الحديقة مسكرة (مغلقة) من دهر وهذا فشل واضح وكذب”.
المغرد حمد المناعي تهكم على تغريدة وزارة الحمدين، قائلا “مبروك، يتربون في عزكم، على طاري (سيرة) الحديقة، احنا (نحن) بالأساس عندنا حديقة حيوانات؟ أنا على خبري أنكم قبل 10 سنين قلتوا بتغلقونها للصيانة لفترة سنتين”.
بدوره، قال المغرد عبد العزيز بن ناصر “إلا شخبار (ما أخبار) الحديقة اللي المفروض تكون جاهزة سنة ٢٠١٧ واحنا ما بقى شي وندخل سنة ٢٠٢٠”.
المغردة غيم بنت محمد، تساءلت ساخرة “في بلاد في الدنيا ما فيها حديقة حيوانات؟.. تجيبون الكلام لنفسكم، ليش (لم) ما تفتحون الحديقة القديمة، لين (حتى) ترسون لكم على بر بخصوص مشروع تطويرها؟”.
من جهته قال بوعبدالله: “مرت سنوات عديدة على إغلاق حديقة الحيوان والتي كانت تعتبر متنفسا مهما للعوائل، وكنا نأمل من وزارة البلدية ثم وزارة البيئة ثم من وزارة البلدية والبيئة أن تتم إعادة الافتتاح رغم السنوات التي مرت ونفرح بهذا الإنجاز ولكن قيل: انفخ يا شُرَيْم.. فأجاب: لا توجد شفتان.. مبروك ماجاهم”.
بدوره قال حساب باسم “Cats Qatar”: “أضم صوتي إلى جميع المغردين الي (الذين) انتقدوكم.. أتمنى افتتاحها مرة ثانية قبل 2030.. مع أن حسب خطتكم المفروض أنكم افتتحتوها قبل كم سنة”.
في السياق نفسه، قال علي المري: “الجماعة في البلدية يحلمون أن فيه حديقة وشغالة والوضع طبيعي ما يدرون أنها مغلقة من ٩ سنوات”.
المغردة بنت الفهد تهكمت قائلة: “حديقة الحيوان صارت مثل الحضارات المندثرة نسمع عنها ولا انشوفها كان يا ما كان عندنا حديقة..”.
مغرد آخر يحمل اسم “هذا الوقت سيمضي” متوقعا استمرار فشل وزارة الحمدين، قائلا: “على بال ما يفتحون الحديقة.. يكون القرد البومي وربعه انقرضوا”.
ومن أبرز وعود حكومة الحمدين الكاذبة بالإضافة إلى مواعيد افتتاح حديقة الحيوانات الوحيدة في قطر، وعد نظام الحمدين الكاذب بتقديم قانون الانتخاب لمجلس الشورى في 2018، ففي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلن تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر خلال افتتاحه الدورة الـ46 لمجلس الشورى أن الحكومة تقوم حاليا بالإعداد لانتخابات برلمانية، وستعرض على المجلس خلال عام 2018 الأدوات التشريعية اللازمة لإتمام الانتخابات.
وبعدها بأسبوع، أكد رئيس وزرائه عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أن “الحكومة على وشك الانتهاء من تعديلات بعض القوانين، وإعداد قانون انتخاب مجلس الشورى، وسيعرض على مجلس الشورى عام 2018”.
وانتهى عام 2018 ودخل عام 2019، ولم تعرض حكومة تميم أية قوانين بشأن الانتخابات البرلمانية على مجلس الشورى، التي ينتظرها القطريون منذ سنوات.
وبينما كان القطريون يترقبون يوم 30 يونيو 2019، وهو موعد نهاية مدة مجلس الشورى المعين، ليفي تميم بن حمد أمير قطر بالوعد الذي سبق أن قطعه على نفسه بإجراء انتخابات برلمانية، إلا أنهم فوجئوا بإصدار قرار من تميم بمد مدة مجلس الشورى المعين سنتين، من أول يوليو 2019 إلى 30 يونيو 2021، ليستمر مسلسل الوعود الزائفة والأكاذيب المستمرة، الذي يعاني منه القطريون منذ 15 عاما.
ومنذ عام 2004 حتى اليوم، كان الحمدان (أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم) وتميم دائمي الوعود للقطريين بشأن انتخابات برلمانية في البلاد، إلا أن أيا من تلك الوعود لم ينفذ.
وتستمر معاناة القطريين في ظل حياة تشريعية راكدة في بلادهم، يديرها مجلس شورى معين من قبل الأمير فقط، لا يعرف القطريون أغلبية أعضائه، ولا يستطيعون التواصل معهم، فيما يتواصل التعثر في إنجازات المشاريع وإهدار ثروات القطريين نتيجة الفشل وسوء التخطيط والانشغال بتدبير المؤامرات والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
يأتي هذا الفشل لنظام الحمدين وسط مطالبات متنامية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) لقطر، بوقف تدخلاتها المزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة، والتركيز على شؤونها الداخلية. (وال – الدوحة)