بنغازي 22 فبراير 2020 (وال) – ودعت الأوساط الإعلامية والثقافية في ليبيا أحد أعمدة فن الصورة الفوتوغرافية الليبية، المصور الفنان والصحفي “أحمد السيفاو”، الذي رحل عن عمر ناهز الخامسة والستين عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.
بدأ نجم الفقيد في السطوع منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكانت بداياته الفعلية قبل ذلك، واشتغل في مطلع مشواره بالتصوير معتمداً على اللونين الأبيض والأسود ، كما أن له تجارب في الرسم فأبدع العديد من اللوحات التشكيلية.
حضر السيفاو أغلب المهرجانات والملتقيات الليبية وغطاها بصورته ضمن العمل الصحفي أو مستقلاً فلا تكاد تُقام مناسبة ثقافية أو احتفالية أو مهرجان إلا ويكون السيفاو حاضراً فاعلاً في إظهارها في طرابلس وبنغازي ودرنة وهون ونالوت وغات وغدامس والرجبان وغير ها الكثير من المدن التي حرص عند كل زيارة ان يظهر تفرد كل بقة من أرض ليبيا التي أحب فأبدع لها.
أقام السيفاو العشرات من معارضه الشخصية ، طيلة مسيرته – التي تجاوزت الــ 35 عاماً من التألق وأبرز معارضه وأشهرها “صناعة القلق” و ” نفير الشمس” – مشاركاً في المحافل الفنية في الداخل والخارج، وحيث حازت بعض صوره على جوائز دولية وعمل جاهدًا على ترسيخ أسلوب خاص به من خلال تناوله جماليات التراث الليبي وتاريخ ليبيا وآثارها فاهتم كثيراً بتصوير المدن الليبية القديمة وتفاصيلها المعمارية.
ظل السيفاو متعلقاً بأمكنة طفولته وانعكس ذلك على فنه فاقتسم حياته بين مدينة طرابلس وأرض أصوله في جبل نفوسة ويتصادف كل ذلك مع أصل تسميته مع اللغة الليبية القديمة حيث يعني اسم “سيفاو” الضوء.
تعرض السيفاو لأزمة صحية مطلع العام الماضي فأسعف إلى مستشفى نالوت،وقام عدد من الفنانين والاعلاميين حينها بحملة تدوينات ومناشدات على صفحات السوشيال ميديا تضامناً مع السفاو في محنته مطالبين الحكومة للمساهمة في علاجه ومعاونته بصفته أحد أعمدة التصوير والصحافة في ليبيا ولم تتوقف تلك المطالبات حتى آخر أسبوع من حياته ولكن دون جدوى فالحكومة منشغلة بصراعات تؤجل كل عمل خير إلى حين انتهاء انشغالها بلعبة الكراسي.. رحل السيفاو وبقت سيرته العطرة وابداعاته التي لن يوطويها الزمن وكلها من وحي ليبيا . (وال – بنغازي)