دمشق 01 مارس 2020 (وال) – وقعت الحكومة الليبية صباح اليوم الأحد في العاصمة السورية دمشق، مذكرة تفاهم مع الجانب السوري، بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية.
واستقبل معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، السوري السيد وليد المعلم، وفداً ليبياً رسمياً برئاسة معالي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات الدكتور عبد الرحمن الأحيرش، وعضوية معالي وزير الخارجية والتعاون الدولي الدكتور عبد الهادي الحويج، والمكلف بتسيير وزارة الدفاع اللواء يونس فرحات، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات الليبية اللواء مصطفى المقرعن، ومدير مكتب وزارة الخارجية بنغازي السفير عبدالسلام الرقيعي.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل إعادة تفعيلها في مختلف المجالات بما يتناسب وتطلعات الشعبين الشقيقين والعلاقات التاريخية بينهما وكذلك بما يضمن التنسيق المستمر لمواجهة الضغوط والتحديات المتشابهة التي تستهدفهما وفي مقدمتها العدوان التركي السافر على سيادة كلا البلدين واستقلالهما والتدخلات الخارجية في شؤونهما الداخلية.
كما عرض الوفد الليبي لتطورات الأوضاع في ليبيا وبشكل خاص الأطماع التركية وإرسال تركيا للآلاف من المرتزقة إلى ليبيا ومحاولات النيل من وحدتها وسلامتها وانتهاك سيادتها من قبل تركيا وغيرها من الدول الطامعة بها وبثروات شعبها مؤكدا إصرار الليبيين على مواجهة هذه التدخلات والأطماع حتى عودة الأوضاع لطبيعتها واستعادة الأمن والرفاه الذي يطمح له الشعب الليبي.
ونقل الوفد الليبي للوزير المعلم سعادة الشعب الليبي بالتقدم الذي تحققه سورية في حربها على الإرهاب ومواجهة المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا وغيرها مشيدا بالانتصارات التي تحققت والأمن والأمان الذي بات منتشرا في معظم الأراضي السورية بفضل صمود وقوة الشعب والجيش والقيادة في سورية.
كما نقل الوفد تحيات دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله الثني إلى دولة سورية الشقيقة حكومة و شعباً و تمنياته بالنصر للجيش السوري البطل، مؤكدا حرص دولته على إعادة العلاقات الليبية السورية وتطلعه لبناء العلاقات الأخوية وإحياء روح الأخوة العربية بين هاتين الدولتين.
وأكد معالي وزير الخارجية و التعاون الدولي الدكتور عبد الهادي الحويج على ضرورة تظافر الجهود وتوحيدها لمكافحة الإرهاب والغزو التركي على الأراضي العربية، مؤكدا على قطع العلاقات مع الدولة التركية تنفيذا لقرار مجلس النواب الليبي.
كما أكد معاليه على ضرورة تفعيل العلاقات الأخوية بين البلدين وفتح السفارة الليبية في سوريا، داعيا الحكومة السورية لفتح قنصليتها في مدينة بنغازي و فتح معبر تجاري ما بين البلدين.
ولفت إلى ضرورة أن تكون العمالة السورية متواجدة في ليبيا لإعادة بناء ما خلفه الإرهابيين وراءهم من دمار.
بدوره ، أكد وزير الخارجية والمغتربين على الأهمية الكبيرة التي توليها سورية لعلاقاتها مع ليبيا وذلك لما لهذه العلاقة من مكانة خاصة في نفوس السوريين مشدداً على أن الظروف والتحديات التي تواجه البلدين تثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن هذه العلاقات يجب أن تكون في أفضل حالاتها لمواجهة الأطماع الخارجية والتي يبرز في مقدمتها في الوقت الحالي العدوان التركي على كلا البلدين الشقيقين وما يشكله ذلك من خطر على سيادتهما وكذلك على الأمن القومي العربي.
وعرض المعلم التطورات الميدانية في مجال مكافحة الإرهاب المدعوم من جهات خارجية يأتي في مقدمتها النظام التركي مشدداً على أن سورية ستستمر بمكافحة هذا الإرهاب حتى عودة الأمن والأمان لكافة أراضيها وخروج القوات الأجنبية المحتلة وغير الشرعية التي تخرق السيادة السورية وتنهب ثروات الشعب السوري وتفرض سياسات تهدد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها مؤكدا أهمية التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب لما يشكله ذلك من مصلحة وطنية وقومية لكليهما.
وعقب اللقاء جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية والمغتربين السورية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية وعلى وجه الخصوص في مواجهة التدخل والعدوان التركي على البلدين وفضح سياساته التوسعية والاستعمارية بالإضافة إلى العمل على تعزيز التعاون في كل المجالات.
وحضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وميلاد عطية مدير إدارة الوطن العربي ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين السورية.
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء بين وزير الخارجية الليبي الدكتور عبدالهادي الحويج أهمية إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين والحكومتين والشعبين الشقيقين اللذين يواجهان تحديات مشتركة من إرهاب ومرتزقة وميليشيات وخارجين عن القانون وتحديات العدوان والعنجهية التركية لافتا إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت اليوم بين الجانبين تضم 46 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين ستتفعل مباشرة حيث ستتسلم وزارة الخارجية مقر سفارتها بدمشق وستشهد العلاقات نقلة نوعية في كافة المجالات.
من جانبه، أكد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد وليد المعلم، أن المحادثات بين الجانبين كانت مثمرة وتهدف إلى التنسيق من أجل مواجهة التحديات التي يواجهها البلدان من إرهاب ومرتزقة وعدوان تركي وتعكس تصميم الشعبين على تحرير البلدين من كل هؤلاء لافتا إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في كل من دمشق وبنغازي مؤقتا على أن يتم فتح السفارة السورية في طرابلس قريبا. (وال – دمشق)