المرج 30 أبريل 2020 (وال)- شكلت بعض العادات الليبية طقوسًا رمضانية، من بينها مشروب “الروينة”، الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان المبارك.
حتى بات المشروب الطبيعي “عادة رمضانية”، وأحد مظاهر شهر رمضان، فلا يكاد يغيب عن الليبيين “وخاصة قُبيل السحور”.
وتُعد”الروينة” من المشروبات التي تُساعد الصائمين على تعويض نقص الغذاء والعطش الشديد طوال فترة النهار، ولهذا لا تخلو مائدة سحور الصائمين منها، وقد أصبحت “الروينة” المشروب الشعبي في هذه الفترة مقارنة بأي مشروب آخر.
كما ارتبط مشروب “الروينة” بشهر رمضان الكريم، دون باقي شهور السنة، لفائدتها الكبيرة وقيمتها الغذائية المهمة لكل صائم، فهي غنية بالمعادن والفيتامينات الهامة لجسم الإنسان، إذ تتكون “الروينه” من حبوب القمح،الحمص،القصب الكسبر الحب، والكمون الحلو (ينسون)،الكمون العريض(الشمر)، وقد تُضاف في بعض المدن الحلبة.
كما يُفضل البعض إضافة بعض المكسرات، وهي اللوز،البندق، الكاكاوية بحسب المقدرة المالية.
وكالة الأنباء الليبية استطلعت آراء بعض المواطنين حول أهمية وفائدة وكيفية صناعة مشروب “الروينة” وكانت الآراء كالتالي:
تقول الحاجة “أمنه” إن تجهيز “الروينة” من الطقوس الرمضانية، التي حرصت النساء الليبيات عليها، وتبدأ هذه الطقوس من عملية جمع المواد وتنظيفها ومن ثم تحميصها، وبعد ذلك يتم إرسالها إلى المطحن للطحن، وفى السابق كانت النساء تتنافس وتتفنن في عملية التحضير، ولكن في السنوات الأخيرة تتوجه الأغلبية لشرائها جاهزة من الأسواق.
من جهته، يرى صاحب مطحن خاص جبريل بوتركية: إن التجهيز لمشروب “الروينه” في شهر رمضان المبارك، يبدأ قبل شهرين على الأقل، حيث يقوم المطحن بتوفير المواد، وتحميصها كلا على حدا، ومن ثم جمعها وطحنها وتغليفها.
ويضيف بوتركية: “على غرار باقي المنتجات الاستهلاكية الأخرى، تشهد” الروينه” ارتفاعًا طفيفًا في سعرها، إذا أرتفع سعر الكيلو الواحد من 5 دينار إلى 8 دينار ليبي، وذلك بسبب ارتفاع سعر الحمص بحسب التاجر”.
ويشير بوتركية إلى أن مشروب الروينة من المشروبات السهلة التحضير، حيث يتم خلط المكونات الطبيعة مع الماء ويُحلى بالسكر، كما يُفضله البعض المشروب ممزوجًا بالحليب بتحلية أو بدون تحليه، نظرًا لقيمته الغذائية فهو يُعطى الشعور بالشبع لفترات طويلة، كما يمنع الإحساس بالعطش، فضلاً عن الفوائد الأخرى.
ويوضح بوتركية أن “الروينة” تُعتبر مطهرًا للمسالك البولية، ومدر للبول، وتقي من الأنيميا(فقر الدم)، كما تعمل على إزالة السموم من الجسم، وتقوي مناعة الجسم، لوجود الحلبة، وهي مفيدة للجهاز الهضمي والقولون لوجود الينسون والشمر، كما يُساهم القمح المكون الأبرز في “الروينة”، في أمداد الجسم بالطاقة الحيوية والمساعدة، في التخفيف من حدة الالتهابات المزمنة، وتنظيف الكبد من السموم، وتعزيز عملية الهضم وتحسينها، بالإضافة لتحسين عمليات الأيض المختلفة في الجسم، وتحسين صحة بكتيريا الأمعاء الجيدة، وما يحتاجه الصائم.
ويتابع بوتركية: “الحمص؛ هو المكون الثاني في “الروينة” يحتوي على نسبة عالية من البروتين النباتي، وعلى الكالسيوم والماغنسيوم بنسبة متوازنة، وعلى قدر جيد من المعادن النادرة المضادة للأكسدة، والبروتينات، الكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمواد معدنية، كما يُخفض الحمص من الكولسترول الضار في الدم، ويعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، ويمنع الأكسدة لاحتوائه على السابونين.
رغم فوائد العديدة للمشروب “الروينة ” التي لا تحصى، إلا أنه يُنصح بعدم الإكثار من تناوله، لمن يرغب في الحفاظ على وزنه، لما به من سعرات حرارية عالية.
فهناك روايات ترجع أن تكون “الروينة ” ذات أصول جزائرية قديمة جدًا، وأنها ترجع للمطبخ الأمازيغي، ولهذا تُعرف من ليبيا إلى المغرب.
“الروينة” في ليبيا تختلف عن باقي الدول المجاورة، من حيث المكونات، واستعمالها كمشروب، حيث تخلط مكونات الروينة في الجزائز مع الزيت أو العسل أو السكر أو الحليب … إلخ، كل حسب ذوقه لتصبح أكله، وتسمى روينة، زرير، سويكة البزرقان، وبأمازيغية الأطلس البليدي ثاجولي أو روينث إلخ حسب المناطق. (وال- المرج) أ ف/ ر ت