بنغازي 14 مايو 2020 (وال) – نتيجة للأوضاع الحالية التي أجبرت المواطنين على البقاء في بيوتهم بسبب حظر التجول لمنع انتشار فيروس كورونا المسستجد، التف الجميع حول جهاز التلفاز لمتابعة كل ما يعرض من أعمال درامية وبرامج مختلفة، وبهذا ارتفعت نسبة المشاهدة بشكل كبير في شهر رمضان المبارك هذا العام .
لكن الأعمال الجديدة أثارت جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي حول المستوي الذي وصلت له الدراما الليبية في رمضان، وكان النقد اللاذع موجّها لكل من يعمل في الوسط الفني الليبي، من إخراج وتمثيل وكتاب سيناريو، وأيضا النواحي الفنية في الأعمال الدرامية .
من بين من توجهت إليهم وكالة الأنباء الليبية، بالسؤال حول مستوى الدراما الليبية الرمضانية الاستاذ الكاتب الصديق بودوارة رئيس تحرير – مجلة الليبي – والذي استهل رأيه بهذا العنوان : (وليمة بلا طعام ) قائلا (إن مايُقّدم الآن في رمضان من أعمال هو خطوط متوازية، تخضع كلها للنقد والتمحيص والتأمل، ولو بدرجات متفاوتة، ولكن لنتفق أولاً على نبذ هذه الروح التي لم تتوقف عن ملازمة كل ما قد يُكتب عن هذه الأعمال .
أعود للسؤال المهم فأقول إن الإصرار على عدم اختيار المبدعين ليكتبوا نصوص هذه الأعمال، هو بحد ذاته عمل يُعاقب مرتكبه في نهاية المطاف بنص تافه مسطح تلوكه ألسن أبطال العمل حتى يتحولوا إلى اضحوكة في نظر المشاهد .
أما الأداء، فقد مللتُ من الكتابة بهذا الخصوص، ولمحّت عبر صفحتي على الفيس، وفي افتتاحية مجلة الليبي أكثر من مرة إلى أن هناك اختراعاً قديماً اسمه معاهد التمثيل والإخراج، وأن تدريب الممثل هو علم مستقل، وأن كتابة السيناريو هو علم مستقل، وأن الإخراج هو علم مستقل، وأننا بإصرارنا على التقاط ممثلين من شارع الصدفة وتكليفهم بأداء الأدوار نكون كمن يصنع وليمة،لكنها بدون طعام .
أما عن الفحوى، باستثناء عمل درامي واحد، وعمل آخر يعتمد على الحوار المباشر مع الجمهور، فأغلب الأعمال وقعت في حيرةٍ من هذه الناحية، وبدا طاقم العمل كله وكأنه يسبح في عرض بحر بلا شاطيء, ختاماً، أقول لك إن طريق العلاج موجود، وإن التعلم واجب، وإننا مادمنا نصر على تجاهل إنشاء معاهد متخصصة تنتج لنا المخرج المؤهل والممثل المؤهل ومدير الإضاءة المؤهل، مادمنا نتجاهل أن ” العلم نور”، فسوف نظل نتخبط في ظلام نصوص مزرية وسوف نظل نأكل من وليمة عامرة، غير أنها بلا طعام” .
ومن جهته، كاتب السيناريو والناقد الأستاذ احمد التهامي شاركنا بقوله: ” ثمة مشكلة اليوم هي وجود ستة ملايين ناقد على صفحات فيسبوك وهذا ليس وضعا طبيعيا، وهذا لايعني اعتراضي على تذوق الناس فهم أحرار قد يعجبهم عمل فني فيشاهدونه أو لا يعجبهم فينصرفون عنه فقط ، أما الحالة الخاصة التي نشأت في ليبيا أخيرا فهي نتاج توفر كم هائل من حرية الكلام دون ثمن والكلام المرسل الذي لا يختبر كل مايقال يتخذ طابع الوسيلة المرسل فيها، فأن تتحدث عن الدراما وأنت وراء حجاب فيسبوك يعني أولا ان لا شي يترتب على كلماتك لا يوجد اي التزام بالبرهنة على صحة كلماتك، يمكنك اتهام من تشاء بما تشاء ويمكنك ان تكتب نظريات في الفن والدراما دون ان تضطر للبرهنة على صحتها او على واقعيتها، نحن مصابون بمرض الانصياع السريع للتقنية” .
وأكمل التهامي قائلا “نحن كمجتمع لسنا أبدا في حالة اتزان، أما مشكلة الدراما الليبية فوفقا لخبرتي العملية فهي شي آخر يمكن فهمه لمن يرغب ونحن كعاملين في المجال نعرفه جيداً وهو أن الأثمان الحالية للمسلسلات لا تساوي تكلفة حلقة واحدة لذلك يعمل الجميع بسرعة لــ (لهف) المبلغ –التافه – بدون معايير لأن المعايير تعني جهداً زائداً ووقتاً وهذه تكلف مالا ” .
أيضا توجهنا بأسئلة حول الدراما الرمضانية هذا العام للكاتبة الاستاذة – انتصار بوراوي – فكانت أجابتها مستفيضة : “شخصيا تابعت بعض المسلسلات الليبية الكوميدية والحقيقة أنه ثمة ارتجال في بعضها ولعل خير مثال على ذلك مسلسل الممثل حمزة بليبيلو “4 وحارس” الذى بدا أقرب للاسكتش الفني منه إلى المسلسل الكوميدي، كما أن ظهور المرأة الليبية في المسلسل كالبلهاء هو شيء سمج، وغاد متكررا في كثير من الكوميديا الليبية التي تقدم المرأة في صورة البلهاء وذات الصوت الزاعق لغرض استجداء ضحكات المشاهدين، بالنسبة لمسلسل “شيركويت” للممثل الكوميدي – طارق الشيخى – فهو يتمحور حول قصة تحمل فكرة من الواقع الحياتي في مجتمعنا بقالب كوميدى وهناك مجهود واضح في العمل مع الأداء المحترف للكوميدي طارق الشيخى، لكن عمل الممثلة عبير الترهونى “جارى بالعمارة ” لم يكن فيه تجديد واعتمد على فكرة مكرر ة في الكوميديا الليبية عن العلاقة مع الجيران في قالب فكاهي خفيف .
أما المسلسلات الاجتماعية مثل مسلسلات “نقارش” و “اللافى” و”سوق الجريد “فأكيد أن ثمة أنجاز في تحضيرها، بوجود مجموعة كبيرة الممثلين الليبيين فيها، ولكن من ناحية المواضيع فكلها تدور حول عالم الماضي والصحراء والنجع وأعتقد أن هذا نوع من أنواع الهروب في الدراما الليبية، فلقد كان من الأجدى والأقرب للمشاهد لو قدمت هذه الأعمال حاضرنا المعاصر وطرحت مشاكل الواقع الاجتماعي الذي نعيشه والذي يعج بكثير من الأحداث والقصص الاجتماعية المختلفة. أعتقد أن ما تشكو منه الدراما الليبية سواء الاجتماعية أو الكوميدية هو أزمة نص في المقام الأول، فالساحة الفنية تشكو من قلة كُتّاب السيناريو المتخصصين في الدراما، وكثير من المسلسلات وخاصة الكوميدية منها تقوم على الارتجال، وهذا سبب من أسباب ضعف الأعمال الكوميدية، واتكاؤها على كثير من الاستسهال والتهريج الذي جعل المشاهد يبتعد عنها، كما أن عدم دعم القطاع العام للفن وعدم وجود قطاع فنى خاص وشركات خاصة تدعم الفن في ليبيا هو الذى جعل أغلب الأعمال الفنية الدرامية ضعيفة في محتواها وإمكانياتها وإنجازها” .
أما الصحفية – هند علي الهوني- فشاركتنا بقولها : “القنوات الليبية لا جديد لديها والناس تنتظر الجديد، لهذا يشعر المشاهد بالملل لا يسعون للتطور وكذلك على مستوي النص لا يوجد أي تطور، أعمال مكررة ومملة” .
ومن المخرجين الشباب – الحسن بوخريص – الذي أبدى رأيه في موضوع الاستطلاع بالقول : “في العموم لا تزال الدراما الليبية تعاني من أزمات متعددة و مع كل موسم رمضاني يتضح أن الدراما الليبية تعاني من عقدة ومتلازمة صعب علاجها إلا و هي “النص والسيناريو والآداء التمثيلي” بغض النظر عن الإمكانيات الإنتاجية و التي تتفاوت بحسب الهدف من صناع العمل و ما يقف ورائه .
إلا أن هذه العقدة لا تزال حاضرة بقوة فإذا نجح صناع العمل في تقديم فكرة مميزة و نص جيد ضُعف السيناريو و اهتز اداء الممثلين و اذا ما نجحوا في بناء درامي مميز للسيناريو ضُعف في المقابل الأداء التمثيلي والعكس صحيح، شخصياً اهتممت بالمشاهدة عبر الإنترنت لإنتاجات هذا العام و لكن للأسف قليل من هذه الأعمال الذي شد انتباهي.
وأوضح بوخريص أن أبرز هذه الأعمال والذي نجح من جانب الفكرة والنص الأصلي لكنه افتقر لسيناريو جيد هو مسلسل – شط الحرية – في موسمه الثاني ويشار الى ان الاداء التمثيلي كان عفويا ومعتمدا على الارتجال وما تسمى باللهجة المصرية (اللزمة) للشخصية .
وهو الأفضل من جانب البساطة في تقديم المحتوى وعبّر عن خواطر المجتمع بإسقاطات هادفه كذلك قدم الشخصية الليبية بعفويتها دون اضافات خارجية، أما عن عمل – سوق الجريد- فكان النص جيد جدا لكنه تاثر بالأخطاء الفنية في التصوير.
السيد ناصر محمد الحاسي مدير الإذاعات المسموعة ومعد البرامج قال مشاركا “اللي مشتغل عمل يشوف فيه أحسن عمل وأي حد ينتقد أويقيّم يصبح ضدّه، مافيش إعداد وتجهيز وإمكانيات، أي انتاج، وهو العمود الفقري لأي عمل وكذلك النص، لكن الفنان الليبي اعتاد على العمل العشوائي والبحث الدائم علن النكته هو هم جميع الممثلين في غياب النص المكتمل. كذلك التسويق مشكلة قنواتنا العامة والخاصة لاتغطي حتى قيمة المصروفات، والغالبية شغل موسمي يستفيد منه الفنان يعني -يطلعله بقرشين -وفيه محطات يدفعن” .
الحاسي أضاف “أنا أنجزت عمل، النص فرنسي والمعالجه دراميا للراحل – صالح الابيض- وكان هو البطل لكن للآسف رحل عن دنيانا قبل العمل ونفذ البطولة الفنان عيد سعيد.
والجدير بذكر عندما كان العمل من بطولة الراحل صالح البيض تهافتة القنوات على شرائها بقيم مقبولة وبدون جدال ولكن بعد أن تغير بطل العمل تغيرت المعاملة وطلبوا مننا تخفيض القيمة المالية للعمل، الجميع ساهم في تدني المستوى بدون استثناء، الموضوع يريد تقنين وتنظيم، ويريد نقابة مسؤولة ومهنية ويريد اهتمام من الحكومة، وليس هناك تصنيف فصاحب التاريخ الطويل والمسيرة الحافلة فنان واللي كيف بادي يأخذ لقب فنان مجانا.”
المتابع لدرامة الليبية الأستاذ محمد الزوام يقول: “يس لدينا كُتّاب، أو بالمعني الأصح هم فاقدين للرغبة ممكن؟ أو ممكن ليس لديهم رغبة في كتابة قصص للمسلسلات تتكون من ثلاثين حلقة كيف العالم والناس، ونحن نعلم قيمة وأهمية السيناريست والحوار في حبكة المسلسل ومدى تأثيره على العمل الفني، وشركات الإنتاج عنصر مهم في المنافسة أيضاً، ودور شركة الإنتاج إنها تحكم على المسلسل من النص المكتوب، هل سينجح الحبكة الدرامية به هل هو متكامل والكمال لله، بالإضافة إلى اختيار وظيفة المخرج من اختصاص شركة الإنتاج -من هو – لأن شركة الانتاج تري عمل المخرج نفسه نفس عمل الفنيين والصوت والصورة والأداء التمثيلي و المخرج الوحيد للي عمل تغيير يكون مطلع وفاهم .
وتابع الزوام أن احسن مخرج انجبته ليبيا – على حد وصفه – كان الراحل – فهمي الشاعري- وممكن نكون غلطان، مضيفاً أنه هناك مخرجين أخرين جديرين بالثقة لكن تنقصهم الإمكانيات .
وشاركنا مدير اذاعة بنغازي “BBN” الأستاذ سالم بوقرين حيث قال: “كيف كل عام مع بداية شهر رمضان تتوجه انظارنا للقنوات المحليه نبحث عن ما يسلينا، وهذا العام لم يختلف كثيراً عن العام الماضي فقد تراوح مستوى المسلسلات بين الجيد والمقبول والضعيف والسيئ جدا للعام الثاني ع التوالي، أكثر المسلسلات متابعه ولفتت النظر -شط الحرية – السهل الممتنع الممتع فقد أبدع كاتبه – فتحي القابسي- وفريق العمل وكانت كوميديا الواقع ورسائل مبدعه، وللآسف لايوجد منافس لشط الحرية، كانت باقي المسلسلات تحاول توفير في الانتاج يعني مسلسل يتم تنفيذه في مكان واحد او اثنين ،لايلام فيها الممثلون أكثر مايلام ضعف الإنتاج.
بوقرين تابع أن الشي السي جداً يبدو أنه لايوجد لجان إجازه للأعمال في القنوات، أاحد المسلسلات تم الاستهزاء بالنشيد الوطني وتم بثه ومتأكد أنه لم يتم مراجعة النص وسوف يتم إعاده المسلسل بعد رمضان وللآسف لن يتم مراجعه هذا الجزء، ننتظر النصف الثاني من رمضان قد يحمل لنا شي آخر يمكن مقارنته بشط الحرية وخاصة أنه غاب عن النصف الأول فرج عبدالكريم وخالد الفاضلي وغيرهم، في آخر كلماتي رحم الله الفنان الكبير صالح الابيض فمكانه شاغر” .
الفنان والإذاعي جمال محمد النويصري – شاركنا رأيه بالقول “بعض الأعمال التى قُدمت جيده والبعض الآخر أعمال استعجاليه تعتبر اسكتشات لاترقى لمستوى العمل الدرامى، مازال رأيي المتمسك به، لابد من وجود لجان نصوص ومشاهدة فى مؤسسة الاذاعة، وفى هئية الإعلام لابد من تحديد المؤلف والمخرج الأمر ليس سهلا، للتأليف قواعده وللإخراج قواعده والأمر ليس أقدمية، بعد العمل بالتمثيل لسنوات يتحول إلى مخرج !
أخيرا، لله الحمد الناس والمشاهدين والمستمعين وصلوا لمرحلة تقييم العمل الفنى والتفريق بين العمل الجيد والعمل غير الجيد، أتمنى أن ننتج أعمال كبيرة مسلسلات اجتماعيه سهرات دراميه وبرامج منوعات ممتازة توفر لها الإمكانيات، للآسف فى السنوات الأخيرة الأعمال الفنية تراجعت، وأعمال قليله تحمل فكر ومضمون، والفن رسالة ويجب أن يكون كذلك ” .
ومن جهته، الصحفي والمتابع الجيد للدراما الليبية الأستاذ الطيب عبد المالك قال “الدراما الليبية للآسف تعاني من شح الموارد والإمكانيات، حقيقة نحن في ليبيا نمتلك كوادر بشرية فنية لديها موهبة، لكنها تقبع في إطار التكرار.
لم نشهد منذ سنوات اي تطور للدراما الليبية، والمشكلة من وجهه نظري تكمن في عدم وجود النص الجيد. فنحن نفتقر إلى وجود كتاب جيدين، وأغلب الفنانين يفتقروا للتطوير، فتجد المشاهد قد حفظ عن ظهر قلب اداء كل ممثل أو فنان، وذلك راجع إلي أن الفنان لايزال محصورا في دائرة تكرار نفس الاداء والحركات” .
وللصحفية وفاء بوجواري رأي آخر حيث تقول “الدراما الليبية تنتعش، شهر رمضان موسم للأعمال الدرامية وفي كل عام نترقب الشهر الكريم لنتزود بوجبات درامية أصبحنا نشتاقها، هذا العام طالعتنا أحدي القنوات بعمل درامي أقل مايمكن ان يقال في حقه أنه عمل ضخم وفخم في ذات الوقت – شط الحرية – رائعة الأستاذ المبدع فتحي القابسي تأليفاً صُحبة نخبة من مبدعي مدينة إجدابيا، الإبداع.
الإسقاطات التي اعتمدها المؤلف لامست شغاف قلوبنا تحسست اوجاعنا ومعاناتنا وواقعنا، لذلك لاقي هذا العمل الإقبال منذ حلقته الاولي بل وأصبح الكثيرين يتابعون حتى الإعادة ولعلني منهم، إجمالا أعمال هذا العام كانت مميزة منها عمل “السرج، ونقارش، وحارة دايخة” والكثير الكثير من الاعمال التي نتمني لمبدعيها كل التوفيق والسداد” .
الشاب سند الغرياني من المتتبعين الجيدين للدراما الليبية هذا العام قال “يعني لو تكلمنا على مسلسل – شركويت- لفنان طارق الشيخي يمثل دور شاب مكافح راقد ريح يخدم صفرجي في دولة تعتبر غنية حتى لو انها لديها اقتصاد ريعي معتمد على النفط متزوج من انسانة تنحدر من عائلة غنية، فكرة المسلسل توريك اضطهاد العائلات الغنية في معاملة الفقير الهزوة على ملبسه وعمله وشكله وسكنه بينما المرأة دائما واقفة جنب زوجها في اصعب الظروف إلا أن أاهل الزوجة في كل زيارة لبيت أهلها يقومون بالاستهزاء على زوج ابنتهم، أيضا يحكى على كذب المسؤولين ووعودهم الزائفة.
وبالنسبة لمسلسل شط الحرية عمل درامي كوميدي يبعث في رسائل للداخل والخارج من اعلى طراز وكأنه المخرج أو المؤلف ضابط في الاستخبارات العسكرية يبعث في رسائل مشفرة في كل حلقة، أفضل عمل درامي كوميدي على مر تاريخ ليبيا في بعث الرسائل الدولية، كل حلقة لها معاني، عمل بسيط جداً لايوجد بيه خلل ولا قصور ولا سيارت ولا اي شي حتى نساء لايوجد به لأنه عائلي بامتياز ” .
كما شاركنا الأستاذ محمد سعد القطراني بقوله “أمس واليوم وغدا تظل مشكلة الدراما تكمن فى “النص الجيد”، النص الجيد الذى هو أساس العمل الجيد غائبا تماما، والسبب هو اضمحلال رهيب فى عدم وجود مؤلفين وكتاب على مستوى عالى يكتبون النص الجيد بالرغم من وجود مادة خصبة للكتابة تريد من يغوص فى أعماقها ويخرج منها حلقات وحلقات وهى مادة الحرب والنزوح وما ترتب عليها من مشاكل مثل ارتفاع حالات الطلاق وعرقلة حالات الزواج وغيرها أسباب اخرى منها :
- جميع المخرجين يهربوا من تنفيذ العمل الدرامى اعرف منهم الكثير.
- العمل الدرامى يتطلب مخرج ذو شخصية قيادية متمكن من عمله وهم قلة قليلة.
- الدراما تكاليفها باهظة…لذلك يظهر الضعيف منها ..لعدم وجود الدعم المالى.
- الشركات التى تتعهد بتنفيذ العمل ليس لديها ثقة فى المخرج او المؤلف لضمان الكسب و نجاح العمل الدرامى لذلك لايوجد أصلا شركات هناك أشخاص يبرموا عقود أو رعاية خجولة أنت وحظك فى النجاح. الشيئ المفرح الآن بسبب ظهور التقنية الجديدة فى التنفيذ اثق فى اى عمل يقوم به شباب اليوم بعد حصولهم على حرية التعبير الواسعة فى الاعلام فقط لو توفر النص الجيد
أيضا كان لنا لقاء مع الشاعر جمال الدريوي حيث قال “الموضوع له عدة وجوه، أولا على المستوي الفني هذا الموسم أقل من المتوسط وهناك أسباب، السبب الأول ضعف الإنتاج بكل المقاييس مقارنه بالدول المجاوره وأقلها تونس، والضعف هذا يعود بالسلب علي النص حتى لو كان جيداً، هنا الإنتاج يبدأ يتقلص في النص على حساب السياق المكتوب به ويضعف النص وهذا شفناه واضح، يعني الاختصار اللي يضيع مسار الدراما، ثانيا تركيز الفنان على إضحاك المشاهد بكل الوسائل لدرجة الخروج عن النص والابتعاد عن كوميديا الموقف واللجوء إلى التهريج، والأهم تدخل المخرج في النص بعيدا عن رأي المؤلف وتنفيذ المشاهد بدون حفظ او مراجعه وهذه الطامه الكبري، يعني الفنان يقرأ في المشهد ويصور مما يجعله لا يعرف ماذا يحتوي النص والشخصية المطلوبة منه وشن يضيفلها والمردود حيكون سلبي ودون المستوي أي يخرج علينا الفنان مهرج، أما الركيزة الحقيق والمهمة مافيش نقاد حقيقيين حتى يستفيد الجميع، الكل يخرج علينا فاهم وعارف اكيد الخروج من غير تشاور والرجوع إلي الكاتب” .
أما الحقوقي جمعة الزيداني قال لنا “أنا لم أتابع الدراما الليبية خلال شهر رمضان، ولكني أرى ملامحها بعيدة كل البعد عما يحدث في مجتمعنا من فرقة وانقسام نتيجة ويلات الحرب الدائرة، وينبغي على الدراما الناجحة أن تسعى لتقديم الحلول للمشاكل التى يعانيها المجتمع .. ولعل أهم وأخطر تلك المشاكل هي الحرب وآثارها.”
المصور -عمر جابر-:(( شهد موسم الدراما الرمضاني فى ليبيا لهذا العام تقديم عدد كبير من الأعمال الدرامية والكوميدية, تفاجأت بالكم الكبير من الأعمال ولكن للأسف بدون مضمون أغلب أفكارها مكررة، ولا تحمل رسالة، كنت أتوقع أن يتم تقديم مسلسلات تحاكي مشاكل وقضايا المواطن الراهنة، أوتعرّف بالعادات الليبية الأصيلة التي بدأت تندثر، أو مسلسلات تناقش قضية معينة وتقدم حلولًا جذرية لها . افتقدنا هذا العام نجم الكوميديا فى ليبيا -صالح الأبيض-رحمة الله عليه ” .
الفنان الشامل بسام الدراجي قال: “للآسف الشديد الفترة الأخيرة بعض الأعمال بلا نصوص جيدة، بعض الشخصيات كان المفروض اتكون فى مجالها أفضل ،شاطئ الحرية كان أفضل الأعمال كل حلقة لها رسالة لها ، غياب الرقابة ولجان النصوص، ما يهم العاملين في الدراما الان هو المال على حساب المضمون الا ما رحم ربي “. (وال – بنغازي) إعداد هدي العبدلي