بنغازي 18 مايو 2020 (وال)- أكد مدير إدارة الخدمات الصحية ببنغازي عبد الناصر الكاديكي، توثيق وتسجيل كل من دخل البلاد داخل المنظومة بإدارة الخدمات الصحّية.
وقال عبد الناصر الكاديكي وهو عضو الغرفة المركزية للرصد والتقصي والاستجابة السريعة التابعة لوزارة الصحة في الحكومة الليبية – في تصريح خاص لوكالة الأنباء الليبية – إن عدد من دخلوا البلاد عبر الحدود البريّة والجوية قد بلغ عددهم 1900 شخص، وتم رصدهم مع المخالطين لهم.
وأضاف الكاديكي: “كثفنا من الإجراءات عبر استدعاء كافة الخبراء والمختصين في هذا المجال، إلى جانب المفتشين الصحيين والراصدين الوبائيين، وكل من شارك في الجوائح والأوبئة السابقة، وشمل العدد متكامل 110 أشخاص مختصين في هذا المجال وهم تابعين لإدارة الخدمات الصحية، والتي بدورها تحركت بشكل مُباشر، لأن الأمر لا يحتاج إلى قرار أو تفويض، باعتباره اختصاص أصيل للعمل لمكافحة الأوبئة، وقمنا بعقد اجتماعات عديدة”.
وأشار الكاديكي إلى تعاون وزارة الصحة ومساندتها عبر توفير كافة المستلزمات للعناصر الطبية، وتعاون جهاز الإمداد الطبي، والمختبرات الخاصة، إلى جانب استمرار عمل غرفة الرصد والتقصي في تعقيم البضائع القادمة عبر البوابات الرئيسية لمدينة بنغازي.
وتابع الكاديكي: “قامت فرق طبية عددها 14 فريقًا تابعًا للإدارة، ببرامج للتوعية والتثقيف الصحي في العيادات المجمعة، المصارف، المؤسسات العامة، للحث على التباعد، وأهمية التعقيم وغسل اليدين”.
وتطرق بشأن إيقاف عمل القوافل الصحية المدرسية التي كانت تعمل قبل الإعلان عن إيقاف الدراسة منتصف شهر مارس الماضي، للتفرغ كليًا لمواجهة وباء كورونا، قائلا : “تم تقسيم مدينة بنغازي إلى أربعة مربعات رئيسية، هي بنغازي المركز، البركة، السلاوي وضواحيها، وفق مصلحة التخطيط العمراني، وداخل كل فرق طبية يختلف عدد أعضاءها بحسب الكثافة السكانية لتلك المناطق”.
وتابع الكاديكي: “خصّصنا لمنطقة السلاوي ثلاثة فرق، فريق في مركز شهداء بنغازي، وفريق في شهيد زواوة، وفريق في أبو عطني، وأربعة فرق في البركة، وثلاث فرق في الضواحي، وفريق في الإدارة يسمى الفريق الداعم أو الفريق الطائر، هذا عدا أن الإدارة تختص بشكل مباشر في برامج صحة المجتمع والرعاية الصحية الأولية، كما تضم أيضًا قسم الأمراض السارية بمكتب الرعاية والتي كافحت خلال الأعوام السابقة عدة جوائح وأوبئة، منها أمراض السارس، أنفلونزا الخنازير، أنفلونزا الطيور، الكوليرا، في مدينة أجدابيا، ومرض الطاعون في مدينة طبرق، وهذا طبعًا عملنا وهذا اختصاص أصيل للإدارة”.
وأوضح الكاديكي أن “وزير الصحة كان قد اعتمد خطة عمل للإدارة، من أجل مواجهة الوباء، وإصدار الوزير لقرار تأسيس الغرفة المركزية لفرق الرصد والتقصي والاستجابة السريعة قبل ثلاثة أيام من إصدار القائد العام للقوات المسلحة، قرارًا بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الوباء، والتي كانت سندًا قويًا لنا في تخطي المشاكل والعقبات التي واجهتنا، خاصة فيما يتعلق بعودة المواطنين الذين كانوا عالقين في الخارج”.
وتطرق الكاديكي قيام الفرق التابعة للغرفة المركزية، برصد وإتمام إجراءات الحجر لمواطنين داخل منازلهم، قدموا عبر الحدود البرية وعبر مطار بنينا الدولي، وذلك تنفيذًا للكتاب الصادر عن اللجنة الاستشارية الطبية، والتواصل معهم عبر هواتف الغرفة، دون الإشارة إلى أعدادهم أو محلات سكناهم، وقيام الإدارة برصد أول حالة صفرية داخل مدينة بنغازي، وحصر المخالطين للحالة وأقاربه وسكان الشارع، بالتعاون مع قسم النجدة وجمعية الهلال الأحمر الليبي.
وتابع الكاديكي: “أساس العمل هذا كان طبعًا منظمًا ولدينا منظومة داخلية، وسجل وبروتوكول كامل من المركز الوطني لمكافحة الأمراض تم رصدهم، وكان من ضمن الذين تم رصدهم وحجرهم في منازلهم، الحالة الصفرية في منطقة السلماني الغربي، وتم الانتقال إليه قبل إعلان بأنها حالة صفرية، وقمنا بحجره في منزله هو وأسرته، إلى جانب امتلاك بيانات خاصة بهم كاملة والمخالطين له أيضًا، ويوم الإعلان عن الحالة كنت أنا شخصيًا موجودًا في الشارع، وتعاملت مع الحالة بشكل شخصي، وقمت بإبلاغ الفرق والتي حضرت رفقة رئيس قسم النجدة مقدم جمال العمامي، وتم إقفال الشارع من ثلاث نقاط رئيسية”.
وأشار الكاديكي إلى أنه تم تكليفه عضوا في لجنة بنغازي الرئيسية لمكافحة وباء كورونا، التي تم تشكيلها من قبل اللجنة العليا لمكافحة الوباء.
وتابع الكاديكي: “تحركنا في اجتماعات مُباشرة مع عميد البلدية، ومع مدير الأمن، وعقد اجتماعات مع اللجنة الطبية الاستشارية، ووضع تصورات لمواجهة أي حالات أخرى قد تظهر، والاستعداد مستفيدين من التجربة السابقة والناجحة في احتواء المرض، ونحن حاليًا نعمل ليلا ونهارًا في استقبال المواطنين العالقين في الخارج”.
وتطرق الكاديكي إلى استحداث إدارة الخدمات الصحّية ببنغازي، لوحة تفاعلية بأماكن الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ليبيا، وهي عبارة عن خريطة تظهر معلومات تتبع الحالات التي تم الإبلاغ عنها بشكل يومي، تستند على البيانات الواردة من وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، والمركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، وهي الخارطة الوبائية الوحيدة في شرق ليبيا.
وأوضح الكاديكي أن وزارة الصحّة في الحكومة الليبية، كلفت إدارة الخدمات الصحّية بنغازي، بالإشراف على المواطنين الليبيين القادمين مؤخرًا، بعد أن كانوا عالقين في عدد من الدول العربية والأجنبية، والذين بدأ منهم التوافد إلى الأراضي الليبية عبر الحدود البرية، وتم استقبال المواطنين في “بوابة سيدي علي”، وحجرهم جميعًا داخل عدد من الفنادق الخاصة والعامة، وفي مركز إيواء رأس المنقار.
وقال الكاديكي إن عدد الرحلات الجوية التي كانت تقل المواطنين العالقين بلغت أربعة رحلات، هي من دول مصر، المغرب، الأردن، وتم حجرهم أيضًا في فنادق تيبستي، بنغازي، النجمة، الراحة، أفريقيا، منتجع الماسة، وتم تجهيز عيادات داخلية لكل مقرات الحجر، وتوفير قوافل طبية تضم أطباء باطنية، عيون، أنف وأذن وحنجرة، ونساء، ومعدات طبية وأدوية، لمتابعة أوضاعهم الصحّية.
وأكد الكاديكي أن “الوضع الآن تحت السيطرة، ونحن مطلعين بشكل يومي على التغذية والنظافة والتعقيم في أماكن الحجر، إلى جانب خروج فرق طبية لأخذ عينات من كامل الموجودين، وإجراء التحاليل في اليوم 13 / 14 للحجر، وعلى ضوء النتيجة يتم طمأنتهم وعودتهم إلى بيوتهم، ونحن مستعدين لاستقبال جميع العالقين”. (وال- بنغازي) ف م/ ر ت