المرج 20 مايو 2020 (وال)- في الشهر الفضيل وأنت تتجول في المحال وشوارع مدينة المرج، تستوقفك بين الفينة والأخرى مظاهر رمضانية، وما يُلفت الانتباه بشدة ضمن هذه المظاهر الدكاكين والمحال المخصصة لبيع البن التي انتشرت بكثرة مؤخرًا، وتشهد إقبالا غير مسبوق خلال الشهر الفضيل.
ويتزايد الإقبال على طلب البن من المحال المُخصصة لبيعها خلال شهر رمضان، الذي تتزايد به الزيارات الأسرية وصلة الأرحام، بالرغم من توفر منتج البن الجاهز في المحلات التجارية ( المحلي والمستورد) منها ، إلا أن البعض يحرص على تجهيزها في شهر رمضان من داخل المحال المُخصصة لطحن البن والغلال.
واستطلعت وكالة الأنباء الليبية “وال” آراء تجار البن الذين تحدثوا بأن المواطن يقتني حوالي كيلوغرام ونصف من البن، للاستهلاك طيلة شهر رمضان، وهو رقم يُعادل استهلاك المواطن للقهوة طيلة السنة، بحسب معدل قوة الطلب الشهرية، وقد باتت المحال المخصصة لبيع البن تتجهز لتوفير كل ما يلزم من أنواع وأصناف القهوة قبل دخول شهر رمضان، الذي يزيد فيه شرب القهوة والإقبال على شرائها.
وتحدث صاحب مطحن للغلال والبقوليات محمد بو تركية لوكالة الأنباء الليبية بشأن الإقبال على شراء القهوة العربية في رمضان قائلا إن “الإقبال على شراء القهوة العربية في رمضان، قد أرتفع بنسبة 30 % قياسًا بالعام الماضي، مؤكدًا أنه لا يزال هنالك إقبال على شراء القهوة، لأنها تُمثل جزءًا من حياة الناس، حيث يتم احتساؤها قبل السحور وبعد الفطور.
وقال بوتركية إن هنالك طلبًا أعلى على شراء القهوة لهذا العام، بالمقارنة مع الفترة المماثلة من الأعوام الماضية، وربما يعزي إلى أن البن كان يتم تزويدها إلى المقاهي، إلا أن إغلاق الأخيرة ضمن الإجراءات الاحترازية المتخذة للحماية من فيروس كورونا، كان أحد الأسباب لرفع معدل الطلب على المنتج.
وعن الأنواع القهوة، التي شهدت إقبالا نسبيًا في الشهر الفضيل، يوضح بوتركية أن القهوة البرازيلية والكولومبية، والمحروقة أو ما تُعرف شعبيًا بالشامية، وأكس برس، و17-18، وخلطة أخرى خاصة بهم، هي الأكثر الأنواع إقبالا.
وبدوره، يؤكد بوسقيمة المسماري أحد الباعة المتخصصين في طحن البن، أن إقبال الليبيين عليها لم يتأثر، رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها المواطن، وأن موجة الغلاء وارتفاع الأسعار التي رافقت أزمة كورونا، لم تطال أسعار البن المستقرة منذ فترة.
وقد أجرت وكالة الأنباء الليبية جولة في أسواق مدينة المرج، حيث أسعار البن كانت كالتالي : الكولومبية سعر الكيلو غرام 40 دينار ليبي، والبرازيلية 17-18 سعر الكيلو غرام 30 دينار ليبي، والبن الهندي سعر الكيلو غرام 20 دينار ليبي، بالرغم من ارتفاع سعر صنف أكس برس لدى الموزعين مؤخرًا، إلا أنه لا يزال مستقر على سعر 17 دينار ليبي للكيلو غرام، وهو ما يضع احتمالية ارتفاع ثمن هذا الصنف في الفترة القريبة المقبلة.
ويتحدث بوسقيمة بشأن الإضافات قائلا إن الإضافات تتمثل محليًا في الحبهان والمستكة والكسبر، ويُفضل عشاق القهوة عدم إضافة أية الإضافات لها، في حين يُفضل البعض إضافة الكسبر والحبهان، وهو الشائع محليًا، في المقابل تُفضل الجاليات العربية المقيمة في ليبيا، إضافة الحبهان للبن، وباقي الدول العربية تتنوع الإضافات مثل حبات الهيل، والقرنفل، والزنجبيل، والزعفران، وقشور البرتقال، وذلك على حسب الرغبة والتنوع الجغرافي.
وبشأن شرب القهوة في رمضان فوائده ومضاره، فإن خلال رمضان، يسرع الصائمون من هواة القهوة إلى كسر صيامهم بشربها، كما هم يغالون في استهلاك فناجين عدة منها بعد الفطور وعلى السحور، ولكن ينصح اختصاصيي التغذية، بالامتناع عن هذه العادة، نظرًا إلى أن تناول مادة “الكافيين” قد يكون ضارًا على المعدة الخاوية.
كما إن هناك دراسات كثيرة؛ تُؤكد أن شرب فنجان من القهوة في وجبة السحور، مُناسب لتزويد الجسم بالنشاط، حيث أن نصف كوب الـ “كافيين” المتناول، يبقى داخل الجسم من ثلاث إلى سبع ساعات.
والجدير بالذكر، أن الصداع الذي يُصيب الصائم أثناء النهار؛ هو نتيجة الجفاف الذي يتعرّض له الجسم خلال النهار، وليس جرّاء عدم استهلاك الـ “كافيين” المتوفر في القهوة والشاي، كما هو شائع خطأ.
رغم تزايد الطلب على شراء البن في شهر رمضان المبارك، إلا أن 4 من أصل 10 أشخاص، يعتبرها ثانوية في رمضان من بين آراء من تحدثوا لوكالة الأنباء الليبية في إحدى المطاحن، حيث أكد المواطن محمد الدرسي أن القهوة العربية في رمضان ثانوية وليست من الطقوس الليبية والعادات اليومية في رمضان، حيث أنها تضبط المزاج وتريح البال”.
ويتحدث محمد الدرسي إن احتساء القهوة في رمضان بعد الإفطار هي مؤشر لراحة البال، من جهة أخرى يتحدث أمين سوري مقيم في ليبيا إنه من الأشخاص الذين لا يميلون لشرب القهوة ويُفضل احتساء الشاهي بدلا من احتساء القهوة.
في المقابل، يرى محمد رجب مواطن سوداني إن احتساء القهوة خاصة بالحبهان، هي بمثابة الوقود للطاقة الجسدية والذهنية، مبينًا إنها من المستحيل تناول الإفطار قبل شرب فنجان القهوة، حيث أنه لا يجد الشهية من دونها، ويختلف معه حسين المسماري الذي يُؤكد أن شرب الحليب باللوز، واللبن في شهر رمضان، أفضل من القهوة، وأنه يُفضل شرب القهوة في الفطر عن شهر رمضان.
بعد التسعينات، زاد إقبال الليبيين على احتساء المنبهات الأخرى كنسكافي أو كابتشينو، فباتوا يتناولونها بكثرة من خلال ارتياد “الكفتيريات”، إلا أن القهوة العربية حتى الآن، هي الأكثر استهلاكًا حتى داخل الكفتيريات والمقاهي الخاصة، ونادرًا ما تجد شباب لا يتوقفون بضع مرات عند المحال لاحتسائها بل ويحرصون على صداقتها في رحلتهم اليومية. (وال- المرج) أ ف/ ر ت