القبة 23 مايو 2020 (وال) – وجه فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وتطورات الأوضاع في البلاد .
وجاء في كلمة فخامته “اغتنم مناسبة عيد الفطر المبارك لأتقدم بالتهنئة للشعب الليبي العظيم وأمتنا العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا باليمن والبركات واحي قواتنا المسلحة وكل الأجهزة الأمنية وتضحياتهم في محاربة الإرهابيين والغزو الأجنبي السافر على بلادنا وادعو المولى عز وجل أن ينعم على بلادنا بالأمن والاستقرار.
السيدات والسادة ،،،
يوماً بعد يوم يتأكد لكم أن بلادنا تتعرض لمؤامرة تتجاوز الحدود ولها أدواتها ووسائلها وأهدافها؛ مؤامرة هدفها هدم الدولة وانتهاك السيادة والاحتلال ونهب الثروات، نحن نحارب الإرهابيين والمعتدين على بلادنا والذين جاءوا إلينا من كل مكان ، بذلنا كل الجهد ولا زلنا، قصد الوصول إلى توافق يحفظ للبلاد سيادتها وكرامة شعبها ويحقق آمال الليبيين وطموحاتهم وحتى لانتهم بعرقلة الوصول إلى حل سياسي سنواصل الحوار مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية لأقناعهم بضرورة الوصول إلى حل وسحب الاعتراف بما يسمى بالمجلس الرئاسي واختيار مجلس جديد من رئيس ونائبين وحكومة من رئيس ونائبين يمثلون الأقاليم التاريخية الثلاث ويختار كل إقليم ممثله في المجلس وأولاً وقبل كل شيء لا تنازل عن الهدف الاسمى وهو احترام إرادة الليبيين وحقهم باختيار حكامهم ونظامهم السياسي.
ايها السيدات والسادة ،،،
إن انسداد العملية السياسية بتجاهل مخرجات مؤتمر برلين وفي ظل مخاطر الغزو الأجنبي وتوقف انتاج وتصدير النفط وهبوط اسعاره وارتفاع سعر الصرف وتأثيرات وباء كورونا السلبية على اقتصادات الدول وسيطرة المجلس الرئاسي غير الشرعي والجماعات والمليشيات والعصابات المسلحة على المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط بالإضافة إلى المصارف الخارجية وشركات الاستثمار الخارجي، سيخدم هذه الجماعات ويمكنها من تعزيز سيطرتها على العاصمة والاستمرار في ارتكاب جرائم النهب لثروة الليبيين ، ذلك سيضعفنا في مواجهة انهيار القدرة المالية للدولة وبالتالي عجز الحكومة عن تسيير سبل الحياة للمواطنين.
إن نجاحنا في إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وطنية والوصول إلى آلية لتوزيع الثروة سيمكننا من توفير الميزانيات للصرف على احتياجات المواطنين وتيسير سبل الحياة الكريمة ويدعم جهود وتطوير المؤسسة العسكرية لتقوم بدورها في محاربة الإرهاب وحماية الحدود والحفاظ على سيادة الدولة.
ندرك جيداً أهمية أن يصحب هذه الإجراءات تحديد الأولويات وعلى رأسها مكافحة الفساد والتخفيض في الانفاق وخفض مرتبات النواب والوزراء والوكلاء ورؤساء المؤسسات والهيئات ومن يزيد مرتبه عن ثلاثة الاف دينار كل شهر من كل العاملين بالدولة واقترح ان تكون نسبة التخفيض عشرين في المائة من المرتب الزائد عن ثلاثة الاف دينار وتشكل لجنة من الحكومة لوضع الإجراءات التشريعية والإدارية اللازمة لتنفيذ ذلك اعتبارا من شهر يونيو 2020م وحتى نهاية شهر ديسمبر 2020م وتسخير الأموال لدفع المرتبات التي لم تصرف منذ مدة طويلة وإعادة تأهيل قطاعات التعليم والصحة وغيرها حسب الأولوية والأهمية.
ايها السيدات والسادة ،،،
ليعلم القاصي والداني أن لنا ثوابتنا ولن نتنازل عنها أو نفرط فيها مهما كانت الأسباب وتعددت واختلفت الضغوط .
في المسار السياسي، نتمسك بسحب الاعتراف الدولي للمجلس الرئاسي وإعادة تشكيله وتشكيل حكومة وطنية تمثل فيها الأقاليم الثلاث ويمارس المجلس الرئاسي عمله من مدينة ليبية حتى تطهير العاصمة وتأمينها من الجماعات الإرهابية وكذلك التوزيع العادل لإرادات النفط والغاز، حتى نتمكن من إعادة انتاجه وتصديره ووقف التدخل الخارجي .
ونطالب جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي لتحمل مسؤولياتهم تجاه العدوان على بلادنا .
وفي المسار العسكري، دعم القوات المسلحة في محاربة الإرهاب وطرد المرتزقة وتفكيك الجماعات والميلشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة.
واستمرار مجلس النواب المنتخب في ممارسة مهامه طبقاً للإعلان الدستوري والتشريعات النافذة حتى انتخاب سلطة تشريعية جديدة .
ادعوكـــم لنبذ الفتنة ونسيان الماضي والتسامح واستخدموا عقولكم لمحاربة الشر واصحاب المساعي الخبيثة والاصطفاء للحق بالذات والحق لصاحبه مهما كان ولكن عن طريق القضاء والعرف السائد في البلاد ولا تنسوا العفو فهو يزيدكم عزة ورفعة.
لعن الله الشيطان وخزي الفتان، لا تهميش ولا إقصاء ولا محاسبة إلا عن طريق القضاء . (وال – القبة)